السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

العفو.. العفو يا مولانا السلطان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدقناهم عندما قالوا لنا إنهم يعكفون على قوائم السجناء، بحثا عمن لم يرتكبوا أعمال عنف، حتى يفرجوا عنهم بعفو من الرئيس، انتظرنا ما يفعلونه في سرية تامة حتى لا نفسد عليهم عملهم، تلقفنا الخبر بصدور عفو رئاسى عن ١٦٥ مواطنا بلهفة، تجاوزناها سريعا، برغبة في البحث عن الأسماء، تخيلنا أسماء بعينها لبنات صغيرات، لم يفعلن أكثر من احتجاج سلمى.
لم ننتظر كثيرا، جاءتنا الأسماء ليزول أثر المفاجأة، تاركا مكانه الصدمة... نعم الصدمة، فالكلمة دقيقة جدا، لا مبالغة فيها، من حق الرئيس علينا أن نشكره، فقد فعل ما عليه، أوفى بما وعد به، أصدر عفوا عن السجناء الذين يستحقون العفو، وبعد الشكر لن نتحدث لا قليلا ولا كثيرا مع الرئيس، الكلام أولى مع من قاموا بجهد هائل في البحث عمن يستحقون العفو.
لفت انتباهنا أن من بين من صدر قرار عفو رئاسى بحقهم أسماء تنتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، وهذه أمثلة فقط، ففى القضية المعروفة إعلاميا «بأحداث روض الفرج»، وهى الأحداث التي شهدت تظاهر مجموعات من الإخوان بعد فض اعتصام رابعة العدوية ٢٠١٣، تم الإفراج عن ٤٤ متهما، جميعهم كانوا قد صدر بحقهم حكم بالسجن ٣ سنوات.
وفى قضية اقتحام «جامعة الأزهر» في العام ٢٠١٣ بعد فض اعتصام رابعة، تم العفو عن ٦ طلاب كانوا قد شاركوا في أعمال عنف في جامعة الأزهر، وصدر ضدهم حكم قضائى بالسجن ٣ سنوات، وفى أحداث حى عابدين، الذي شهد مظاهرات من مجموعات من الإخوان في ذكرى فض اعتصام رابعة، تم العفو عن ٩ من المحكوم عليهم بعامين، ومن مطروح تم العفو عن ٥ سجناء كانوا قد شاركوا في مظاهرات إخوانية بمطروح، وتم العفو عن ١٠ سجناء من كفر الشيخ شاركوا في مظاهرات إخوانية عقب فض رابعة، وفى الإسكندرية تم العفو عن ٥ سجناء شاركوا في مظاهرات إخوانية بدون ترخيص.
أما في القضية الأشهر والمعروفة إعلاميا «بمتظاهرى الاتحادية» التي ضمت عددا من الفتيات من بينهن سناء سيف ويارا سلام، فتم الإفراج عن سجين واحد فيها هو معتز راغب الذي كان من المفروض أن تنتهى فترة عقوبته في ١٢ يونيو ٢٠١٦.
لا اعتراض عندى بالمناسبة على الإفراج عن هؤلاء السجناء، فأنا أحب هذا العالم بدون سجناء على الإطلاق، وأعرف كذلك أن هناك من تم القبض عليهم في زحمة مظاهرات الإخوان دون أن تكون لهم أية علاقة بما يجرى على الأرض، راحوا في الرجلين بين النظام والإخوان... لكن اعتراضى على العناد الذي يتمتع به من يديرون المنظومة التي تحكمنا، على الإصرار على أن النظام لا يمكن لأحد أن يلوى ذراعه.
كنت أتوقع أن يشمل قرار عفو الرئيس كل البنات المسجونات، سواء من الإخوان أو من غير الإخوان، بالمناسبة الفتيات السجينات وجع، ليس في قلوب عائلاتهم فقط، ولكن في قلوب الجميع، قد تكون هناك فتيات تورطن في العنف، خرجن على الخط المرسوم، هؤلاء ما كان لنا أن نتعامل معهن بعنف، كان من السهل جدا أن نستوعب غضبهن.
لا أعرف أي واحدة من المسجونات، لا علاقة لى بمن يحملون صفة نشطاء شباب أو فتيات، لكن اللحظة الإنسانية تطل برأسها على الجميع... ففى اللحظة التي توقعنا أن يعفو الرئيس عن متظاهرات الاتحادية، خرج لنا من شاركوا في مظاهرات إخوانية، وتم اتهامهم بارتكاب أعمال عنف، واقتحام مؤسسات... وكأن هناك من كان يخرج لسانه لنا، من يقول إن النظام سيفعل ما يراه هو، حتى لو كان خطأ، أما ما تقولونه أنتم فيلزمكم وحدكم.
ليدع من يعملون إلى جوار الرئيس أصوات الرأى العام التي بحت جانبا، ليتعاملوا معنا على أننا لسنا موجودين من الأساس، ليفكروا فقط في مصلحة النظام وبطريقة عملية جدا، براجماتية جدا، نفعية جدا، وهى الطريقة التي كانت تحتم عليهم أن يشمل قرار العفو بنات الاتحادية تحديدا، فهؤلاء كن شريكات في ٣٠ يونيو.
كان يمكن أن يرسل النظام برسالة قصيرة جدا للجميع، وهى أنه لا يأكل أولاده، حتى لو تمردوا قليلا عليه، لكن يبدو أن هناك من يريد أن يتعامل معنا بمنطق الفتوة، لا أحد يستطيع أن يلوى ذراعه، دون أن يدرك أن عناده يمكن أن يكسرها.
أنا حريص على ذراع هذا النظام، ولا أريد لأحد أن يكسرها، وليس على الرئيس إلا أن يبصر من حوله، فهؤلاء ليسوا ناصحين ولا مبصرين، إنهم فقط يعرضون السفينة كلها للخطر... اللهم بلغت اللهم فاشهد.
سؤال: هل يعرف الرئيس السيسى موقف من أصدر عفوا عنهم قبل أن يوقع قراره؟
هذا مجرد سؤال.