اشتهر العرب بإقامة الولائم وذبح الأضاحي إكرامًا لضيوفهم، وكان اللحم على قائمة الأصناف التي تُقدم إلى الضيوف.
وكان العرب يتنافسون في الكرم والسخاء في تلك الولائم، حتى أن كثيرين كانوا ينشُدون شعرًا في هذا؛ كذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "أولم ولو بشاة"، وهو ما يدل على أهمية الوليمة، والوليمة "هي الطعام المُتخذ للعرس، مُشتقة من الولم، وهو الجمع؛ لأن الزوجين يجتمعان".
واُقترن الكرم والجود والسخاء قبل الإسلام بحاتم الطائي، أشهر من مدح نفسه في الكرم والسخاء، خصوصًا في الولائم، في قبائل العرب؛ وعندما عاتبته زوجته على كرمه الشديد أنشد:
"يرى البخيلُ سبيل المالِ واحدةً إن الجوادَ يرى في مالهِ سُبُلا"
في أحد مواقفه، قدم الطائي لضيوفه كل الإبل التي كان يرعاها وهو يجهل هويتهم، وكانوا شعراء ثلاثة، فنحر لهم ثلاثة من الإبل، فقالوا فيه أشعارًا امتدحوه بها وذكروا فضله، كذلك روت عنه زوجته "أعجب ما رأيت منه أنه أصابت الناس سنة قحط، وقد أخذني وإياه الجوع وأسهرنا، فأخذت سفانة وأخذ عديًا وجعلنا نعلّلهما حتى ناما، فإذا شيء قد أقبل، فرفع رأسه فإذا امرأة، فقال ما هذا؟ فقالت يا أبا عدي أتيتك من عند صبية يتعاوون كالكلاب أو كالذئاب جوعًا، فقال لها: أحضري صبيانك فوالله لأشبعنهم؛ فلما جاءت المرأة نهض قائمًا وأخذ المدية بيده وعمد إلى فرسه فذبحه ثم أجج نارًا ودفع إليها شفرة، وقال قطعي واشوي وكلي وأطعمي صبيانك، فأكلت المرأة وأشبعت صبيانها، فأيقظت أولادي وأكلت وأطعمتهم، ثم أتى الحي بيتًا بيتًا يقول لهم انهضوا بالنار فاجتمعوا حول الفرس، فوالله ما أصبحوا وعلى وجه الأرض منها قليل ولا كثير إلا العظم والحافر، ولا والله ما ذاقها حاتم وإنه لأشدهم جوعًا".
أما ولائم النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كانت دائمًا عامرة باللحم، فعند زواجه بالسيدة زينب -رضي الله تعالى عنها- كان يعلم أن لديه طعام قليل، لكنه صنع الطعام للناس على ما كان عنده، وأمر أنسًا أن يدعو الناس؛ وقال أنس -رضى الله عنه- "فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون، ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون"؛ لأن البيت لم يكن متسعًا، كأن الناس يأكلون أفواجًا "فدعوت حتى ما أجد أحدًا، فأشبع المسلمين خبزًا ولحمًا"؛ وصنعت له أم سليم حيسًا، فذهبت به إلى النبي فقال "اذهب، فادع فلانًا وفلانًا"، وذهبت فدعوتهم، زهاء ثلاثمائة رجل، أولم عليهم باللحم والخبز.
وكان العرب يتنافسون في الكرم والسخاء في تلك الولائم، حتى أن كثيرين كانوا ينشُدون شعرًا في هذا؛ كذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "أولم ولو بشاة"، وهو ما يدل على أهمية الوليمة، والوليمة "هي الطعام المُتخذ للعرس، مُشتقة من الولم، وهو الجمع؛ لأن الزوجين يجتمعان".
واُقترن الكرم والجود والسخاء قبل الإسلام بحاتم الطائي، أشهر من مدح نفسه في الكرم والسخاء، خصوصًا في الولائم، في قبائل العرب؛ وعندما عاتبته زوجته على كرمه الشديد أنشد:
"يرى البخيلُ سبيل المالِ واحدةً إن الجوادَ يرى في مالهِ سُبُلا"
في أحد مواقفه، قدم الطائي لضيوفه كل الإبل التي كان يرعاها وهو يجهل هويتهم، وكانوا شعراء ثلاثة، فنحر لهم ثلاثة من الإبل، فقالوا فيه أشعارًا امتدحوه بها وذكروا فضله، كذلك روت عنه زوجته "أعجب ما رأيت منه أنه أصابت الناس سنة قحط، وقد أخذني وإياه الجوع وأسهرنا، فأخذت سفانة وأخذ عديًا وجعلنا نعلّلهما حتى ناما، فإذا شيء قد أقبل، فرفع رأسه فإذا امرأة، فقال ما هذا؟ فقالت يا أبا عدي أتيتك من عند صبية يتعاوون كالكلاب أو كالذئاب جوعًا، فقال لها: أحضري صبيانك فوالله لأشبعنهم؛ فلما جاءت المرأة نهض قائمًا وأخذ المدية بيده وعمد إلى فرسه فذبحه ثم أجج نارًا ودفع إليها شفرة، وقال قطعي واشوي وكلي وأطعمي صبيانك، فأكلت المرأة وأشبعت صبيانها، فأيقظت أولادي وأكلت وأطعمتهم، ثم أتى الحي بيتًا بيتًا يقول لهم انهضوا بالنار فاجتمعوا حول الفرس، فوالله ما أصبحوا وعلى وجه الأرض منها قليل ولا كثير إلا العظم والحافر، ولا والله ما ذاقها حاتم وإنه لأشدهم جوعًا".
أما ولائم النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كانت دائمًا عامرة باللحم، فعند زواجه بالسيدة زينب -رضي الله تعالى عنها- كان يعلم أن لديه طعام قليل، لكنه صنع الطعام للناس على ما كان عنده، وأمر أنسًا أن يدعو الناس؛ وقال أنس -رضى الله عنه- "فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون، ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون"؛ لأن البيت لم يكن متسعًا، كأن الناس يأكلون أفواجًا "فدعوت حتى ما أجد أحدًا، فأشبع المسلمين خبزًا ولحمًا"؛ وصنعت له أم سليم حيسًا، فذهبت به إلى النبي فقال "اذهب، فادع فلانًا وفلانًا"، وذهبت فدعوتهم، زهاء ثلاثمائة رجل، أولم عليهم باللحم والخبز.