الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

اتحاد ملاك ثورة يناير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لماذا يكره اتحاد ملاك يناير صحفي وإعلامى مثل أحمد موسي؟.. قد يبدوا سؤالا ساذجا لكن تعمق فيه قليلا ستجده عكس ذلك.. فهو تعبير عن حال السياسة في مصر بين نخبة أنشقت عنها الأرض في يناير تمثل الحالة الثورية.. وإعلامى تمسك برؤيته الخاصة عن الدولة المصرية وبحبه للرئيس الأسبق حسنى مبارك وكراهيته لتلك الثورة.. حالتان تجسدان أزمة تعيشها السياسة المصرية بعد ثورتين جرى تلخيصهما فى لفظي ثوار وفلول.. بينما تقلع الدولة المصرية إلي أفق جديد يبحث عن مستقبل مختلف عنهما مع الرئيس السيسي.
في يناير انقسم الشعب بين ميداني التحرير ومصطفي محمود.. مؤيد ومعارض.. اختفت السياسة وتصدر المشهد قوى التيار الإسلامى مع نخبة يناير في مقابل قوى الدولة التقليدية.. أما الشعب فابتعد عن المشهد مؤقتا، استهلكت القوى الثورية نفسها فى التظاهر فيما تواصل الإخوان مع القوى الدولية تمهيدا لسيطرته الكاملة علي السياسة المصرية.. فلقد كان مخطط السيطرة الكاملة علي البرلمان والرئاسة واضحا للجميع بما فيهم نخبة يناير التى كانت لا تتعشم سوى في فتات وفضلات الإخوان الذين كانوا يتحركون نحو هدفهم بسرعة فاللحظة قد لا تتكر.. والحقيقة أنهم كانوا خاطفين لطائرة الوطن بمساعدة اتحاد ملاك يناير.
اتحاد ملاك يناير هم كل من احتكر ثورة يناير ويرى أنها سقف كل الأشياء فهو ماضى وحاضر الوطن.. ومن يقترب منها يعتدي على قدس الأقداس.. الإخوان يرون أنها ثورتهم فلولا مشاركتهم الجاده واستهدافهم للسجون وأقسام الشرطة واقتحام عناصر حماس للحدود مستفدين من انشغال القوات المسلحة بتأمين الدولة ومرافقها بعد انهيار الشرطة، وكذلك ضعف التواجد العسكرى المصرى بحسب اتفاقية كامب ديفيد في مناطق تسلل عناصر حماس وهى الحقائق التى يرفضها اتحاد ملاك يناير بل ويشكك فيها حتى يحافظوا علي صورة قدس الأقداس نقية!
يرى اتحاد ملاك يناير أن الإخوان رفاق ميدان، وحتى بعد سقوط القناع عن ارهابهم يتحدثون عن أنهم ظلموا، يتناسون متعمدين انهم كانوا السبب المباشر فى وصولهم للحكم رغم التهديد الذي شكله ذلك للدولة المصرية التى نجت من مصير كل من حولها من دول، تحطمت وتفككت وانهارت بسبب حالة الثوره والتشكيك ورغبة التيار الاسلامى فى الحكم على جثث من يريد حكمهم.. هل تذكرون اقتحام امن الدولة وتعديلات الجنة والنار التى ايدها بعضكم بعد يناير.. هل تذكرون ترحيبكم بضباط ٨ إبريل الذين تمردوا علي قيادتهم.. هل كنتم تدركون خطورة ذلك.. وماذا عن ماسبيرو ومحمد محمود الذي تتنصلون من مسئوليتكم عنهما بصفتكم الداعين والداعمين.. لقد كنتم تتحركون لتحدي الدولة واثبات وجودكم أمام العالم.. تحاولون طوال الوقت ان تفرضوا نفسكم كرقم فى المعادلة ..لكن الحقيقة كان لها راي اخر وظهر بجلاء فى اول انتخابات بعد يناير.. اختار الناس التيار الاسلامى بجناحية الاخوان والسلفين ولم يلتفت لقائمة الثورة مستمرة التى كانت تمثلكم.. وخرجتم بمقاعد لاتذكر ..ومن فاز كان علي صله قوية بالاخوان وكان مجرد ديكور فى مجلسهم.. بنتيجة هذه الانتخابات ظهر وزنكم السياسى الحقيقى.. حاولتم اخفاء خيبتكم باختراع اشكالية شرعية الميدان أم البرلمان التى سرعان ما اختفت لأن الإخوان كان لهم رأي آخر.. ثم جاءت الانتخابات الرئاسية لتنقسموا علي نفسكم وتخونون بعضكم حتى وصلنا لمحطة اتفاق فيرمونت الشهير بعصير الليمون الذي سلم البلاد لحكم المرشد ومن ورائه التنظيم الدولى وتحالف أوباما وأردوغان وأمير قطر.
الميزه فى اتحاد ملاك يناير انهم غير خاضعين للحساب.. فلا يوجد لهم كيان واضح المعالم له قواعد للاختيار او الترقي.. يرفضون قواعد الحياة الحزبية حتى حينما ظهرت احزاب تقول انها تعبر عنهم لم يتحمسوا كثيرا للانضمام لها.. فهم يكرهون القواعد بنفس درجة كراهيتهم للدولة.. وهى حالة ضد طبيعة الشعب المصرى.. ولذلك تحول تعاطف الشعب معهم فى يناير الى كراهية مطلقة مستمرة تحولت الى احتقار بعد التسريبات التى كشفت عن تأمر بعضهم وتفاهة البعض الأخر.
وبعد ثورة ٣٠ يونيو عاود اتحاد ملاك يناير العودة بهدوء إلى واجهة الأحداث وفرض وجهة نظرها الثورية مرة اخرى على جموع الشعب فضلا على ابتزازه بحق الشهداء والتخلص من نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وطريقهم إلي ذلك التشكيك فى كل مايقوم به الرئيس السيسى وحكومة محلب بدء من مشروع قناة السويس وحتى فتح محطة مترو السادات!
بضاعتهم تصدير اليأس والإحباط والمغالطة في الحقائق وخلق حالة مظلومية للإخوان رفاق الميدان السابقين وصلت الى حد الدفاع عن الإرهابيين والمدانيين بجرائم ارهابية والحديث عن حقوق الانسان المهدرة رغم صمتهم التام عن شهداء الجيش والشرطة والانتهاكات التى تقع ضد الاقباط وباقي الإقليات الدينية والتى وصلت لقتل الشيخ حسن شحاتة زعيم الشيعة المصريين!
ثم جاءت سقطتهم الاخيرة بحديثهم عن انتحار الشباب بسبب القمع بينما كان الانتحار الأخير المزعوم بحثا عن شهرة و"لايكات" وتشييرات لندي سلامة عازفة الناى المجهولة.. التى عادت للحياة بعدما احتلت صورها مواقع التواصل الاجتماعى وثبت أنهم مجموعة من الحمقي السائرين خلف كراهيتهم للبلاد والعباد.
معركتهم هى معركة الاخوان ضد الدولة المصرية والجيش الوحيد الباقى فى الشرق الاوسط وهى معركة لن تتوقف لانها مدعومة دوليا ..يعتقدون انهم يقودون المعارضة بعد ٣٠ يونيو تمهيدا لسقوط يتمنونه للدولة المصرية التى سحبت من تحت أرجلهم البساط.. دون النظر الى تكلفه ذلك أو عن رضى الناس عن هذا الاختيار.. فهم المفوضون بالإدارة الدائمة وهم اصحاب الفهم والباقى أغبياء.. هم أصحاب الحقيقة المطلقة!
خسرت مصر بسبب تجاربهم الفاشلة واختيارتهم الكارثية المليارات وتوقفت المصانع والاستثمارات.. زاد الفقير فقرا.. واضطرت الدولة الى التوسع فى الاستدانة.. من يتحمل كل هذه الفواتير؟.. هم يلقون بالكرة فى ملعب الدولة ويخرجون انفسهم بخفة من المعادلة.. من يتجرأ على انتقاد اتحاد ملاك الثورة.. فهو إما فلول أو فاسد ؟!
هم طلبوا من أحمد موسي الاعتذار.. فمتى يعتذرون هم لمصر وشعبها؟!