السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"ما وراء القمر".. حكايات سلماوي بعد الـ70

المجموعة القصصية
المجموعة القصصية ما وراء القمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الكاتب التقى إدريس بعد وفاته.. وحقق أمنية أديب نوبل.. واستلم رسالة من أسمهان

ليست مجموعة قصص متناثرة تم جمعها بين دفتى كتاب فحسب، بل حكايات «ما وراء القمر»، تلك التفاصيل الحاضرة بين الأحياء ومن رحلوا عن عالمنا، ينسجها الأديب الكبير محمد سلماوى في مجموعة قصصية هي أحدث ما صدر للكاتب بعد أن قرر التفرغ للكتابة إثر بلوغه سن السبعين؛ إذ امتلأت برسوم الفنان السريالى ياسر رستم.
في المجموعة الصادرة مؤخرا عن الدار المصرية اللبنانية، تجاوز الكاتب حائط الخيال، وأفسح المجال لخياله هو فقط، لذا تشعر وأنت تقرأ بأن العلاقة التي يُشير إليها سلماوى في حكاياته تؤكد أن الأحداث لا تزال قائمة، ففى إحدى القصص يقابل إدريس في إسبانيا رغم رحيله منذ سنين، في الوقت ذاته تتحقق أمنية نجيب محفوظ بعد وفاته في حكاية أخرى، كذلك يجد القارئ المطربة أسمهان تبعث برسالة للمؤلف من العالم الآخر.
يجتاز سلماوى في قصص عمله الجديد حواجز الخيال، ليأخذ قارئه إلى عوالم غريبة تدور أحداثها في عدة مدن متنوعة لا رابط لها سوى خياله؛ فتنتقل أوراقه في تسع قصص بين القاهرة، مدريد، لندن، هامبورج، غزة، طرابلس، السويداء، القدس، بيروت، وجزيرة لمبدوزا الإيطالية؛ أما أبطاله فهم صديقه الأديب العالمى نجيب محفوظ، والروائى الراحل إدريس، والمطربة أسمهان، كذلك كان شهداء ثورة ٢٥ يناير، وأطفال غزة، مجموعة من أبطاله.
تنقسم قصص «ما وراء القمر» إلى ثلاثة أجزاء، يحتوى كل جزء منها على ثلاث قصص، القسم الأول هو «الكُتّاب لا يموتون»، وأبطال قصصه هم: الروائى الراحل إدريس، والكاتب المصرى المغترب وجيه غالى، وأديب نوبل نجيب محفوظ؛ والجزء الثانى «دماء البحر» قصته الأولى تدور حول الشباب الذين يهاجرون بشكل غير شرعى عن طريق البحر، والثانية حول قصص فعلية لأطفال اغتالتهم قوات الاحتلال الإسرائيلى وهم يلعبون على شواطئ غزة، أما الثالثة فتدور حول وقائع اغتيال الأقباط على يد تنظيم داعش الإرهابي؛ ثم يأتى الجزء الثالث «رسائل ما بعد الرحيل»، والذي اتصل فيه الراحلون بالأحياء، إما في شكل رسالة بعثت بها أسمهان إلى الكاتب بعد رحيلها بسبعين عامًا، لتروى له قصة مُغايرة لما يتداول عنها، أو من خلال قصة حب رقيقة لزوجة أبت أن تترك هذا العالم دون أن تودع زوجها، والأخيرة هي قصة أحد شباب ثورة ٢٥ يناير، والذي اتصل تليفونيًا بوالدته بعد رحيله ليطمئن عليها كما كان يفعل قبل استشهاده.
اعتمد سلماوى في كتابة العمل على ما ورد في واحد من أقدم الكتب التي عرفها الإنسان، وهو «كتاب الموتى» الذي يحوى خلاصة الفكر المصرى في العهد الفرعونى، حيث جاء في الكتاب أن «الأموات حين يتركون عالمنا ينتقلون إلى ما وراء القمر، ومن هناك كثيرًا ما يأتون لزيارتنا، فاتخذ من هذه النقطة نواة لبناء قصصه التي يتنقل فيها ما بين الواقعية والفانتازيا والواقعية السحرية.