ما تصلحه السياسة تفسده أحيانا العوامل المرتبطة بالثقافة والمعرفة، وأخشى أن نرى هذه المقولة تتحقق بعد عامين عندما تفعل منطقة التجارة الحرة التي دشنت في قمة التكتلات الأفريقية، إذ كيف سنمضى لننخرط في هذه السوق ونحن لا نعرف عن قارتنا السمراء الشيء الكثير؟!
القطيعة السياسية بيننا وبين ظهيرنا الإفريقى واكتهها قطيعة ثقافية ومعرفية وأغلب المعلومات العامة المتداولة في مجتمعنا المصرى عن أفريقيا مصدرها الرئيسى كرة القدم التي حملت إلينا أسماء عواصم ومدن إلى جانب أسماء الأندية واللاعبين.
وللأسف لم تبذل وسائل الإعلام جهدا موازيا لتحركات الدولة نحو أفريقيا، وبالإشارة إلى مؤتمر التكتلات اكتفت معظم الصحف والفضائيات بالتغطيات الآنية للحدث، ولم نشهد تقريرا يعرف تلك الدول الـ ٢٦ أطراف القمة ولا حتى بطبيعة ومكونات التكتلات الاقتصادية الثلاثة «الكوميسا- شرق أفريقيا- سادك».
كثيرا ما نتهم الحكومة بأن حركتها أبطأ من تحركات مؤسسة الرئاسة وأن جهدها ليس كفأ لما يبذله الرئيس من جهود، وننسى أن الإعلام بمختلف أشكاله قد يتصدر قائمة المتهمين بالغفلة عن مصالح الوطن، حيث كان من المنتظر أن تنشط القنوات الفضائية العامة والخاصة لعمل برامج تسجيلية وثائقية من شأنها أن تمدنا بالمزيد من المعرفة عما يحدث في قارتنا السمراء والتغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية التي طرأت على دول القارة، ولن تنقص تلك البرامج الإثارة، خاصة إذا اقتربت من تفاصيل الإنسان الإفريقى وعاداته وتقاليده.
لا أعرف كيف سنتاجر مع أناس لا يعلم أغلبنا عن بلادهم سوى أنواع بعض حيوانات الغابات الاستوائية، بل أن بعضنا لديه أفكار سلبية خاطئة تجاه أولئك البشر، وأذكر أن أحد كبار الكتاب الصحفيين ورئيس تحرير أحد الإصدارات الأسبوعية الخاصة استخدم ذات مرة لون بشرة الرئيس الأمريكى أوباما كمادة للسخرية من سياساته.
قبل أن تغزونا تركيا ببضائعها كانت الدراما التركية سفيرها الثقافى للترويج لما أتى بعدها من منتجات، ولعل المنتج السياحى كان أهم تلك البضائع التي حظت بنصيب الأسد من عملية الترويج.
أظن أن بوسعنا استخدام مثل هذه الأدوات الثقافية والمعرفية للترويج لأنفسنا لدى أشقائنا في ظهيرنا الإفريقى، ولنعرف أفراد مجتمعنا بفرص الاستثمار والتجارة، فإذا كان رأس المال «جبان» بطبيعته فهل ننتظر منه أن يذهب ويستثمر في بلاد المجهول؟!
وأعتقد أن الأفكار والاقتراحات في هذا المجال كثيرة وتستطيع مدينة الإنتاج الإعلامي القيام بهذا الدور من خلال إنتاج برامج هدفها تثقيفى ليعرف المصريون بقية شركائهم في القارة السمراء، وبوسع رئيس مجلس إدارتها الزميل أسامة هيكل الاستعانة بإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة أو الاتحاد الإفريقى لدعم وتمويل هذا النوع من البرامج، علاوة على رجال الأعمال المصريين الذين غامروا برءوس أموالهم وذهبوا للاستثمار في بعض الدول الأفريقية.
وبدلا من أن تتجه الفضائيات الخاصة لإنتاج برامج تافهة لا تسوق إلا للوقاحة اللفظية مثل «أبلة فاهيتا» فلماذا لا تتجه إلى ذلك النوع من البرامج الذي يخدم إستراتيجيات وخطط الدولة؟!
أتصور أن الخطوة الأولى دائما تأتى من الصحافة الورقية التي من الممكن أن تلعب دورا رئيسيا في إنشاء منطقة حرة للتبادل الثقافى والمعرفى مع أشقائنا الأفارقة لنضمن نجاح منطقة التجارة الحرة وذلك بتخصيصها مساحات للشئون الأفريقية يتم خلالها متابعة أنشطة سفارات الدول في القاهرة، وبالعكس أنشطة السفارات المصرية بالعواصم الأفريقية، بخلاف خدمات صحفية اقتصادية مثل احتياجات الدول الأفريقية من الصادرات المصرية واحتياجنا من واردات تلك الدول، إلى جانب القصص الصحفية المثيرة ذات الأبعاد الاجتماعية والثقافية والفنية والإنسانية.
القطيعة السياسية بيننا وبين ظهيرنا الإفريقى واكتهها قطيعة ثقافية ومعرفية وأغلب المعلومات العامة المتداولة في مجتمعنا المصرى عن أفريقيا مصدرها الرئيسى كرة القدم التي حملت إلينا أسماء عواصم ومدن إلى جانب أسماء الأندية واللاعبين.
وللأسف لم تبذل وسائل الإعلام جهدا موازيا لتحركات الدولة نحو أفريقيا، وبالإشارة إلى مؤتمر التكتلات اكتفت معظم الصحف والفضائيات بالتغطيات الآنية للحدث، ولم نشهد تقريرا يعرف تلك الدول الـ ٢٦ أطراف القمة ولا حتى بطبيعة ومكونات التكتلات الاقتصادية الثلاثة «الكوميسا- شرق أفريقيا- سادك».
كثيرا ما نتهم الحكومة بأن حركتها أبطأ من تحركات مؤسسة الرئاسة وأن جهدها ليس كفأ لما يبذله الرئيس من جهود، وننسى أن الإعلام بمختلف أشكاله قد يتصدر قائمة المتهمين بالغفلة عن مصالح الوطن، حيث كان من المنتظر أن تنشط القنوات الفضائية العامة والخاصة لعمل برامج تسجيلية وثائقية من شأنها أن تمدنا بالمزيد من المعرفة عما يحدث في قارتنا السمراء والتغييرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية التي طرأت على دول القارة، ولن تنقص تلك البرامج الإثارة، خاصة إذا اقتربت من تفاصيل الإنسان الإفريقى وعاداته وتقاليده.
لا أعرف كيف سنتاجر مع أناس لا يعلم أغلبنا عن بلادهم سوى أنواع بعض حيوانات الغابات الاستوائية، بل أن بعضنا لديه أفكار سلبية خاطئة تجاه أولئك البشر، وأذكر أن أحد كبار الكتاب الصحفيين ورئيس تحرير أحد الإصدارات الأسبوعية الخاصة استخدم ذات مرة لون بشرة الرئيس الأمريكى أوباما كمادة للسخرية من سياساته.
قبل أن تغزونا تركيا ببضائعها كانت الدراما التركية سفيرها الثقافى للترويج لما أتى بعدها من منتجات، ولعل المنتج السياحى كان أهم تلك البضائع التي حظت بنصيب الأسد من عملية الترويج.
أظن أن بوسعنا استخدام مثل هذه الأدوات الثقافية والمعرفية للترويج لأنفسنا لدى أشقائنا في ظهيرنا الإفريقى، ولنعرف أفراد مجتمعنا بفرص الاستثمار والتجارة، فإذا كان رأس المال «جبان» بطبيعته فهل ننتظر منه أن يذهب ويستثمر في بلاد المجهول؟!
وأعتقد أن الأفكار والاقتراحات في هذا المجال كثيرة وتستطيع مدينة الإنتاج الإعلامي القيام بهذا الدور من خلال إنتاج برامج هدفها تثقيفى ليعرف المصريون بقية شركائهم في القارة السمراء، وبوسع رئيس مجلس إدارتها الزميل أسامة هيكل الاستعانة بإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة أو الاتحاد الإفريقى لدعم وتمويل هذا النوع من البرامج، علاوة على رجال الأعمال المصريين الذين غامروا برءوس أموالهم وذهبوا للاستثمار في بعض الدول الأفريقية.
وبدلا من أن تتجه الفضائيات الخاصة لإنتاج برامج تافهة لا تسوق إلا للوقاحة اللفظية مثل «أبلة فاهيتا» فلماذا لا تتجه إلى ذلك النوع من البرامج الذي يخدم إستراتيجيات وخطط الدولة؟!
أتصور أن الخطوة الأولى دائما تأتى من الصحافة الورقية التي من الممكن أن تلعب دورا رئيسيا في إنشاء منطقة حرة للتبادل الثقافى والمعرفى مع أشقائنا الأفارقة لنضمن نجاح منطقة التجارة الحرة وذلك بتخصيصها مساحات للشئون الأفريقية يتم خلالها متابعة أنشطة سفارات الدول في القاهرة، وبالعكس أنشطة السفارات المصرية بالعواصم الأفريقية، بخلاف خدمات صحفية اقتصادية مثل احتياجات الدول الأفريقية من الصادرات المصرية واحتياجنا من واردات تلك الدول، إلى جانب القصص الصحفية المثيرة ذات الأبعاد الاجتماعية والثقافية والفنية والإنسانية.