أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس الأحد مقتل القيادي بتنظيم القاعدة مختار بلمختار والمكنى بالأعور في مدينة إجدابيا شرق ليبيا نتيجة غارية جوية أمريكية استهدفت اجتماعا لبملختار مع رفاقه بعد مغادرته مدينة درنة شمال شرق ليبيا عقب اندلاع المعارك بين كتائب أبوسليم وداعش.
وهو ما أكدت عليه الحكومة الليبية في بيان رسمي صدر عنها حيث رحبت بالعملية الأمريكية، واعتبرتها استجابة متأخرة من المجتمع الدولي لدعم الجيش الليبي في حربه على الإرهاب.
وكالة اسوشيتد برس الأمريكية نفت اليوم على لسان مصدر مقرب من مختار بلمختار نبأ مقتله وأكد المصدر: إن الضربة الجوية التي قامت بها الولايات المتحدة لم تتمكن من إصابة مختار بلمختار، أحد العناصر المتشددة الذي له علاقة بتنظيم القاعدة.
وأضاف: إن بلمختار لم يكن بالموقع الذي استهدفته الضربات الجوية الأمريكية، لكن قتل فيها أربعة من عناصر جماعة أنصار الشريعة في أجدابيا، التي تقع على بعد 850 كيلومترا من العاصمة طرابلس، ولا يزال خبر إعلان مقتل بلمختار حبيس التصريحات فلا توجد حتى الآن أي صور أو مقاطع فيديو تؤكد نبأ مقتله؟
وقالت مصادر مطلعة لـ"البوابة نيوز" من مدينة بنغازي: أنه لا يوجد حتى الآن ما يؤكد مقتل الجزائري مختار بلمختار في مدينة اجدابيا فاربعة قتلى في الغارة الأمريكية ليس بينهم جثمان مستر مارلبورو أو الأعور كما يكنى في منطقة الساحل الأفريقي، وأضافت المصادر أن الغارة كان هدفها بالفعل القيادي بتنظيم القاعدة بلمختار لكنها لم تصب هدفها، كذلك لم تعلن دولة الجزائر التي ينتمي اليها بلمختار نبا مقتله وقال مسئول أمني جزائري في تصريحات صحفية اليوم الإثنين: أنه حكومة بلاده لم تتلق ما يؤكد مقتل بالمختار لا من واشنطن ولا الحكومة الليبية.. مشيرا إلى أن الدولة الوحيدة التي تملك تأكيد مقتله هي التي تمتلك بصمته الجينية.
وتعد هذه هي المرة التاسعة التي يعلن فيها الغرب مقتل بلمختار الذي قاد عمليات إرهابية في مالي والجزائر وأخير وجد في ليبيا مكان آمن عقب سقوط نظام القذافي عام 2011 ويقود بلمختار كتيبة الموقعين بالدم أو المرابطين ويبلغ عددها 4000 مقاتل. صحيفة نيويورك تايمز أكدت على لسان مسئولين بالإدارة الأمريكية: أن مختار بلمختار الملقب بـ"الاعور" كان هدفا للغارة الجوية، التي نفذتها مقاتلات F-15E الأمريكية في ليبيا مساء أمس. لكنهم كانوا حذرين بشأن تحديد مصير الجزائري بالمختار، وأشار هؤلاء المسئولين في تصريحاتهم للصحيفة الأمريكية "الحاجة لدليل فحص الطب الشرعى للجثة لإعلان مقتله.
وأضاف المسئولون، في تصريحات للتايمز، "أنه بالنظر إلى احتمال توسع الدمار، بسبب إسقاط عديد من القنابل على الهدف، فإن تأكيد مقتل بلمختار ربما يستغرق بعض الوقت ما لم تصدر المواقع التابعة للتنظيمات الإرهابية بيانا رسميا ينعى زعيمهم، والعملية الجوية التي قامت بها أمريكا ضد الجماعات الإرهابية بمنطقة إجدابيا أثارت تساؤلات عديدة؟ فما هي أهداف هذه العملية ولماذا تتجاهل واشنطن تنظيم داعش في درنة وسرت وصبراته وتتبع مختار بلمختار؟ المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي اعتبر العملية الأمريكية تأتي في إطار الحرب الكونية على الإرهاب.
وقال هشام الطيب الخبير الإستراتيجي بالشئون الليبية في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز": أن أمريكا تطارد فقط العناصر الإرهابية التي ارتكبت جرائم ضد أفراد أمريكيين فكان خطف أبوختالة من قبل أمريكا من مدينة درنة بعد ضلوعه في قتل السفير الأمريكي كريستوفر ببنغازي.. كما أن العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأمريكية داخل سورية والتي تم فيها القضاء على القيادي البارز في تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو سياف وخطف زوجته. فهي تتبع الاشخاص المطلوبين لديها ومختار بلمختار متهم بقتل 3 امريكيين في العملية المعروفة بعيم امناس بالجزائر عام 2013 والذي قتل خلالها 35 رهينة بينهم رهائن أمريكية.
وأضاف الطيب: أعتقد أن العملية الأمريكية لا تعكس أي تغير في موقف واشنطن حيال الأزمة الليبية وخاصة موقفها من تسليح الجيش الليبي. وأشار الطيب إلى رغبة واشنطن إلى تحويل ليبيا إلى بؤرة إرهابية تهدد دول المنطقة كما دول أوروبا جنوب المتوسط على السواء، والمح الطيب إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر اليوم تأتي في هذا الإطار فنمو الإرهاب في ليبيا يهدد مصالح فرنسا في دول الساحل الافريقي وهي تنسق مع الجزائر في هذا الإطار في ذات الوقت نرى هناك مزاحمة أمريكية لفرنسا في منطقة الساحل ونمو الإرهاب في ليبيا يخدم المصلحة الأمريكية وفق هذه المعادلة، فأمريكا ترفض رفض حظر التسليح عن الجيش الليبي وتعتمد على جمع المعلومات عن العناصر الإرهابية المطلوبة لديها لمعاقبتهم بما يرضي الراي العام الأمريكي وليس الليبي أو العربي.
واشتهر بلمختار بأنه أكثر قادة الجهاديين في المنطقة مراوغة وكانت تقارير سابقة أشارت مرارا إلى مقتله بما في ذلك في عام 2013 عندما كان من المعتقد أنه قتل أثناء القتال في مالي.
