الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

خسارة الأحباب من أعالي السحاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أُقَدِّم للباحثين والكتَّاب فكرة كتاب جديد يرصد كيف انقلب الشعب المصري من محب للدكتور محمد مرسي إلى كاره له، وذلك في سنة واحدة؛ لأن التغيير مائة وثمانون درجة لا يصيب ثلاثون أو أربعون مليونا في سنة واحدة فقط، وهذا رقم قياسي لم يسبق لأي رئيس دولة إن حققه، وأنا متأكد أن هذا الكتاب سيوضع في المكتبة العالمية بجوار كتاب الأمير للكاتب الإيطالي ميكيافيللي، وأقترح أن يكون اسمه “,”خسارة الأحباب من أعالي السحاب“,” ليبدو وكأنه من كتب التراث التي يستند إليها من يحاضروننا في التلفزيونات المختلفة، وبيان آرائهم في عصرنا هذا، وكيف أن الحل في هذه الكتب التراثية مع أننا لسنا في عصر الكومبيوتر فقط ولكن في عصر اللاب توب والتابلت بل والموبايل الذي يستخدم الشبكة العنكبوتية الإنترنت والحقائق في هذا الكتاب تحتاج توضيحا.
لماذا اتخذت القرارات وميعاد تنفيذها والرجوع فيها، فمثلاً الإعلان الدستوري الذي شق الأمة أو إعادة مجلس النواب الذي تم حله بحكم المحكمة، لو سألت طفلاً في الإعدادي في هذين الأمرين لقال “,”لا يا عمو هذا تصرف خاطئ؛ لأن لا أحد فوق المساءلة أو القانون، ولو سألت من لعب الكرة مساء في مدن القناة بعد حظر التجول لقال لك أشياء، ولو سألت سياسيًّا عن قرار يصدر ليلا ويلغى صباح اليوم التالي لما استطاع الإجابة؛ لأن القرارات يجب أن تدرس قبل الشروع في تنفيذها، أما أن تُعلن ثم تلغى في 12 ساعة فهذا يؤثر سلبًا على البورصة والاقتصاد وكل مناحي الحياة.
وللكاتب الحق في تغيير العنوان بما يتراءى له ولكن أظن أن دكتور مرسي يفضل العناوين الشبيهة بكتب التراث مثل “,”القول الإبريزي للعلامة المقريزي“,” ولأنه خسر كثيرًا من أحبابه وهو في قمة السلطة أي من أعالي السحاب، وعليه فيمكن تغيير الاسم إلى “,”صفع الأحباب من أعالي السحاب“,” أو “,”ضرب القبقاب في أعالي السحاب“,” لأنه خرج دون حذائه في أحد أيام الجمعة بعد الصلاة؛ خوفا من فتك المصلين به! وأتمنى أن يمضي الكتاب بطريقة البرنامج الشهير “,”قل ولا تقل“,” فبيان أن الرئيس لم يستشر أهل الخبرة بل أهل الإرشاد، ولم يأخذ رأى خبراء الاقتصاد، وفضل المنح والعطايا على تحريك آلة الاقتصاد وأولها السياحة، ثانيا تصرفاته السياسية الخاطئة وخيانته لمبادئ الثورة “,”عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية“,” وأيضا عدم الالتفات إلى أزمات الشعب، وتفضيل الأهل والعشيرة في غزة على الشعب المصري الذي ولاه هذا المنصب الرفيع، جعل معاناة الشعب من انقطاع الماء والكهرباء وطوابير البنزين والسولار وغلاء الأسعار التي لم يرها لأنه كان يعيش في فقاعة الأهل والعشيرة لا يرى من خارج هذه الفقاعة ولا يأبه بهم، فإذا أخذ الكتاب بـ افعل ولا تفعل قد يكون نبراسا لمن سيأتي بعده.
لكن أخشى ما أخشاه أن من سيكتب هذا الكتاب قد يكون مصيره كمصير من كتب كتابًا في سياسة الرعية وأهداه للخليفة، فاستكبر الخليفة أن ينصحه أحد من العلماء ويضع نفسه في موضع أعلى منه، فأمر بقطع أطرافه وقليها في الزيت وإطعامه إياها قبل أن يموت، ومن هذا جاء المثل الشعبي “,”سيبته بياكل بعضه“,”، ومن يريد أن يعرف هذه القصة بالتفصيل فليرجع إلى كتب شهيد الوطن لفرج فودة.