الطلبة لا يذهبون إلى مدارسهم.. ومن يذهب منهم لا يدرسون ولا يذاكرون.. وعند الامتحان يغشون ويحدث ذلك في كل المراحل التعليمية.. من الابتدائى إلى الجامعة والأهم أن الطلبة والمدرسين يسربون الامتحانات أحيانا مقابل المال وأحيانا مجانا للجميع حتى يشهد لهم الجميع بأنهم يعملون.. ومن يتخرج في الجامعة يسرق الأبحاث التي سجلت منذ سنين.. أما المتفوقون منهم فهم يذهبون إلى بلاد العالم المتحضر وهناك يعملون ويدرسون أيضا وفى الأغلب لا يرجعون.
ما زلنا أسرى للنظم السياسية التي سمحت للجميع أن يفعلوا ذلك ونتباهى بهم.
والخريجون من هذه المدارس والجامعات يطلبون العمل والآن وقد يتظاهرون
فإذا جاءهم العمل.. لا يعملون بالفعل إلا في مؤسسات خاصة في نفس الوقت.
رغم أن الشعار القديم هو نفس الشعار: العمل حق العمل واجب.
عندما جاءت ثورة ٥٢ التي رأسها محمد نجيب.. كان أول إنجاز لها إخفاء اسمه من كتب التاريخ التي يدرسها الطلبة.. بل اختفى اسمه من الحياة.. ولم يكن لعبدالناصر الذي عزل نجيب أي تاريخ سابق وكان يفتقر إلى ظهير شعبى مثل الوفد برئاسة سعد ثم النحاس أو كالتي اكتسبها السيسى وقبل أن ينتخبه الشعب وقبل أن يكتسح انتخابات الرئاسة بالفعل.. لذلك حاول ناصر أن يكسب الناس بسرعة فقرر أن يكون للجميع حق الدخول في الجامعة بأى مجموع.. وحق العمل فورا بعد التخرج.. وعدم فصله إلا بلجنة ثلاثية.. «إلا إذا غضبت عليه السلطة» ووزع على الفلاحين خمسة فدادين.. دع عنك أن الأرض تفتت بين الورثة.. وأن الفلاح أراد أن يصبح كل أولاده وما كان أكثرهم من الموظفين.. وبعد قليل ظل تزايد أعدد الخريجين سنة بعد أخرى ولم يكن لهم عمل بالفعل.. وصار كل مكتب في أي مصلحة يتكدس فيه الموظفون بلا عمل وأصبحوا عبئا على ميزانية الدولة.. خلال ذلك دخلنا حربا وراء أخرى وراء ثالثة.. فكان على الموظفين أن يتكسبوا من الرشوة صغارا وكبارا وأصبح من المتعذر قبول أعداد أخرى.. فصار التعيين يتباطأ سنة وراء أخرى والإعداد تتزايد وهو الحاصل حتى هذه اللحظة.
هل عرفنا الآن سر التزاحم على الجامعات الحكومية رغم أنهم لا يستحقون النجاح فيها؟ تواطأ الكل على الغش.. المدرسون والطلبة والعمداء ومع مجيء السادات زاد الطين بلة فالتحق بها الإخوان وما شابههم.. وفى عهد مبارك لم يتغير أي شيء.. وإلا حدثت ثورة في وجهه.. والآن نرى الغش من الجميع في كل مراحل التعليم من الابتدائى إلى شهادة الجامعة إلى الشهادات العليا فالدكتوراه.
وصولا إلى أساتذة الجامعات.. أين المزارعون وأين الصناع وأين العلماء وأين الأطباء والمفكرون والكتاب؟ بل أين الفنانون والرسامون والنحاتون وأين الأحزاب وأين السياسيون؟.. إلخ.... إلخ؟ وما عددهم؟
هل نتوقع قريبا أن تنتهى هذه الظاهرة؟ أرجو ألا أكون متشائما.. والحل إذا كان العدد ضخما فلا بد من مجموع عالى للقبول.. ولا بد من إحكام السيطرة على الغش وليكن الغش لمرة واحدة يفصل ساعتها من الدراسة.. فمن يغش لمرة سوف يغش طيلة حياته.. ولا بد أن يكون التعليم يرتكز على الابتكار في الإجابة وليس حفظ المادة وطرشها على الورق دون فهم.. وعلى كل من فشل في الالتحاق بالجامعة أن يلتحق بالتعليم الفنى ومئات من الأعمال المختلفة.. وبالمناسبة الأجر فيه قد يكون أكثر من العمل بالجامعات.
الغشاش يظل غشاشا طيلة عمره في أي مجال فما بالك بالجامعة؟ فكل أمله أن يلتحق بها دون أن يتعلم أي شيء فيها.. وتصور كم من الأطباء اليوم يعالجون المرضى وهم فاشلون وكارهون للعمل؟ أو الذي يلتحق بالحقوق أو قسم الفلسفة وهو يكره المحاماة والفلسفة وقس على ذلك بقية العلوم.. ثم كم منهم يدخل الجامعة ليشعل فيها الشماريخ والنار ويعتدى على أساتذته.. أي حل له إلا فصله؟ وهل هناك أي حل إلا إعادة غربلة القوانين التي تسمح بكل هذه المهازل.
أم الثورة جاءت ليفعل كل فرد فيها ما يريده على حساب العلم الذي دخل الجامعة لكى يتعلمه.. مش هي ثورة بقي؟!
ما زلنا أسرى للنظم السياسية التي سمحت للجميع أن يفعلوا ذلك ونتباهى بهم.
والخريجون من هذه المدارس والجامعات يطلبون العمل والآن وقد يتظاهرون
فإذا جاءهم العمل.. لا يعملون بالفعل إلا في مؤسسات خاصة في نفس الوقت.
رغم أن الشعار القديم هو نفس الشعار: العمل حق العمل واجب.
عندما جاءت ثورة ٥٢ التي رأسها محمد نجيب.. كان أول إنجاز لها إخفاء اسمه من كتب التاريخ التي يدرسها الطلبة.. بل اختفى اسمه من الحياة.. ولم يكن لعبدالناصر الذي عزل نجيب أي تاريخ سابق وكان يفتقر إلى ظهير شعبى مثل الوفد برئاسة سعد ثم النحاس أو كالتي اكتسبها السيسى وقبل أن ينتخبه الشعب وقبل أن يكتسح انتخابات الرئاسة بالفعل.. لذلك حاول ناصر أن يكسب الناس بسرعة فقرر أن يكون للجميع حق الدخول في الجامعة بأى مجموع.. وحق العمل فورا بعد التخرج.. وعدم فصله إلا بلجنة ثلاثية.. «إلا إذا غضبت عليه السلطة» ووزع على الفلاحين خمسة فدادين.. دع عنك أن الأرض تفتت بين الورثة.. وأن الفلاح أراد أن يصبح كل أولاده وما كان أكثرهم من الموظفين.. وبعد قليل ظل تزايد أعدد الخريجين سنة بعد أخرى ولم يكن لهم عمل بالفعل.. وصار كل مكتب في أي مصلحة يتكدس فيه الموظفون بلا عمل وأصبحوا عبئا على ميزانية الدولة.. خلال ذلك دخلنا حربا وراء أخرى وراء ثالثة.. فكان على الموظفين أن يتكسبوا من الرشوة صغارا وكبارا وأصبح من المتعذر قبول أعداد أخرى.. فصار التعيين يتباطأ سنة وراء أخرى والإعداد تتزايد وهو الحاصل حتى هذه اللحظة.
هل عرفنا الآن سر التزاحم على الجامعات الحكومية رغم أنهم لا يستحقون النجاح فيها؟ تواطأ الكل على الغش.. المدرسون والطلبة والعمداء ومع مجيء السادات زاد الطين بلة فالتحق بها الإخوان وما شابههم.. وفى عهد مبارك لم يتغير أي شيء.. وإلا حدثت ثورة في وجهه.. والآن نرى الغش من الجميع في كل مراحل التعليم من الابتدائى إلى شهادة الجامعة إلى الشهادات العليا فالدكتوراه.
وصولا إلى أساتذة الجامعات.. أين المزارعون وأين الصناع وأين العلماء وأين الأطباء والمفكرون والكتاب؟ بل أين الفنانون والرسامون والنحاتون وأين الأحزاب وأين السياسيون؟.. إلخ.... إلخ؟ وما عددهم؟
هل نتوقع قريبا أن تنتهى هذه الظاهرة؟ أرجو ألا أكون متشائما.. والحل إذا كان العدد ضخما فلا بد من مجموع عالى للقبول.. ولا بد من إحكام السيطرة على الغش وليكن الغش لمرة واحدة يفصل ساعتها من الدراسة.. فمن يغش لمرة سوف يغش طيلة حياته.. ولا بد أن يكون التعليم يرتكز على الابتكار في الإجابة وليس حفظ المادة وطرشها على الورق دون فهم.. وعلى كل من فشل في الالتحاق بالجامعة أن يلتحق بالتعليم الفنى ومئات من الأعمال المختلفة.. وبالمناسبة الأجر فيه قد يكون أكثر من العمل بالجامعات.
الغشاش يظل غشاشا طيلة عمره في أي مجال فما بالك بالجامعة؟ فكل أمله أن يلتحق بها دون أن يتعلم أي شيء فيها.. وتصور كم من الأطباء اليوم يعالجون المرضى وهم فاشلون وكارهون للعمل؟ أو الذي يلتحق بالحقوق أو قسم الفلسفة وهو يكره المحاماة والفلسفة وقس على ذلك بقية العلوم.. ثم كم منهم يدخل الجامعة ليشعل فيها الشماريخ والنار ويعتدى على أساتذته.. أي حل له إلا فصله؟ وهل هناك أي حل إلا إعادة غربلة القوانين التي تسمح بكل هذه المهازل.
أم الثورة جاءت ليفعل كل فرد فيها ما يريده على حساب العلم الذي دخل الجامعة لكى يتعلمه.. مش هي ثورة بقي؟!