يحلو للبعض ممن يشتبكون مع الإعلام المصرى، أن يقارنوا بين ما فعلناه مع محمد مرسي، وما يفعله الكثيرون الآن مع السيسى، يقولون إن الصحافة تجاوزت كل الحدود في فترة حكم الإخوان، ولم تتعرض لأذى، مدللين بذلك على ديمقراطية مرسي وإيمانه بحرية الرأى والتعبير، لكن الآن لا أحد يتحدث، فقد عاد الزمن للوراء، وأصبح الرئيس خطًا أحمر مرة أخرى، الاقتراب منه لا يعنى سوى الهلاك.
وهنا لابد أن نتحرك في مساحتين بوضوح شديد.
المساحة الأولى: خاصة بالصحافة والعاملين في الإعلام جميعا، لقد تحركنا ضد محمد مرسي من اللحظة الأولى، وكتبت قبل أن يدخل مكتبه في الاتحادية مقالًا واضحًا لا يقبل اللبس، كان عنوانه «الفاشى في قصر الرئاسة». كان المانشيت الرئيسى لجريدة الفجر، ولم يكن لهذا العنوان سوى معنى واحد، فالرئيس الفاشى لابد أن ندخل معه معركة طويلة لا هدف لها إلا أن يرحل.
حاول البعض أن يمسك العصا من المنتصف، رافعين شعار: امنحوه فرصة، لكن بعد شهور قليلة، وعندما تبين أنه ماضٍ في تنفيذ مخطط اختطاف الدولة لصالح الجماعة احتشد الجميع ضده، لتصبح مسألة وجوده في منصبه مسألة وقت، وهو ما جعل مرسي وجماعته من خلفه يتعرضون لأكبر عملية قصف إعلامي في تاريخ مصر، وهى عملية كانت مقصودة، أعتقد أنها جديرة بالتسجيل والتوثيق والتأمل، وهو ما سيحدث حتمًا منى ومن غيرى.
لم يكن الإعلام وهو يواجه محمد مرسي، يعمل لصالح جهة بعينها، كانت إزاحة الإخوان عن الحكم مهمة وطنية، نقوم بها لوجه الله والوطن فقط، فليس معقولًا أن تقف صامتًا وأنت ترى مجموعة من الهمج يخططون للقضاء على كل شىء جميل في بلدك، الذي أصبح على أيديهم مظلمًا وحزينًا وكئيبًا أكثر مما ينبغى.
ستقول إن مرسي تحمل ولم يتعامل مع الإعلام بعنف، وكل ما فعله أنه كان يشكو مما يُكتب ضده، وهو ما يحسب له سأقول لك: «أنت تقول ذلك بسبب ما يغيب عنك من معلومات وحقائق».
لقد تقدم مرسي ورجاله بعدد كبير من البلاغات ضد الصحفيين والإعلاميين، وصدرت توجيهات لكتائب الجماعة الإلكترونية لتشويه الإعلاميين وإلصاق التهم بهم بالباطل، وحاولت الجماعة شراء عدد من الإعلاميين لا ليتحولوا إلى صفها، بل ليصمتوا تمامًا عن مهاجمة الرئيس وجماعته.
ثم كان هناك ما هو أهم، فقد بدأت الجماعة في إعداد جيل من الإعلاميين على عينها، ومن أجل هذا تأسست كلية الإعلام بجامعة بنى سويف، وكانت فكرتهم أن الإعلاميين الحاليين لن يكونوا أبدًا معهم، فلا أقل من أن يكون لهم رجالهم، ولأنهم جاءوا ليستمروا في الحكم ٥٠٠ عام، فقد قرروا أن يصبروا على الإعلاميين من خصومهم لعشرة أعوام، ثم يقوموا بإزاحة الجميع من طريقهم.
لا يزال هناك ما هو أهم، فالرئيس الديمقراطى المزعوم الذي لم يعادِ الإعلام، كان قد أعد قائمة بـ٣٨ صحفيًا وإعلاميًا ـ كنت واحدا منهم ـ وطلب من الأجهزة الأمنية اعتقالهم قبل أيام من رحيله، لكن الثورة التي حركها الشعب وحماها الجيش أنقذت الجميع من مقصلة الإخوان وحلفائهم.
المساحة الثانية: تخص عبدالفتاح السيسى نفسه، الذي اعترف بنفسه أن الإعلام تغير ولا يمكن أن يعود أحد به مرة أخرى إلى ما قبل ٢٥ يناير، هو يعرف ذلك جيدا، والدليل أن هناك كتابات كثيرة تنتقد كثيرًا مما يفعله، لكنها انتقادات تأتى من داخل الصف، لأن الإعلام في النهاية شريك من شركاء ثورة يونيو، لا ينتقد السيسى ونظامه بهدف إزاحته، ولكن بهدف تصحيح مساره.
الفارق كبير إذن، إزاحة مرسي كانت تقتضى إهانته والسخرية منه والتقليل من شأنه، كنا نعرف أنه عندما يهون في عيون الناس سيرحل سريعا، الآن نحن نريد للسيسى أن يستمر لأنه اختيارنا، ولذلك يأتى الانتقاد من أجل البناء وليس الهدم، لا مصلحة لأحد ممن صنعوا ثورة مصر في الإساءة إليه أو السخرية منه، وهو ما يفعله الإعلام الإخوانى الآن، لكنه لا صوت ولا صدى له في الشارع المصرى، الذي يدرك جيدا أن نظام السيسى خياره واختياره، ولابد أن يخوض معه التجربة للنهاية.
ستقول: وهل سيظل الإعلام يتناول ما يفعله السيسى بهدوء طويلا؟ أقول لك: نحن معه على العهد، رجل يعمل من أجل بناء دولة متهالكة، إذا حاد عن الطريق، فليس أمام الإعلام إلا أن يقف في وجهه، ويكون سببًا في رحيله، فلا خطوط حمراء لدى الإعلام سوى مصر وحدها.
وهنا لابد أن نتحرك في مساحتين بوضوح شديد.
المساحة الأولى: خاصة بالصحافة والعاملين في الإعلام جميعا، لقد تحركنا ضد محمد مرسي من اللحظة الأولى، وكتبت قبل أن يدخل مكتبه في الاتحادية مقالًا واضحًا لا يقبل اللبس، كان عنوانه «الفاشى في قصر الرئاسة». كان المانشيت الرئيسى لجريدة الفجر، ولم يكن لهذا العنوان سوى معنى واحد، فالرئيس الفاشى لابد أن ندخل معه معركة طويلة لا هدف لها إلا أن يرحل.
حاول البعض أن يمسك العصا من المنتصف، رافعين شعار: امنحوه فرصة، لكن بعد شهور قليلة، وعندما تبين أنه ماضٍ في تنفيذ مخطط اختطاف الدولة لصالح الجماعة احتشد الجميع ضده، لتصبح مسألة وجوده في منصبه مسألة وقت، وهو ما جعل مرسي وجماعته من خلفه يتعرضون لأكبر عملية قصف إعلامي في تاريخ مصر، وهى عملية كانت مقصودة، أعتقد أنها جديرة بالتسجيل والتوثيق والتأمل، وهو ما سيحدث حتمًا منى ومن غيرى.
لم يكن الإعلام وهو يواجه محمد مرسي، يعمل لصالح جهة بعينها، كانت إزاحة الإخوان عن الحكم مهمة وطنية، نقوم بها لوجه الله والوطن فقط، فليس معقولًا أن تقف صامتًا وأنت ترى مجموعة من الهمج يخططون للقضاء على كل شىء جميل في بلدك، الذي أصبح على أيديهم مظلمًا وحزينًا وكئيبًا أكثر مما ينبغى.
ستقول إن مرسي تحمل ولم يتعامل مع الإعلام بعنف، وكل ما فعله أنه كان يشكو مما يُكتب ضده، وهو ما يحسب له سأقول لك: «أنت تقول ذلك بسبب ما يغيب عنك من معلومات وحقائق».
لقد تقدم مرسي ورجاله بعدد كبير من البلاغات ضد الصحفيين والإعلاميين، وصدرت توجيهات لكتائب الجماعة الإلكترونية لتشويه الإعلاميين وإلصاق التهم بهم بالباطل، وحاولت الجماعة شراء عدد من الإعلاميين لا ليتحولوا إلى صفها، بل ليصمتوا تمامًا عن مهاجمة الرئيس وجماعته.
ثم كان هناك ما هو أهم، فقد بدأت الجماعة في إعداد جيل من الإعلاميين على عينها، ومن أجل هذا تأسست كلية الإعلام بجامعة بنى سويف، وكانت فكرتهم أن الإعلاميين الحاليين لن يكونوا أبدًا معهم، فلا أقل من أن يكون لهم رجالهم، ولأنهم جاءوا ليستمروا في الحكم ٥٠٠ عام، فقد قرروا أن يصبروا على الإعلاميين من خصومهم لعشرة أعوام، ثم يقوموا بإزاحة الجميع من طريقهم.
لا يزال هناك ما هو أهم، فالرئيس الديمقراطى المزعوم الذي لم يعادِ الإعلام، كان قد أعد قائمة بـ٣٨ صحفيًا وإعلاميًا ـ كنت واحدا منهم ـ وطلب من الأجهزة الأمنية اعتقالهم قبل أيام من رحيله، لكن الثورة التي حركها الشعب وحماها الجيش أنقذت الجميع من مقصلة الإخوان وحلفائهم.
المساحة الثانية: تخص عبدالفتاح السيسى نفسه، الذي اعترف بنفسه أن الإعلام تغير ولا يمكن أن يعود أحد به مرة أخرى إلى ما قبل ٢٥ يناير، هو يعرف ذلك جيدا، والدليل أن هناك كتابات كثيرة تنتقد كثيرًا مما يفعله، لكنها انتقادات تأتى من داخل الصف، لأن الإعلام في النهاية شريك من شركاء ثورة يونيو، لا ينتقد السيسى ونظامه بهدف إزاحته، ولكن بهدف تصحيح مساره.
الفارق كبير إذن، إزاحة مرسي كانت تقتضى إهانته والسخرية منه والتقليل من شأنه، كنا نعرف أنه عندما يهون في عيون الناس سيرحل سريعا، الآن نحن نريد للسيسى أن يستمر لأنه اختيارنا، ولذلك يأتى الانتقاد من أجل البناء وليس الهدم، لا مصلحة لأحد ممن صنعوا ثورة مصر في الإساءة إليه أو السخرية منه، وهو ما يفعله الإعلام الإخوانى الآن، لكنه لا صوت ولا صدى له في الشارع المصرى، الذي يدرك جيدا أن نظام السيسى خياره واختياره، ولابد أن يخوض معه التجربة للنهاية.
ستقول: وهل سيظل الإعلام يتناول ما يفعله السيسى بهدوء طويلا؟ أقول لك: نحن معه على العهد، رجل يعمل من أجل بناء دولة متهالكة، إذا حاد عن الطريق، فليس أمام الإعلام إلا أن يقف في وجهه، ويكون سببًا في رحيله، فلا خطوط حمراء لدى الإعلام سوى مصر وحدها.