لم يتوقف أحد أمام ملمح مهم وأساسي خلال العام الأول لحكم الرئيس السيسي، وهو إعادة الأقباط لحضن الدولة المصرية الجامعة.. لقد ارتكبت ولا يزال العديد من الجرائم ضد إخوتنا في الوطن.. ويتساوى في الإثم الدولة بأجهزتها التنفيذية.. ومواطنون تجردوا من إنسانيتهم وانتمائهم ودينهم وروعوا أهلنا وأهانوا دينًا سماويًا نتشارك فيه كلنا.. وكأن هناك مَن يعمل داخل الدولة ضد الرئيس.. فمَن أمن العقوبة أساء الأدب.
بالتأكيد لم يصل المعنى وراء زيارة السيسي إلى الكاتدرائية في عيد الميلاد الماضي كأول حاكم لمصر يقوم بمثل هذه الزيارة إلى الدكتور محمد عمارة رئيس تحرير مجلة الأزهر السابق والمقرب لشيخ الأزهر!.. لم يتوقف محافظ المنيا أمام الضربات الجوية التي وجهتها القوات المسلحة المصرية إلى معسكرات تنظيم داعش في ليبيا، ثأرًا من ذابحي إخوتنا الأقباط.. لم ينتبه حزب النور والسلفيون إلى أن أقرب مستشاري الرئيس ومهندس اتفاقيات محطات الكهرباء الألمانية هو المهندس هاني عازر، وأن انتعاش الاستثمارات الأجنبية يتم على يد الوزيرين منير فخرى عبد النور وهاني دميان.. فماذا قدم هؤلاء لوطنهم بخلاف تصدير الفتنة والإرهاب.
الدولة في عهد السيسي تريد إعادة صياغة واسعة للمواطنة وتضميد لجراح تنزف من سنين وتفعيل للقانون، وهذا ظهر في إعادة مواطني بنى سويف المهجرين إلى قراهم بقوة القانون.. لقد بدأت الدولة في التعامل مع ملف غابت عنه طويلًا، لكن كل هذه التحركات تضيع حينما نترك جراحًا أخرى تنزف دون تحرك فتزيد الوضع اشتعالًا، وتفسح المجال أمام التطرف ليكسب جولات أخرى.
في إجازة منتصف العام الدراسي، كان ألبير وحنا وباسم ومولر، 15 عامًا، في رحلة تابعة للكنيسة بإحدى قرى المنيا، وأثناء مزاحهم، قاموا بتمثيل مشهد للدعابة والاستهزاء من تنظيم داعش، على غرار السخرية من التنظيم، في كثير من الفيديوهات التي انتشرت على شبكات التواصل، والتي كانت على نغمات نشيد (صليل الصوارم)، لكن هذه الواقعة تم اعتبارها إهانة للإسلام وتم حبس الأطفال الأربعة وتقديمهم للمحاكمة.
طفل آخر هو جمال عبده مسعود "16 سنة" حُكم عليه بالسجن المشدد 3 سنوات لنشره صورة على الفيس بوك يشار إلى أنها تسيء للإسلام، وقد اندلعت أعمال عنف طائفي استهدفت قرى منقباد وبهيج والعدر ودار السلام وأعقب ذلك تهجير أسرته من قريتهم.
نفس الأمر تكرر مع بيشوي كميل الذى حُكم عليه بست سنوات سجنًا بتهمة ازدراء الأديان، رغم أنه ثبت أن المنشور الذى شوهد على حسابه على الفيس بوك مزيف وظهر الفاعل الحقيقي والذى هرب من البلاد واعترف بأنه المسئول عن ذلك، وعندما قال والده لرئيس مباحث طما إن نجله بريء وهناك شهود على ذلك إضافة الى اعتراف الفاعل الحقيقي.. رد الضابط: "يا أستاذ كميل انتوا مجبتوش أي حاجة جديدة، الاتنين مسيحيين زي بعض، يعنى واحد يسد وخلاص".
هذه نماذج بسيطة تعطى دليلًا على واقع نعيشه، ومن المؤكد أن به ما هو أفدح وأبشع من ذلك.. وهى ممارسات تحتاج إلى تحرك واسع من الرئيس وأجهزة الدولة للتوقف عن ذلك ومحاسبة مَن تسببوا في هذا الظلم البين.
دولة القانون تتغذى وتنمو على تحركات من نوعية عودة المهجرين إلى قراهم.. دولة القانون لا يتحكم فيها تيارات تكفيرية ولا جلسات عرفية.. دولة القانون تحتاج إلى العدل.. فهل من العدل أن نحاكم هؤلاء بتهمة ازدراء الأديان ولا نعاقب "عمارة" على وصفه للمسيحية بأنها ديانة فاشلة.. عمارة مش أحسن من ألبير وجمال وبيشوى.. يا سيادة الرئيس.
بالتأكيد لم يصل المعنى وراء زيارة السيسي إلى الكاتدرائية في عيد الميلاد الماضي كأول حاكم لمصر يقوم بمثل هذه الزيارة إلى الدكتور محمد عمارة رئيس تحرير مجلة الأزهر السابق والمقرب لشيخ الأزهر!.. لم يتوقف محافظ المنيا أمام الضربات الجوية التي وجهتها القوات المسلحة المصرية إلى معسكرات تنظيم داعش في ليبيا، ثأرًا من ذابحي إخوتنا الأقباط.. لم ينتبه حزب النور والسلفيون إلى أن أقرب مستشاري الرئيس ومهندس اتفاقيات محطات الكهرباء الألمانية هو المهندس هاني عازر، وأن انتعاش الاستثمارات الأجنبية يتم على يد الوزيرين منير فخرى عبد النور وهاني دميان.. فماذا قدم هؤلاء لوطنهم بخلاف تصدير الفتنة والإرهاب.
الدولة في عهد السيسي تريد إعادة صياغة واسعة للمواطنة وتضميد لجراح تنزف من سنين وتفعيل للقانون، وهذا ظهر في إعادة مواطني بنى سويف المهجرين إلى قراهم بقوة القانون.. لقد بدأت الدولة في التعامل مع ملف غابت عنه طويلًا، لكن كل هذه التحركات تضيع حينما نترك جراحًا أخرى تنزف دون تحرك فتزيد الوضع اشتعالًا، وتفسح المجال أمام التطرف ليكسب جولات أخرى.
في إجازة منتصف العام الدراسي، كان ألبير وحنا وباسم ومولر، 15 عامًا، في رحلة تابعة للكنيسة بإحدى قرى المنيا، وأثناء مزاحهم، قاموا بتمثيل مشهد للدعابة والاستهزاء من تنظيم داعش، على غرار السخرية من التنظيم، في كثير من الفيديوهات التي انتشرت على شبكات التواصل، والتي كانت على نغمات نشيد (صليل الصوارم)، لكن هذه الواقعة تم اعتبارها إهانة للإسلام وتم حبس الأطفال الأربعة وتقديمهم للمحاكمة.
طفل آخر هو جمال عبده مسعود "16 سنة" حُكم عليه بالسجن المشدد 3 سنوات لنشره صورة على الفيس بوك يشار إلى أنها تسيء للإسلام، وقد اندلعت أعمال عنف طائفي استهدفت قرى منقباد وبهيج والعدر ودار السلام وأعقب ذلك تهجير أسرته من قريتهم.
نفس الأمر تكرر مع بيشوي كميل الذى حُكم عليه بست سنوات سجنًا بتهمة ازدراء الأديان، رغم أنه ثبت أن المنشور الذى شوهد على حسابه على الفيس بوك مزيف وظهر الفاعل الحقيقي والذى هرب من البلاد واعترف بأنه المسئول عن ذلك، وعندما قال والده لرئيس مباحث طما إن نجله بريء وهناك شهود على ذلك إضافة الى اعتراف الفاعل الحقيقي.. رد الضابط: "يا أستاذ كميل انتوا مجبتوش أي حاجة جديدة، الاتنين مسيحيين زي بعض، يعنى واحد يسد وخلاص".
هذه نماذج بسيطة تعطى دليلًا على واقع نعيشه، ومن المؤكد أن به ما هو أفدح وأبشع من ذلك.. وهى ممارسات تحتاج إلى تحرك واسع من الرئيس وأجهزة الدولة للتوقف عن ذلك ومحاسبة مَن تسببوا في هذا الظلم البين.
دولة القانون تتغذى وتنمو على تحركات من نوعية عودة المهجرين إلى قراهم.. دولة القانون لا يتحكم فيها تيارات تكفيرية ولا جلسات عرفية.. دولة القانون تحتاج إلى العدل.. فهل من العدل أن نحاكم هؤلاء بتهمة ازدراء الأديان ولا نعاقب "عمارة" على وصفه للمسيحية بأنها ديانة فاشلة.. عمارة مش أحسن من ألبير وجمال وبيشوى.. يا سيادة الرئيس.