الخميس 03 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

الإرهابية تعيد فتح ملفات الدم.. مثقفون وأثريون: تفجير الكرنك إعادة لإنتاج أحداث التسعينات.. وعراق: مصر تدفع ثمن جرائم مبارك

تفجير الكرنك
تفجير الكرنك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أدان مثقفون وأثريون مصريون الحادث الإرهابي الذي وقع، صباح اليوم الأربعاء، أمام معبد الكرنك، مؤكدين أن هذا الحادث لن ينال من أمن مصر ومستقبلها السياحي، خاصة أن هذا الحادث يعد عودة هذه الجماعات إلى فكر وأسلوب التسعينات من القرن الماضي.
ومن جانبه نفى الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار وقوع إصابات أو وفيات بين زوار المعبد سواء من المصريين أو الأجانب، كما نفى تأثر جدران المعبد نتيجة ما حدث. 
وأكد الوزير، أن الشرطة نجحت في التعامل مع ثلاثة إرهابيين بعد اشتباه قوات الأمن المنوطة بحراسة المنطقة بهم وقبل دخولهم المعبد، مما أسفر عنه انفجار الحزام الناسف الذي كان يرتديه الإرهابي الأول أثناء محاولة هروبه ووفاة آخر نتيجة إصابته، أما الثالث فحالته حرجة اثر إصابته. 
ومن جانبه قال سلطان عيد رئيس منطقة أثار مصر العليا: حتى الآن جار فحص المنطقة المحيطة بالتفجير بالكامل من قِبل قوات الجيش والشرطة، وحضرت النيابة العامة إلى موقع الحادث بعد وقوعه بساعات قليلة لمعاينة جثة الإرهابي الأول الذي انفجرت به العبوة الناسفة، ولا زالت أشلاءه على الأرض حتى الآن، وقوات الشرطة تعاملت مع الشخصين الآخرين وأصيبا ونقلا إلى المستشفى وأحدهم حالته خطيرة جدًا ربما يكون قد مات الآن.
وأضاف سلطان: أن قوات الأمن والجيش تحيط حرم معبد الكرنك بالكامل، والتفجير وقع على مسافة تبعد أكثر من 600 متر عن المعبد، كما نفى سلطان إصابة أي من العاملين بالمعبد أو الزوار أو تعرض أي من مبان المعبد لأي أضرار، مؤكدًا على سيطرة الأمن الكاملة على الموقف.
وأكد المؤلف محمد أبو العلا السلاموني، أن الإرهاب الذي بدأ يضرب من جديد بعض المناطق الأثرية، ما هو إلا امتداد للفكر التكفيري الذي بدأه حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان بدعم من أجهزة المخابرات العالمية.
وأضاف السلاموني: تعد أغلب تيارات الإسلام السياسي صنيعة أجهزة المخابرات الغربية وقد استخدمتها هذه الجهزة لضرب المشاريع الوطنية، ولذا فإننا لا نتعجب مما تقوم به هذه التيارات من أفعال تتنافى ومبادئ الإسلام السمحة.
واستنكر الدكتور حمدي أبوالمعاطي، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الحادث الإرهابي الذي وقع صباح اليوم في معبد الكرنك في مدينة الأقصر، مشيرًا إلى أن تلك العملية تستهدف بشكل واضح ضرب السياحة، وكلما تتقدم الدولة تسعي تلك الجماعات الإرهابية لوقف مسيرتها في النهوض.
وأضاف أبوالمعاطي: كلما بدأت الدولة في النهوض، تسعى الجماعات الإرهابية لوقف مسيرة التقدم بعمليات وأفعال إجرامية، لعرقلة العمل، والإنجازات.
وتابع أبوالمعاطي:" أتمني أن يكون هناك رادع لتلك الأفعال الإجرامية وبشكل صارم، وبرغم تأثير تلك العمليات على السياحة في مصر، وعلي المؤسسات، فنحتاج إلى الفعل الثقافي لدعم الدولة في مواجهة الإرهاب".
وقال الكاتب الكبير ناصر عراق: "يبدو أن مصرنا العزيزة ستظل تدفع ثمن جرائم مبارك إلى وقت طويل، فالإرهاب الذي ضرب بخسة اليوم في معبد الكرنك تربى في أحضان نظامي السادات ومبارك، فالأول منحه شرعية العمل السياسي والثاني تركه يستفحل ويتضخم ماليا".
وأضاف عراق: إن جماعة الإخوان الإرهابية باتت - الممثل الشرعي للإرهاب -، وأنصارها من جماعات المتاجرة بالدين تسعى لتقويض الدولة وإرهاب الناس بعد أن لفظها الشغب وأسقطها في 30 يونيو 2013".
وطالب المسئولين أن يعملوا سريعا على تحقيق العدالة الاحتماعية من ناحية، والتصالح مع شباب الثورة الذين لعبوا الدور الأهم في إسقاط مبارك ومرسي، حتى يتسنى للمجتمع أن ينعم بالتوازن المنشود ونمحق الاحتقان القائم، وبالتالي تتلاشى فرص الإرهاب وجرائمه في المجتمع.
ووصف الفنان التشكيلي محمد عبلة، ما حدث صباح اليوم، من الجماعات الإرهابية، في معبد الكرنك في مدينة الأقصر، بالعمل الإجرامي الذي يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد.
وأضاف عبلة: "أن الجماعات الإرهابية تلاعب الدولة وتبعث لها برسائل إنها لا تريد للدولة الاستقرار، ولكن الدولة تبعث برسالة أقوي أن الاستقرار والنهوض بالدولة ومؤسساتها، في أولياتها للقضاء على الك الجماعات الإرهابية".
وتمنى عبلة الا تؤثر تلك العملية على السياحة في مصر، فعندما شاهدت الجماعة الإرهابية، انتعاش بسيط للسياحة في مصر قامت بتنفيذ الأفعال الإجرامية.
من جانبه أكد الدكتور مصطفى سليم الأستاذ بالمعهد العالي للفنون المسرحية، أن الحادث الإرهابي الذي استهدف معبد الكرنك اليوم يعد عودة لأسلوب التسعينات وهو أسلوب قديم ولكن بصورة عصرية عانينا منه سنوات طويلة في الثمانينات والتسعينات ولو كانت لدينا إدارة رشيدة ما امتدت هذه الأساليب الإرهابية لتصل الينا الآن وهو ما يحمل وزره نظام مبارك الذي حيدهم فتضخموا وهذه الأيام كل شيء متوقع حتى ينتهي شهر يونيو.
وأضاف سليم: علينا ألا ننسى أن تلك الصورة هي تكرار لأحداث مضت كان هدفها القضاء على الرواج السياحي وهم بذلك يغلقون باب رزق ملايين من المصريين الذين يعملون بقطاع السياحة والمستفيدين من الرواج السياحي ونحن مقبلون على موسم الصيف والهدف واضح ولكن الرجال لا يركعون ابدا وقد تحملنا احداث التسعينات وسنتحمل هذه الأحداث أيضا.
وفى ذات السياق أكد الكاتب المسرحي الدكتور كمال يونس، أن الحادث ليس تغييرا نوعيا في فكر الجماعات الإرهابية، بل استمرار لخطة ممنهجة شاملة مدروسة مخطط لها بحقد وغل لضرب أي إنجازات للحكومة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي، وبث الإحباط في نفس الشعب المصرى الأبى الذي يقابل كل هذا بصبره الموروث وعمق حكمته وخلاصة تجاربه على مدى التاريخ مع ثقة لامتناهية في نصر الله وقوة الجيش والشرطة درعا الشعب المصرى في حربه ضد الإرهاب.
وأضاف يونس: "من العجب أن الشق التفجيرى يتبادل الأدوار مع الشق التحريضي للإعلاميين الذين باعوا ضمائرهم ولا هم لهم سوى إثارة وتحريض وتوريد مشاعر الإحباط السلبية للشعب، ولكن هيهات خاب وسيخيب مسعاهم بفضل وعى وحكمة وحنكة شعب مصر ودرعه القوى والتفافه حول قيادته القوية بحق، لأنها تستمد قوتها من شعب مؤمن بها وملتف ومحتشد أمامها وخلفها وحولها.
على جانب آخر وصف الفنان التشكيلي مجدي الكفراوي، العملية الإرهابية بالخسيسة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأفعال ليست بغريبة على جماعة إرهابية أقل ما توصف به هو الخيانة والعمالة.
وأضاف الكفراوي، أن مثل هذه المحاولات تؤكد حقيقة موقف وانتماء الجماعات الإرهابية، ومدى الكراهية التي يكنونها للشعب والتاريخ والحضارة، مؤكدًا أنهم أعداء الحضارة، وأن الشعب المصري نجح في لفظ هذه الجماعة رغم ادعائهم بأنهم ممثلين الدين.
كما قال الشاعر الجميلي أحمد، إن هذا الحادث الإرهابي يعد نوعًا جديدًا من أنواع العنف الداخلي، ويتطور من حين إلى آخر، حتى وصل إلى ضرب أهم مورد من موارد الدولة.
وأضاف:" أن الهدف من العمليات الإرهابية هو ضرب السياحة المصرية، ولا شك أن تلك العمليات ورائها تنظيمات داخلية أكثر منها خارجية".
ومن جانبها أدانت الأثرية الدكتورة مونيكا حنا عضو الحملة المجتمعية للحفاظ على التراث، هذه الأعمال الأثمة، مشيرة إلى أن هذه التفجيرات لا تمت لدين أو عرف بأي صلة.
وأضافت مونيكا أن مثل هذه التفجيرات لن تنال من قوة وعزيمة مصر والمصريين، فمصر قوية والأعمال التخريبية التي تطال الحضارة المصرية تعد وأحدة من المشاكل الكثيرة التي توجه الآثار المصرية والتي يجب مواجهتها والتصدي لها بالتنوير والتعليم،.
وشددت على ضرورة أن يعرف الناس أن هذه الحضارة إرث وملك لهم وأنها ملف أمن قومي مصري، فالحل الأمني وحده لن يكون كافي، ولابد أن يسانده التنوير والتعريف بقيمة الحضارة والتاريخ المصري.