تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يظل حديث المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بشأن محاربة الفساد مجرد أمنيات طيبة تبدو حبيسة التصريحات الصحفية، فلا يزال سيف الحكومة يتجاهل أوكار الفساد داخل مؤسساتها، وبحسب التعرف الشامل لماهية الفساد الذى صاغه الرئيس السيسى أثناء خطابة فى الترسانة البحرية، يصبح المهندس محلب نفسه متسببًا رئيسيًا فى إهدار مئات الملايين من الجنيهات، علاوةً على تبديد طاقة آلاف الشباب، ذلك أنه يقف صامتًا أمام مسلسل الإهمال والتقاعس عن العمل، فى كثير من الوزارات التابعه له، ما بالك إذن والأمر يتعلق بوزارة الإسكان التى تولى حقيبتها قبل أن يصبح دولة الرئيس.
الكارثة حاصلة فى «جهاز التدريب الإنتاجى على حرف التشييد والبناء التابع للجهاز المركزى للتعمير»، والذى يضم (٦٢) مركزًا للتدريب بمعظم المحافظات، وتشغل تلك المراكز مساحات شاسعة تتراوح بين (فدان) و(٧) أفدنة للمركز.
وفقًا لقرار إنشاء الجهاز تقوم المراكز التابعة له بتدريب الشباب من خلال (١١) ورشة على مختلف حرف التشييد والبناء، خاصة المتسربين من التعليم ويتم ذلك فى المحيط الجغرافى لكل مركز، أيضًا تقوم المراكز بأعمال إنتاجية تفيد البيئة المحيطة مثل صناعة الأثاث، وأعمال التشطيبات، وهو ما يساعد على تقديم خدمة جيدة بتكلفة أقل للجمهور.
وفى سبيل تحقيق تلك الوظائف تم توفير أحدث المعدات والمواد الخام اللازمة، إلا أن غالبية تلك الورش لا تعمل، وتمكن وحش الصدأ من نهش ما بها من ماكينات تم الحصول على بعضها عن طريق المنح، وعلى بعضها الآخر من خلال القروض.
عندما تولى محلب حقيبة الإسكان تقدمت مجموعة من الشباب بتصور لإحياء وتفعيل دور الجهاز، مفاده تشغيل ورش النجارة والألوميتال والكريتال والبلاط كخطوة أولى لتشارك فى مشروع الإسكان الاجتماعى، وهو الأمر الذى من شأنه خفض تكلفة الوحدة السكنية بالمشروع، وشمل التصور أيضًا إمكانية مساعدة الشباب الحاصلين على وحدات سكنية بتوفير قطع الأثاث التى ينتجها الجهاز لهم بجودة عالية وتكلفة أقل.
وبرهن أصحاب التصور على جديتهم وقدرتهم وأقاموا معرضًا لبعض المنتجات داخل جهاز جسر السويس وأصلحوا ماكينات مصنع البلاط بمركز بلبيس بـ١٨٥ جنيهًا مصريًا فقط لا غير، وعلى إثر لقاء محلب وزير الإسكان وقتها بالشباب المتحمسين قام بزيارة مفاجئة لجهاز جسر السويس ليشاهد معرضهم، وأجرى سلسلة من الاجتماعات مع قيادات الوزارة وكالعادة كانت المحصلة (صفر).
لا تزال القوارض والحشرات والخفافيش والثعالب لا تجد معاناة فى البحث عن مسكن ملائم بفضل الورش المهجورة، رغم اطلاع محلب على حقيقة الثروة الموجودة داخل هذا الجهاز، وطبيعة المشكلات التى يعانيها.
وكان من المنتظر أن يعمل رئيس الوزراء مع وزير الإسكان، الدكتور مصطفى مدبولى، على استثمار إمكانيات الجهاز وإعادة هيكلته، لا سيما وأن عدد الموظفين الإداريين به يتجاوز عدد الفنيين والمدربين الحرفيين، حيث يعمل معظم الفنيين بأعمال إدارية ومكتبية بسبب الترقى الوظيفى، وفى ذات الوقت لا يوجد صف ثان من الفنيين، وهو ما تسبب فى غلق معظم الورش وعدم قيام الجهاز بدوره فى توفير عمالة مصرية ماهرة نحتاجها فى المشروعات القومية التى نحن بصددها.