شدد عضو اللجنة التحضيرية لمؤتمر القاهرة للمعارضة السورية فرأس الخالدي، على أن رحيل بشار الأسد وأركان نظامه، بند رئيس على جدول أعمال المؤتمر، ولا تنازل عنه، مشيرًا إلى أن ذلك ضمن خارطة الطريق التي سيتم التباحث حولها وتتضمن أيضًا إلغاء قرارات النظام بتجنيس الإيرانيين وإلغاء قوانين استملاكهم للأرضي.
وينعقد المؤتمر الذي ترعاه مصر تحت إشراف المجلس المصري للشئون الخارجية، في أحد فنادق القاهرة الكبرى يوم الإثنين المقبل بمشاركة نحو 230 من الشخصيات السورية المعارضة والثورية والجيش الحر، دون حضور الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي أعلن مقاطعته للاجتماع رغم مشاركة عدد من صفوفه ولكن بصفتهم الشخصية.
خارطة الطريق:
وحول خارطة الطريق التي سيتم تباحثها خلال المؤتمر، وأهم ملامحها، قال في تصريحات للصحفيين اليوم "السبت":نحن في مصر من أجل تشكيل نواة البديل المناسب لبشار الأسد، استنادًا على مقررات جنيف واحد والتي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي وتأسيس مجتمع ديمقراطي.
وأكد على أن المطروح من خارطة الطريق للمناقشة سيتضمن: رحيل بشار الأسد ونظامه، تشكيل هيئة حكم انتقالي، إعادة بناء الجيش الوطني السوري بما يدعم فرض سلطة الدولة، إنشاء مجلس للعدالة الانتقالية، الإبقاء على مؤسسات الدولة وإعادة هيكلتها، إلغاء القرارات الصادرة بتجنيس الإيرانيين والذي يقدر عددهم بمليون ومائتي ألف تقريبًا وإلغاء قوانين استملاكهم للأرضي السورية، رحيل كل القوات الأجنبية بعناصرها وعتادها.
نواة بديل الأسد:
وحول الحل السياسي للأزمة السورية قال:"الحل السياسي هو خطاب عقلاني نفتقده أحيانًا كمعارضة أو ثوار، بسبب استمرار القتل والتشريد من شخص يدعي أنه راعي الدولة أو أبوها وهو القاتل".
وشدد على أن عدم وجود بديل للأسد في الوقت الراهن لقيادة سوريا لا يعني القبول ببقائه، قائلا: نحن في مصر من أجل أن نشكل نواة للبديل من خلال هيئة حكم انتقالي بناء على مقررات جنيف واحد والتي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي وتأسيس مجتمع ديمقراطي.
فكرة الانعقاد:
وحول كيف جاءت الفكرة من انعقاد المؤتمر أوضح قائلا: مصر أدركت أبعاد القضية السورية ووجدت أن بشار يتحجج بأنه لا يوجد طرف مقابل يخاطبه، بل هناك أطراف ومعارضين كثر، فارتأت أن الحل الأول والأمثل هو إيجاد فريق واحد يفاوض بشار الأسد ليس على طريق الاعتراف به، ولكن على آلية الحل وأرضية الواقع لكلا الطرفين.
وأشار إلى أن مصر وجدت أن الحل يكمن أولا في توحيد المعارضة، فكان أول لقاء في يناير الماضي، وتشكلت لجنة ال11 التي طلب منها التواصل مع باقي أطراف المعارضة والثورة.
إيران وداعش:
من ناحية أخرى، ندد عضو حركة شباب الحراك الثوري السوري في المؤتمر، بدخول آلاف المقاتلين الإيرانيين ومن حزب الله، إلى الأراضي السورية لمساندة النظام في حربه ضد الشعب السوري.
كما استهجن الخالدي تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني، التي ذكر فيها "أن إيران ستساند الأسد حتى النهاية"، قائلا:"إيران تحتل سوريا، وهي تريد استمرار صراعها مع الشعب السوري ليس من أجل الأسد ولكن من أجل أطماعها في الأراضي السورية وفي المنطقة مستندة على طائفيتها المقيتة".
وأضاف: سوريا باتت مطمع الآن للاحتلالين الإيراني والداعشي، مشيرًا إلى أن دخول سبعة آلاف مقاتل من إيران وقوات من حزب الله اللبناني إلى الأراضي السورية لمساندة ما تبقى من النظام الأسدي الذي بات يتهاوى على يد "جيش الفتح"، بينما يعتبر هؤلاء "اللاذقية" ولاية إيرانية وينتظرون ساعة الصفر من قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني لارتكاب أعمالهم الوحشية ضد السوريين.
وكشف عن أنه حسب معلومات ميدانية موثقة وردته، فإن "داعش" و"حزب الله" يتعاونون وينسقون لمحاربة الثوار وجيش "الفتح" في القلمون.
وأضاف "الخالدي"،" "أن المؤتمر هو في صالح مستقبل سوريا وفي ذات الوقت يخرب الأجندات الهدامة".
القاهرة والرياض:
كما ثمن الجهود التي تقوم بها القاهرة والرياض من أجل سوريا، مشيرًا إلى أنهما يشكلأن المحور العروبي للأمة، معتبرًا أن الدولتين الوحيدتين اللتين يهمهما مصلحة سوريا هما مصر والسعودية، رغم ما قد يبدوا أنهما يرون المشهد بشكل مختلف لكن هذا لا ينكر نوايهما السليمة من أجل سوريا.
الحوار مع النظام:
وحول التفاوض مع النظام السوري حال الاتفاق على رؤية شاملة بين المعارضة السورية في القاهرة قال:"المؤتمر يشمل كل الأطراف السورية من معارضة وثوار، أما الحوار مع النظام فليس وقته الآن وسيكون إن تم على أساس جنيف واحد، موضحًا أن ما سيتم الاتفاق عليه في القاهرة سيمثل "مسوغات" في حال انعقاد جولة جديدة من جنيف2 أو عقد جنيف3.
وحول خطر "داعش" وكيف يمكن أن تتغلب عليه القوى الثورية والمعارضة على الأرض أكد أنه في حال رحيل الأسد، سنكون كفيلين بالتصدي لداعش والإرهاب.
كما نوه بأن "داعش" لا يقبل بوجود سوريين في قيادته، لكنهم يستغلوا الجانب العاطفي للسيطرة على أراضي سورية كمحافظة الرقة التي كانت عاصمة للخليفة هارون الرشيد، مشيرًا إلى أن الشعب السوري في الرقة يعاني من "داعش" كما يعاني أهل دمشق من بشار.