رحل الدكتور أحمد نصار، ليلحق بطابور طويل من الثوار اللى أخدوا الموضوع جد.
منذ اشتراكه بالعمل السياسي وحتى رحيله، ظل وفيًا لمبادئ الاشتراكية والعدل والمساواة، وكان معارضًا شرسًا لكل نظم الحكم المعادية للشعب.
تولى مسئوليات متعددة في حزب التجمع، كان آخرها «أمين محافظة المنوفية».
ابن قرية الراهب كان عاشقًا لتراب مصر وعمالها وفلاحيها.
عندما أنهى دراسته الجامعية، فضل أن يكون محترفًا ثوريًا بالحزب الشيوعى المصرى عن الاشتغال بمهنته، لكنه بعد قليل أدرك أن مهنته هي العمل الثورى ذاته، حيث قبع في قريته يعالج فقراء مصر من أمراضهم المزمنة.
في الاستفتاء على الرئيس الأسبق مبارك عام (١٩٨٧)، تم القبض علينا معًا..وحبسونا في سجن «مزرعة طرة» مع مجموعة من أخلص أبناء الوطن..حول الدكتور أحمد نصار تلك الحبسة إلى نزهة، نتذكر أيامها الثلاثين لحظة بلحظة.
كانت مياه السجن ليست على مستوى مياه الشرب، حتى جاء أحمد نصار بقُلة أخذها من المساجين الجنائيين، وكانت كلمته الشهيرة كلما شرب منها «ماء قراح» حتى أصبحت مقولة السجن كله.
وكانت لدينا كل يوم حلقة نقاشية حول قضايا الوطن المتنوعة، حتى فاجأنا أحد الجنائيين معنا في العنبر بتعليقه (هي إيه حكاية الوطن اللى أنتم قاعدين تتكلموا عليه كل يوم) وقرر أحمد مشاركته معنا في النقاش.
رحل صديق العمر، وكنا قبل أسبوع من رحيله نعتزم تلبية دعوة الصديق الغالى «صلاح سعد» بالذهاب إلى «ذهب» على البحر الميت، نعيش يومين نستعيد فيهما الذكريات والأحلام.
لكن القدر لم يمهله، وذهب الدكتور أحمد نصار في رحلة أخرى بعد رصيد حافل من النضال الوطنى.
وداعًا صديقى الغالى.. زعلان منك على ضياع العزومة.