رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أمريكا ترعى الجناح الإلكترونى لداعش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتمتع تنظيم «داعش» الإرهابى بقدرة فائقة على صياغة «رسائل مثيرة» تدعم أهداف حملته العسكرية، إذ أن همجية التنظيم تصب فى صالح عزوف الدول عن الدخول فى حرب معه، ويعزز تردد الشعوب الغربية فيما يتعلق بالدخول فى حرب جديدة فى الشرق الأوسط. وقد قارنت مجلة «فورين بوليسى» Foreign Policy بين قدرة تنظيم «داعش» على التعامل مع «دبلوماسية الهاشتاج» والولايات المتحدة. وأضافت المجلة الأمريكية أن «داعش» عرضت بثًا حيًا لدخول الموصل واعتقال عشرات الجنود، ونشرت تحديثات بما تحرزه فى العراق على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، وعرضت صورًا تُظهر شجاعة مقاتليها أمام تراجع الجنود العراقيين. وعلى الصعيد الأمريكى، وصفت المجلة جهود الحكومة الأمريكية فيما يتعلق بـ«دبلوماسية الهاشتاج» بأنها «مثيرة للشفقة».
وفى إطار حروب الهاشتاج، نشر تنظيم «داعش» مقطع فيديو عبر موقع التواصل الاجتماعى «يوتيوب»، يدعو فيه المقاتلين إلى المشاركة فى «هاشتاج» على شبكات التواصل الاجتماعى تحت عنوان «# سيناء_عرين_الموحدين». واستهدف التنظيم من وراء ذلك جمع الجهاديين فى المنطقة تحت هذا الهاشتاج بهدف غزو سيناء. ومن الواضح أن القوات المسلحة المصرية قامت بإنشاء منطقة عازلة على الحدود بسيناء، بهدف تأمين سيناء من العمليات الإرهابية ومنع تسلل التكفيريين، عقب الحادث المروع الذى وقع بكمين «كرم القواديس» بالشيخ زويد بالعريش. وقد وجه ريتشارد هانيجان الرئيس الجديد للاستخبارات البريطانية اتهامًا لعدد من شركات التقنية الأمريكية، العاملة فى وادى السيليكون، بأنها أصبحت شبكات القيادة والتحكم المفضلة للإرهابيين، مشيرًا إلى أن شركات عملاقة، مثل موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»، أصبحت شبكات قيادة وتحكم للإرهابيين والمجرمين. وأوضح هانيجان، أن عناصر«داعش» فى العراق وسوريا، يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى لترهيب الناس، وإلهام الجهاديين المحتملين من كل أنحاء العالم للانضمام إليهم.
وأضاف أن تنظيم القاعدة وأفراده والإرهابيين الذين يقتاتون على أفكاره المسمومة، استخدموا الإنترنت من قبل كموقع لنشر المواد بصورة مجهولة، محذرًا من أن تنظيم الدولة والأفراد التابعين له، باتوا يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعى بصورة مباشرة، لإيصال رسالة بلغة يفهمها أقرانهم من الإرهابيين. وناشد القطاع الخاص، بما فى ذلك شركات التقنية الأمريكية العملاقة التى تسيطر على الشبكة العالمية، بضرورة مساعدة جهاز الاستخبارات البريطانى، للتغلب على هذا الأمر، بدعوى أن الأجهزة الاستخباراتية ليست قادرة على التغلب على هذه التحديات من دون دعم هذه الشركات. كما نشرت صحيفة «ديلى تلجراف» البريطانية فى إحدى افتتاحياتها مقالًا لكون كوفلين بعنوان: «كيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعى بنشر سموم تنظيم داعش؟. وقال كاتب المقال إن إدوارد سنودن المتعاقد السابق فى وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA مهد الطريق أمام ظهور نوع جديد من الدعاية للمتطرفين، مضيفًا وبطريقة استهزائية بأن على سنودن الذى يتمتع بملجأ آمن فى روسيا، وأن يكون فخورًا بنفسه، لأنه لم يكشف فقط عن كيفية تجسس الولايات المتحدة وحلفائها على أعدائها، بل علّم جيلًا كاملًا من المتطرفين أفضل طرق استخدام وتوظيف الإنترنت لنشر أفكارهم. وأضاف كوفلين أن «الإرهابيين الإسلاميين الذين يقاتلون فى سوريا والعراق يحرصون على تزويد هواتفهم النقالة وحواسيبهم بأنظمة قادرة على التملص من الرقابة الأمنية، إذ أن سنودن توصل إلى معرفة كيفية قيام وكالة الاستخبارات الأمريكية ووكالة التنصت الإلكترونى فى المملكة المتحدة بمراقبة وسائل التواصل الاجتماعى كـ«تويتر» و«فيس بوك» لمعرفة أنشطة الإرهابيين والمجرمين».
ونتيجة للمعلومات التى كشفها سنودن، فإن عديدًا من الجماعات الخطيرة ومنها: تنظيم «داعش» غيرت طريقة تبادل المعلومات بينها خوفًا من أن يتم تتبعها من قبل وكالات الأمن الغربية. ويعمل هؤلاء على استخدام برامج مشفرة، لإبعاد أعين الرقابة عنهم. ويرى كوفلين أن تنظيم «داعش» لا يستخدم شبكات التواصل الاجتماعى لتنظيم هجمات إرهابية فحسب، بل إنه يستخدمها لنشر مشاهد درامية لإنجازاته فى سوريا والعراق، إضافة إلى نشر طرقه البربرية بنشر الذعر والخوف فى قلوب أعدائه. وأشار إلى أن تنظيم «داعش» يعتبر أول جماعة إرهابية استخدم عناصرها الحواسيب الإلكترونية منذ ولادتهم، كما أنهم يتمتعون بقدرٍ عالٍ من الكفاءة فى كيفية إنتاج الأفلام الدعائية الخاصة التنظيم وبكيفية توظيف شبكات التواصل الاجتماعى لجذب مزيد من المؤيدين لهم.
.. ويبقى السؤال: ما حدود الدور الذى يمكن أن تقوم به القوة العربية الموحدة فى الوقوف أمام التمدد الإلكترونى لتنظيم داعش؟