الأحد 20 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"ماري الدموية".. أسطورة إنجليزية قاتلة.. تأتي لتنتقم من مستدعيها

غرفة مظلمة ومرآة وأضواء الشموع تظهرها

مارى الدموية
مارى الدموية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«مارى الدموية».. إحدى أبرز الألعاب الأسطورية المخيفة التي انتشرت حول العالم كإحدى أبرز الأساطير الإنجليزية إخافة، ويقال «ماري» تظهر في المرآة عند ذكر اسمها ثلاث مرات أمام مرآة الحمام، وعلى ضوء الشموع مع ترديد عبارة «أنا قتلت طفلك»، وتظهر حاملة لسكين وإحدى يديها مقطوعة وعلى وجهها دماء وتلبس ثوبا أبيض وشعرها أشعث.
وتشير الأسطورة إلى أن مستدعى «ماري» يقتل على يدها بطريقة عنيفة جدا، فتقول الأسطورة إن مارى تمد مخالبها الحادة نحوك لتقتلع عينيك بلمح البصر، أو قد تنحرك ثم تمتص دمك حتى آخر قطرة، وفى أحسن الأحوال ستقوم بسحبك معها إلى داخل المرآة ولن يراك أحد بعدها، ستبقى حبيسا معها إلى الأبد، والبعض يقول إنها إذا لم تقتل من استدعاها فسوف تلاحقه إلى نهاية حياته.
اختلفت الأساطير في تحديد حقيقة شخصية «ماري» الحقيقة، فالبعض يقول إن أصل الأسطورة في التاريخ الإنجليزى يرجع إلى «مارى الأولى» ابنة الملك هنرى الثامن، وهى ملكة إنجلترا الرهيبة «١٥١٦ إلى عام ١٥٥٨»، مارى التي عرفت بالقسوة واشتهر عصرها بالمذابح الدينية، فقد تسببت في معاناة وموت الكثير من الناس بسبب تعصبها الدينى وسعيها المحموم لإعادة شعبها إلى جادة الكاثوليكية وطاعة بابا روما، فنصبت المحارق والمشانق للبروتستانت في أرجاء البلاد، سجنت وعذبت وشنقت وأحرقت المئات منهم خلال عهدها القصير الذي امتد لخمسة أعوام فقط، لم يسلم منها حتى النبلاء ورجال الدين، ولهذا أطلق الناس عليها اسم مارى الدموية، لم تستطع الإنجاب، فقد أجهضت عدة مرات، ويبدو أن هذا كان يساعد في اشتعال أمراضها النفسية وأعراضها الشيطانية.
وجاءت وفاتها كمفاجأة سارة للشعب الإنجليزي، لكن الأطفال خلدوها بعبارة «مارى الدموية»، وكانت اللعبة الشهيرة تقضى بأن يقف الطفل أمام مرآة في الظلام داخل الحمام، وينادى اسمها ثلاث مرات، وبدأ التطوير بهدف زيادة الإثارة بأن يقول الشخص أمام المرآة، «يا مارى الدموية، أنا قتلت أطفالك»، وبالطبع تحمل هذه العبارة الكثير من الاستفزاز للمرأة التي لم تستطع أن تحتفظ بحمل واحد، ومن المفترض حسب الأسطورة أن يراها الطفل واقفة وراءه في المرآة.
لكن تتعرض مارى لحادث مروع يؤدى إلى تشوه وجهها، ولشدة خوفهما وإشفاقهما عليها أخفى والداها جميع المرايا الموجودة في القصر لكى لا تستطيع مارى رؤية وجهها المشوه في المرآة، فتصدم وتفقد رشدها، لكن مارى لم تستطع مقاومة إغراء النظر إلى وجهها طويلا، فتسللت في إحدى الليالى إلى حمام يقع في أحد أجنحة القصر المتروكة، حيث كانت هناك مرآة كبيرة نسى أهلها أن يرفعوها، هناك شاهدت مارى ما أصاب وجهها الجميل من خراب ودمار، ولشدة حزنها وصدمتها فقد سقطت ميتة، ويقال إن روحها الحزينة قفزت إلى داخل المرآة، لتبحث عن صورتها القديمة الجميلة، ومنذ ذلك الحين أخذت تظهر في كل مرة يجرؤ شخص ما على نطق اسمها أمام المرآة، تظهر لكى تنتزع روحه وتسحبها معها إلى داخل المرآة.
أما أقدم الأساطير فتعود إلى الوراء عدة قرون، إلى ساحرة تدعى مارى روث كانت تعيش بمفردها في كوخ صغير بالقرب من إحدى القرى الريفية الوادعة، كانت عجوزا طاعنة في السن، لكنها كانت نشطة جدا قياسا بمظهرها العجوز، كانت تسير بسرعة وخفة عجيبة تحت ظلال الغابة الكثيفة، وهى ترتدى ثوبا أسود طويلا، ما كانت العين لتميزها بسهولة لولا عيناها الكبيرتان اللتان كانتا تبرقان خبثا ولؤما.
وبالرغم من خوف القرويين منها إلا أنهم كانوا يقصدون كوخها من حين لآخر لمقايضة حبوبهم وحيواناتهم بالأعشاب والعقاقير التي كانت الساحرة تصنعها، وباستثناء تلك المرات القليلة، فإن القرويين عموما كانوا يتجنبون المرور بكوخها، فكانوا يخشون أن تصيبهم منها لعنة شريرة تدمر محاصيلهم وتقتل حيواناتهم وتؤدى إلى مرض أطفالهم، كانوا يفضلون أن تبقى الساحرة بعيدة عن قريتهم.
لكن هدوء القرية تعكر في أحد الأيام بعد اختفاء فتاة صغيرة من كوخ والديها، وباءت بالفشل جميع الجهود للعثور عليها، وخلال الأسابيع القليلة التالية اختفت فتيات أخريات بنفس الطرق الغامضة، ومن شدة لهفة الأهالي على بناتهم تجرأ بعضهم على الذهاب إلى الغابة ودق باب كوخ الساحرة العجوز لسؤالها عن مصير الفتيات المفقودات، لكن الساحرة قالت إنها لم تر أيا من الفتيات وأنكرت أي علاقة لها باختفائهن.
وبالرغم من أن الأهالي كانوا يرتابون في الساحرة، لكنهم لم يستطيعوا اتهامها من دون دليل، بيد أن شكوكهم زادت بعدما لاحظوا التغير المدهش الذي طرأ على شكل الساحرة وهيئتها، فقد أصبحت أكثر نضارة وشبابا عن ذى قبل، كأن السنين قد عادت بها إلى الوراء.
زوجة أحد القرويين شاهدت ابنتها الصغيرة وهى تنهض من فراشها فجأة ثم تمضى نحو باب الكوخ فتفتحه وتسير مبتعدة باتجاه الغابة المظلمة، الأم المرعوبة صرخت على ابنتها ونادتها عدة مرات، لكن الفتاة لم تلتفت إليها، واستمرت بالسير نحو الغابة.
صراخ الأم أيقظ الأب والجيران الذين هرعوا جميعا لردع الفتاة عن المضى نحو الغابة، العجيب أنه بالرغم من صغر سن الفتاة وهزال جسدها إلا أن الرجال واجهوا صعوبة كبيرة في السيطرة عليها وإخضاعها، إذ بدت وكأنها تسير من دون وعى وإدراك، كأنها منومة أو مخدرة، أو شخص ما كان يسيطر على عقلها.
ورأى الجميع وقتها الساحرة العجوز وهى تقف بالقرب من جذع شجرة، وجسدها محاطا بهالة خضراء عجيبة، وكانت تتمايل جيئة وذهابا، وهى تردد تعاويذها السحرية، وقد أمسكت بيدها عصا طويلة أشارت بطرفها نحو كوخ الفتاة الصغيرة التي كان القرويون يحاولون الإمساك بها.
القرويون صرخوا على الساحرة وطاردوها، فهربت حين أحست باقترابهم منها، وما أن فرت الساحرة من مكانها حتى استعادت الفتاة الصغيرة وعيها كأنها استيقظت من النوم للتو، فأيقن القرويون بأن ما أصاب الفتاة كان بفعل الساحرة، وتأكدوا بأنها هي التي قامت بخطف بناتهم، وفى ثورة غضبهم العارمة هجموا على كوخها المخيف في الغابة، في الداخل كانت هناك قدور كبيرة تغلى بمواد غريبة، وعلى الطاولات تناثرت أشلاء الكثير من الحيوانات.. قطط.. كلاب.. ضفادع.. وكانت هناك الكثير من الأوانى الزجاجية المليئة بالسوائل الملونة وأوراق وجذور الأعشاب والنباتات البرية، أما القبو أسفل الكوخ، فقد كان الأكثر رعبا، فجدرانه كانت مضرجة بالدماء، وفى زواياه المظلمة تكومت بعض الجماجم والعظام البشرية، وتحت أرضيته الخشبية عثر القرويون على جثث فتياتهم المفقودات، تبين لهم بأن الساحرة قامت بقتلهن من أجل استخدام دمائهن في تحضير وصفات سحرية تعيد إليها حيويتها وشبابها.
الأهالي ألقو القبض عليها وقيدوها وأشعلوا النار في الحطب، وقامت الساحرة العجوز تتمتم بكلمات غير مفهومة ولاحظ القرويون ظهور أشباح سوداء مخيفة راحت تحوم وتزعق بجنون فوق رأس الساحرة التي استمرت في ترديد تعاويذها الغامضة حتى اقتربت النار منها وتعلقت بأذيالها، عندها ألقت الساحرة على القرويين لعنتها الأخيرة، وهى لعنة سوداء أطلق القرويون عليها اسم «انتقام الساحرة».

النسخة الورقية