الأربعاء 02 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"قومي الترجمة" يصدر "تفسير التوراة بالعربية"

كتاب  تفسير التوراة
كتاب "تفسير التوراة بالعربية"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة،كتاب بعنوان "تفسير التوراة باللغة العربية"، تاريخ ترجمات أسفار اليهود المقدسة ودوافعها، وهى من إعداد سعديا بن جاؤون بن يوسف الفيومى، أخرجه وصححه يوسف درينبورج، ترجمة وتقديم وتعليق سعيد عطية مطاوع، أحمد عبد المقصود الجندى.
أسفار اليهود المقدسة من أقدم الآثار الدينية التي وصلت الينا مدونة في لغتها الأم "اللغة العبرية"، وهذه الاسفار التي يطلق عليها العهد القديم، واصبحت تسمية الكتاب المقدس تشمل أسفار العهدين القديم والجديد.
ويعد سعديا الفيومي أحد أهم فلاسفة اليهود خلال العصر الإسلامي عامة والقرن الثالث الهجرى على وجه الخصوص، وفي هذا الكتاب يقدم سعديا تفسيرا لأسفار لتوراةالخمسة(التكوين،الخروج،اللاويين،العدد،التثنية)،ويمكن اعتبار الكتاب شكلا من اشكال الترجمة التفسيرية للنصوص.
وساعد علم سعديا بالديانة اليهودية، وتأثرة الكبير بالثقافة العربية والإسلامية وعلماء الكلام، وعلمة الواسع بالنحو العبرى، فضلا عن تمتعه بحس دينى ولغوى، في أن تأتى هذه الترجمة معبره عن المضامين التي تضمنها النص العبرى مباشرة، وذلك عكس الترجمات المسيحية التي تمت عبر الترجمة اليونانية والترجمة اللاتينية، ومن مميزات هذه الترجمة أنها أيضا أنها تجنبت الحرفية إلى حد كبير وهو ما جعل صاحبها يستخدم عنوان (تفسير التوراة بالعربية) وربما كان هذا العنوان إشارة ضمنية منه لصعوبة ترجمة النصوص الدينية.
وتتجلى اّثار الحضارة العربية الإسلامية واضحة في الترجمة التي بين أيدينا على المستويين اللغوى والدينى؛فقد اّثر سعديا استخدام الفاظ عربية تناسب عقلية البيئة التي يعيش فيها،أو استعارة النص القراّنى في بعض الأحيان،أو ترجمة أسماء الأماكن بما كانت تعرف به في عصره.وتجلى هذا الأثر أيضًا في تجنبه لصفات التجسيد والتشبيه عند وصف الاَله وهو أمر كان جديدا على العقلية اليهودية في ذلك الوقت.
هذا الكتاب دليل حى على أن الجانب الأكبر من النتاج الدينى والأدبى والفلسفى لليهود خلال العصر الإسلامى هو جزء أصيل لا يمكن فصله عما انتجته الحضارة الإسلامية.
سعديا الفيومى، أحد أهم الفلاسفة اليهود في العصر الإسلامى عامة والقرن الثالث الهجرى على وجه الخصوص، ولد في مصر وتلقى في قريته بالفيوم تعليمًا عربيا فتوفر له العديد من المعارف العربية الإسلامية في عصره، كما درس الكتاب المقدس والتلمود، ثم توجه إلى فلسطين حيث أكمل دراسته، وقد ذاعت شهرته لأنه بدأ في وضع مؤلفاته في سن مبكرة.
المترجم، سعد عطية مطاوع، أستاذ الدراسات اليهودية وتاريخ الأديان بقسم اللغة العبرية وادابها بجامعة الأزهر،شغل منصب عميد كلية اللغات والترجمة، من أهم أعماله،(الاعجاز القصصى في القراّن الكريم )،(الشعر في العهد القديم ) و(قصص التوراة في ضوء النقد الأدبى).
المترجم الثانى، أحمد عبد المقصود الجندى،حاصل على الدكتوراة في دراسات العهد القديم عام 2007، ويعمل مدرسًا بكلية الاّداب بجامعة القاهرة،من كتبه،(محاضرات في الديانة اليهودية)،(الملل اليهودية المعاصرة) و(تاريخ اليهود منذ بدايته حتى العصر الفارسى).