السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

اللاجئون السوريون ينافسون المصريين في العمل والتسول

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
· 6 آلاف سوري يسيطرون على الاسكندرية.. و“,”الداخلية“,” تؤكد: “,”دي حالات إنسانية“,”
· “,”جواهر“,” السورية تعمل 4 ساعات بـ200 جنيه.. و“,”بزازة“,” المصري يتحصل على 100 فقط!
تحول اللاجئون السوريون في مصر، إلى ظاهرة تستحق الدراسة بعناية، خاصة بمحافظة الاسكندرية، نظراً لتواجدهم الكبير بها، لدرجة أنهم لا ينافسون المصريين في أزمة الحصول على السكن، أو فرص العمل، أو حتى مجرد الحصول على رغيف الخبز، بل تحولت المنافسة الشرسة، إلى صراع الحصول على مساحة يمارسون فيها حرفة التسول.
في شارع صلاح سالم بحي المنشية بمحافظة الإسكندرية، كانت تقف جواهر عبد اللاه - 12 عاما ، ترتدي حجابا يغطي شعرها الذهبي، وثيابا ممزقه قديمة - أمام بنك القاهرة، حين تراها للوهلة الأولي تعرف أنها ليست طفلة شارع مصرية أو شحاذة مثل آلاف الأطفال المتسولين المصريين، ولكن حين تبدأ عملها بالتسول وتتحدث، تتأكد أنها ليست مصرية بسبب اختلاف لهجتها.
ها هي تقف بصحبة شقيقها الصغير مهند، والذي يبلغ من العمر 5 أعوام يرتدي هو الآخر ثيابا مهلهلة، حاملة بين يديها جواز سفر سوري خاص بوالدتها، تستخدمه في الشحاذة كوسيلة لكسب قلوب المارة و طلب الإحسان.
اقتربنا منها وسألناها عن سبب تواجدها بالمكان، قالت في البداية، إنها من دولة سوريا وجاءت مع أسرتها، المكونة من والدتها وأشقائها الصغار، منذ شهر واحد تقريباً، بعد أن رفضت ليبيا دخولهما، مؤكدة أنهم خرجوا من سوريا بسبب الحرب وما فعله الرئيس بشار الأسد بأسرتها، بعد قتل والدها وعمتها وأنجال أعمامها.
وتضيف جواهر، “,”حينما وصلنا إلي الإسكندرية لم يكن معنا أية أموال بعد أن دفعنا كل ما نملكه للفندق الذي نقيم به بحي المنشية، مما اضطرني للنزول للشارع والتسول من المارة أنا وشقيقي الصغير، لكي نوفر ثمن الإقامة بالفندق، وثمن الطعام لأمي أشقائى الصغار الآخرين، مشيرة إلي أن “,”الناس يتعاملون معنا بشكل جيد حين يعلمون أننا سوريون“,”.
وحين سألناها عن تعرضها لأية مضايقات من قبل المتسولين من أطفال الشوارع المصريين، نفت ذلك، لأنها بمجرد أن تجمع ثمن الطعام والإقامة بالفندق، والذي يبلغ 50 جنيها يوميا، تعود علي الفور، مؤكدة أن مدة عملها بالشارع لا تزيد على 5 أو 6 ساعات، وتعود لوالدتها بنحو 200 جنيه.
6 ألاف لاجئ سوري بالإسكندرية!
“,”الأمور ليست علي ما يرام بالنسبة للاجئين السوريين في مصر لأنهم يواجهون تحديات كثيرة منها التي تتعلق بكيفية كسب الرزق والعمل والصحة والحماية الأمنية، وهذه العوامل ذاتها تنطبق علي من يعيشون في الإسكندرية، ولكن علي الصعيد الاجتماعي فهم يجدون ترحاب شديد من الشعب المصري وتعاطف تجاه قضيتهم“,”،هكذا علق محمد الدايري، الممثل الإقليمي للمفوضية السامية لشئون اللاجئين في مصر، مؤكداً أن إجمالي عدد اللاجئين السوريين المسجلين لدى المفوضية التابعة للأمم المتحدة في مصر، يبلغ 18 ألفًا و400 لاجئ ، موضحا أن منهم فقط بمحافظة الإسكندرية نحو 6 ألاف سوري يعملون في الأغلب بمجالات التجارة والبيع، وتسعى المفوضية بالتعاون مع شركائها، لتقديم الدعم لهم علي الإعاشة.
سوق الشحاذة المصرية يتأثر بمنافسة السوريين!
علي مقربة من شارع صلاح سالم، الذي كانت تقف فيه “,”جواهر“,” الطفلة السورية، تتسول هي وأخوها من المارة، كان يقف كريم، الشهير بـ“,”بزازه“,”، 16 عاما، في الجهة المقابلة أمام بنك القاهرة.
كريم قال، إنه يتسول بهذه المنطقة منذ أكثر من 5 سنوات، والجميع يعرفونه ويعطفون عليه، خاصة أنه يقوم أيضاً بتنظيف سيارات المترددين علي البنوك بالشارع، مؤكدا أن سوق الشحاذة اختلف كثيرا عن قبل ثورة 25 يناير، حيث أن حصيلة عمله طوال اليوم كانت تصل إلي 500 جنيه في 4 ساعات، انخفضت إلى 100 جنيه الآن.
و حين سألناه، عن ظهور بعض الأطفال السوريين، بنفس الشارع الذي يعمل به، ومدى تأثر دخله بهم، قال “,”هما من ساعة ما دخلوا الشارع ورزقنا بقي في النازل، والناس بقت بتبخل علينا وتديهم عشان هما شكلهم حلو وبيض، فالناس دايما بتقول أنهم ضحية حكومتهم، وبقوا يقولوا علينا إحنا ولاد بلدهم، مجرمين وبلطجية وقليل قوى لما حد بيدينا حسنة“,”.
تسول السوريين ظاهرة إنسانية!
من جانبها، أكدت وزارة الداخلية، علي لسان اللواء ناصر العبد، مدير المباحث الجنائية بالإسكندرية، أن المحاضر الرسمية لم تحرر أية وقائع بشأن ضبط أطفال سوريين أو حتى كبار يتسولون، مؤكدا أن ما يحدث بالشوارع، هي ظاهرة إنسانية بالدرجة الأولي – حسب تعبيره – لذا يصعب على أي ضابط، القبض على طفلة سورية تتسول، لأنه يعلم أنها خرجت من اجل الحاجة فقط.
وتابع: “,”أما بالنسبة لعصابات التسول المصري فهي منظمة مما يجعلها تندرج تحت بند الجريمة، لأنه مخطط لها ومدبر من قبل مافيا التسول في مصر، مؤكدا أن ظاهرة التسول السوري بعيده كل البعد عن العصابات، وفجميعها حالات إنسانية فقط لا غير.
الظاهرة تؤثر على فرص عمل الشباب السكندري!
“,” الكارثة أن الشباب المصري لا يجد عملا مناسبا بشكل عام، ولكن بعد لجوء 6 آلاف سوري لمحافظة الإسكندرية، طبقا للإحصاءات الرسمية، أصبح الامر أكثر صعوبة، وتسبب في زيادة نسب البطالة بشكل كبير جدا“,”.
هكذا علق محمد منتصر، منسق حركة التغيير والناشط الحقوقي بالإسكندرية، مؤكدا أن حالة الشباب السكندري أصبحت سيئة جدا بعد أن استغنت محال تجارية كبيرة عن العمالة المصرية واستبدلتها بنظيرتها السورية، لرخص سعرها.
وأضاف أن لجوء السوريين إلي المحافظة، أدى لارتفاع نسبة البطالة بها، فضلا عن ارتفاع الأسعار و“,”مزاحمة المصري في أكل عيشه “,” – حسب تعبيره -.
من جانبه قال محمد عبد الغني، عضو الغرفة التجارية بالإسكندرية، إنه “,”للأسف أصبحت العمالة الأجنبية هي السائدة الآن بسبب رخصها وكفاءتها كما يقول أصحاب العمل، مما جعلها تتسبب في بطالة الشباب السكندري“,”.
وأضاف، “,”كل محل تجاري أو مصنع لا يقل عن 5 أو 6 من السوريين“,”، مؤكدا أنه في عام 2012 تم تحرير 1980 محضرا ضد العمالة الأجنبية غير المرخصة بمصانع ومحال مختلفة، تضم سوريين وهنود.