تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
كان شعار انتفاضة ١٩١٩ هو الدين لله والوطن للجميع.. تطهر أبناء الوطن من الطائفية.. حملوا قلوبهم فوق أكفانهم دفاعا عن تراب المحروسة، كما حملوا رجلا تخطى الستين.. وجعلوه زعيما ولم يكن له تاريخ اللهم على ترابيزة القمار.
وجاءت انتفاضة ١٨ و١٩ يناير ٧٧ تبحث عن شعار الخبز والحرية.. لم يكن هناك النت ولا الواتس اب.. لكن انتفاضة انطلقت من قلب الوطن، الترسانة البحرية.. يومها كان شباب مصر حاطط دماغه على قلب ثورة لم تكتمل.. كانت انتفاضة جميلة فى وجه الحاكم.. لكنها انتهت بعد يومين.
انتهت الليلة.. مثلما انتهت كل ليالى مصر.. وسقط أجمل ناس برصاص الغباء.. والظلام.. وأوباش لم يكن لهم مثيل منذ أيام الفراعنة.
وانتظرنا وعشنا مواتا طويلا.. شاهدنا وعرفنا معنى كيف تعيش الحياة بلا روح.. النهارده زى بكرة ولا يختلف عن الأمس.
وحضرت انتفاضة ٢٥ يناير.. ورفعنا شعار «عيش حرية عدالة اجتماعية».. عادت الروح.. لكن قباض الأرواح لم يتركنا فى حالنا.. وسرعان ما جاء أهل الظلام وفاضت أرواحنا حتى انتفاضة جديدة فى ٣٠ يونيو.. ومن جديد رفعنا شعار الثورة الفرنسية التى مضى عليها قرنان من الزمن.. وطبعا أكل وشرب عليها كل الثوار حتى آخرها.. مثل سمكة نجيب الريحانى.
واليوم نتجرع أيام زمان وانتفاضات زمان.. نشرب القهوة ونذهب لحال سبيلنا.. ونترك الملك للمالك.
صحيح ذهب أهل الظلام إلى السجون.. لكن أرواحنا أيضا ما زالت مسجونة فى ظلام آخر.. هو ظلام الجهل.. هو الظلام الأصلى الذى قادر بطرف إصبعه أن يعود بمن حكموا مصر بالهطل والفتة وفتاوى الغلمان.
هكذا لم يبق لنا إلا ثورة جديدة ليست من عينة صباحى وخالد على وأبوالفتوح.. لكنها ثورة حقيقية ترفع شعار.. «التعليم أولا وأخيرا».
لكن البعض منا يعتقدون أن التعليم لا يستحق.
طبعا التعليم يكشف هؤلاء البشر المتسلقين على كتف الوطن ينهشون زنده.. مش وزير العدل وإنما العدل كله.
التعليم حتى ينفع هؤلاء الذين يريدون الوصول إلى غاية المنتهى.. بسرعة الصاروخ.. التعليم ياناس هو الحل.. يوما ما فى حوار صحفى مع الأستاذ الدكتور راهب العلم محمد دويدار قال: منذ الخمسينيات من القرن الماضى تفرغت لهدف واحد ووحيد هو تعليم الناس.. دويدار دفع من عمره الكثير ولم يأخذ حقه.. لكنه لم يهتم.. ما زال يعلم الناس كيف يقرأون وكيف نرى الحياة.
لكن أغلب الناس عمي البصر والبصيرة.