السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

إيهاب طلعت.. سمسار الإعلانات صاحب الألف وجه

رجل الأعمال ايهاب
رجل الأعمال ايهاب طلعت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ديونه لاتحاد الإذاعة والتليفزيون وصلت إلى 50 مليونا واستغل اسم رئيس الوزراء للعودة من جديد
استولى على تراث التليفزيون من خلال برنامج «ماسبيرو» الذي يقدمه سمير صبرى وباعه لقناة «ten»

يمتلك إيهاب طلعت ألف وجه، شخصية قادرة على المراوغة طوال الوقت، ملفه ملىء بالوقائع التي تؤكد أحقيته بهذه الصفات، منها على سبيل المثال وليس الحصر ما حدث في تفاصيل إنتاج مسلسل «ريا وسكينة»، الذي تم عرضة منذ أكثر من عشر سنوات، ترجع تفاصيل الحكاية عندما أسس طلعت شركة للإنتاج السينمائى بمشاركة المنتج جمال العدل، وتم الاتفاق على إنتاج مسلسل «ريا وسكينة» على أن يتم التعاقدات مع نجوم العمل باسم شركة «كينج توت» للإنتاج الإعلامي، والتي بالفعل حصلت وقتها على توقيع عبلة كامل ورياض الخولى وسمية الخشاب وباقى أبطال العمل، ودخلت مدينة الإنتاج شريكا وقتها في الإنتاج، وبعد الانتهاء من تصوير المسلسل اختفى إيهاب طلعت ومعه نسخة من العمل ليكتشف بعدها العدل أن طلعت قام بتسويق العمل في بيروت وأكثر من دولة عربية بدون أن يحصل منه على مليم!! ليتورط العدل في سداد مديونية كبيرة لأنه الشريك الموجود في مصر من الشركة التي أسسوها معا، وقتها لجأ العدل إلى لجان التحكيم الدولى والتي بالفعل تمكنت من إجبار طلعت على سداد المديونية للعدل على أقساط.
تحايل إيهاب على الشيخ صالح كامل في بداية حياته عندما عمل معه في إحدى شركاته وهى مجموعة «شبكة شذى» إحدى فروع مجموعة «دلة البركة» التي كان يمتلكها كامل، وقتها تعاقد طلعت على صفقة إعلانات كبيرة جدا للمجموعة غير أنه قام بتحصيل عائد تلك الإعلانات، وهرب ولم يتمكن كامل من الحصول منه على شىء، ونظرا لتسامح الشيخ صالح كامل اكتفى فقط بفصله من العمل في الشركة غير أن علاقته بكامل في هذا الوقت لم تحقق له فائدة مادية فقط وإنما كانت طريقا له في تحقيق العديد من المعارف والصداقات التي حقق من خلالها مكاسب أخرى منها مثلا علاقته بأشرف الشريف وطارق صيام الذي أقنعهما بعد جلسة بضرورة إنشاء شركة خاصة لهم ينتجون من خلالها البرامج ويجعلونها قادرة على احتكار السوق الإعلانية في مصر وبالفعل حدث الاتفاق على أن تحمل الشركة اسم «الشركة المصرية العربية للوسائل الإعلانية» وبرأس مال وقتها مليون جنيه دفع منها إيهاب ٢٠٠ ألف جنيه، وكان أول برنامج تم تنفيذه من قبل تلك الشركة هو برنامج لطارق علام، تم تسويقه في السعودية.
غير أن الشراكة بينهم لم تدم طويلا بسبب الخلاف حول إنتاج أحد برامج المسابقات وانتهى الموضوع بخروج أشرف الشريف وطارق صيام من الشركة وتركاها لطلعت.
نفس حالة المتاجرة المشبوهة أيضا ارتكبها إيهاب طلعت مع الوليد الإبراهيمى الذي اتفق معه على أن يجلب له كمية من الإعلانات لمجموعة قنواته، غير أنه بعد ٦ أشهر من الاتفاق يفاجأ الإبراهيمى بأن طلعت قد أنشأ شركة خاصة بمساعدة اثنين من العاملين معه في شركته وقاموا بتحويل الإعلانات من شركة الإبراهيمى إلى شركتهم الخاصة وقد حققوا من ورائه ربحا وصل إلى ١٥٠ مليون جنيه في ذلك الوقت، ليقرر الإبراهيمى أن يطرد الثلاثة من الشركة بعد كمية النصب التي تعرض لها منهم.
نفس الموضوع اتبعه طلعت مع محمود بركة الذي تعرف عليه منذ فترة طويلة وقتها كان وزير الإعلام ممدوح البلتاجى، وكان يرغب في تقديم برنامج جديد على شاشة التليفزيون المصرى يحاول من خلاله نقل نبض الشارع من خلال مجموعة من الإعلاميين الذين يتمتعون بقبول لدى الشارع وكانت فكرة «البيت بيتك» التي أنتجها محمود بركة، وقتها طلب طلعت من بركة أن يكون هو المسئول الحصرى عن جلب الإعلانات له، وبعد فترة طلب منه أن يقوموا بإنشاء شركة تحمل اسم «وان ستريت» دخل فيها محمود بركة ودينا كريم المنتجان للبرنامج، وبعدها بفترة حدثت المصادمة حيث طلب طلعت من بركة نصيبه كشريك في «البيت بيتك» وليس كجالب للإعلان، وهذا ما رفضه بركة، واختفى بعدها نتيجة مديونياته الكثيرة إلى لندن بعد أن تدخل نجيب ساويرس الأب الروحى له، وقام برفع اسمه من قوائم الممنوعين من السفر بعد أن وصلت مجموعة الديون عليه إلى ٢٩٠ مليون جنيه لصالح مؤسسة الأهرام واتحاد الإذاعة والتليفزيون، وقتها عارض طلعت في القضايا ولم يجد حلا سوى اللجوء إلى ساويرس الذي تكفل بسداد جزء كبير من مديونيته وساعده في الهروب إلى لندن بحجة مرضه وإجرائه لعملية جراحية هناك.
ومن ناحية أخرى سعى طلعت إلى العودة مرة أخرى للسيطرة على التليفزيون المصرى من جديد، وكان على وشك البدء إلا أن الأزمة المالية التي يعانيها حالت دون ذلك، روج طلعت بين قيادات ماسبيرو أنه يمتلك علاقات قوية بجهات سيادية تدعم عودته للتليفزيون، وادعى أنه على علاقة برئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وأنه وعده بإسقاط مديونياته، بهذه الكلمات حاول طلعت أن يؤثر على قيادات ماسبيرو من أجل السيطرة وفرض أجندته،
وبالفعل جهز لإطلاق أول برامجه بالتعاون مع التليفزيون المصرى برعاية وكالة «بروموميديا»، التي اتفقت على إنتاج البرنامج للإعلامي أسامة كمال، وتم الاتفاق بالفعل على الحصول على ستوديو (١)، مقابل ٦٠ مليون جنيه سنويًا.
إلا أن الأمور توقفت فجأة بعد صدام مع التليفزيون المصرى بسبب سطوه على برنامج «ماسبيرو» الذي كان ينتجه التليفزيون المصرى للفنان سمير صبري، وحصل طلعت عليه بطرق غير شرعية، واستغل تراث التليفزيون المصرى وعرض البرنامج على شاشته، وهو ما جعل عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون يلجأ للقضاء ضد قناة «ten»، لتتوقف جميع مشروعاته مع التليفزيون المصرى، وفى نفس الوقت نفى الأمير أن يكون قد جلس مع طلعت لسداد أو جدولة ديونه التي وصلت إلى ما يقارب ٥٠ مليون جنيه منذ أن عاد طلعت إلى القاهرة في ٢٠٠٧، وقال الأمير في تصريحات له إنه لم يجلس مع إيهاب طلعت، منذ أن عاد إلى القاهرة، ولم يوقع معه أي شيكات بقيمة الدين، وذكر أن هناك مبلغا آخر خاصًّا بالضرائب نظير قيام طلعت بعمل إعلانات وبرامج في ماسبيرو.
لا ينسى إيهاب طلعت من ساعده في حياته وأعطاه الأمل من جديد في العودة مرة أخرى إلى الحياة الإعلامية، يدين بالفضل إلى أقصى درجة إلى نجيب ساويرس، لذلك قام بعمل تحالف بينه وبين قنوات «أون تى في»، وهو التعاون الذي مكّنه من اقتحام سوق الإعلانات مرة أخرى، لتحقيق أطماعه القديمة في السيطرة على الإعلام الرسمى والخاص، حتى إن بعض العاملين في الوسط الإعلامي والدعاية والإعلان وصفوه بـالتابع الأمين لساويرس، ولذلك عاد إلى مصر، وعقد تحالفا إعلانيّا مع شبكة قنوات «الحياة» تحت ستار «بروموميديا»، وهو تحالف موازٍ للتحالف السياسي بين ساويرس والسيد البدوى، كما حصل طلعت على حق الرعاية الإعلانية لقناة «التحرير»، مقابل ذلك، طلب طلعت من مديرى القنوات التي يتولى رعايتها إعلانيّا فرض خرائط برامجية جديدة بالإضافة لقناة ساويرس «أون تى في»، إلا أنه لم يتمكن حتى الآن من تحقيق أي أرباح لها، بل زاد من أزماتها المالية وتسبب في رحيل عدد من نجوم الإعلام منها بسبب سياساته التي يسعى لفرضها على القنوات والإعلاميين، وتسببت هذه السياسات في فسخ تعاقد قنوات دريم مع وكالة «بروموميديا»، وكشف مقربون من طلعت أنه يعانى من أزمات كبيرة نظرا لعدم قدرته على السيطرة على السوق الإعلانية المصرية كما كان قبل هروبه من مصر، وهو ما أجبره على تأجيل خرائطه البرامجية؛ نظرا لانشغال ساويرس بالانتخابات البرلمانية وعدم قدرته على دعمه ماديّا في الوقت الحالى.
وكشفت مصادر خاصة لـ«البوابة» أن الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها طلعت بسبب صرف ملايين الجنيهات على الحملات الإعلامية لقناة «ten» جعلته غير قادر على سداد أجور العاملين معه، وهو ما أدى لانسحاب مجموعة كبيرة من العاملين بالقناة، وتهديد البعض الآخر بمقاضاته والتوقف عن العمل في حال عدم صرف مستحقاتهم، حتى إن العاملين بالقناة لم يحصلوا على أجورهم منذ شهر مارس الماضى.