السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حمدين العياط وعزل مرسي ليس الحل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشهد غريب، اشتراك الأعداء في حرب ومهام قتالية متشابهة وضد عدو واحد، لكنه قد يمهد لاحقًا، إما لمشروع سياسي وإما تقسيم البلاد وفق الواقع الجديد.
ونحن نقترب من الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة ٣٠ يونيو وهى الثورة الحقيقية في تاريخ مصر إلى جانب ثورات ١٩١٩ ويوليو ١٩٥٢ سوف يسارع البعض ومنهم حمدين صباحى ليطلق تصريحا جديدًا سوف يثير الجدل بلا شك وهو أن «عزل مرسي ليس هو الحل» على غرار تصريحه الأخير «إعدام مرسي ليس الحل» لأن حمدين صباحى يشعر بتأنيب الضمير على عزل مرسي بقرار من شعب مصر وأكثر من ٣٣ مليون مصرى ومصرية..
وبالتأكيد أنا وغيرى من المصريين الذين يعرفون حمدين صباحى جيدًا وعاصرته وشاهدته بنفسى تحت قبة مجلس الشعب على مدى ١٠ سنوات منذ عام ٢٠٠٠ حتى عام ٢٠١٠ لم يكن خلال تلك السنوات مقاتلا أو مناضلا سياسيا والموقف الوحيد هو معارضته للحرب ضد العراق ودفاعه عن صدام حسين، حيث ألقى القبض عليه ولكنه لم يتظاهر ضد مبارك والحزب الوطنى المنحل.. فحمدين صباحى سجلت له مضابط مجلس الشعب الكثير من الإشادات بمبارك ونظامه، وخاصة عندما تم تعديل الدستور لإقرار نظام انتخاب رئيس الجمهورية ووقف تحت القبة وفى صفوف المعارضة مشيدًا بمبارك وبالتعديل الديمقراطى الذي قرره مبارك، خاصة أن حمدين وباقى المعارضين لم يقدموا هم هذا التعديل وكان من ضمن صلاحياتهم البرلمانية والدستورية.. فحمدين صباحى الذي أبدى تعاطفا كبيرا مع المعزول الخائن الإرهابى الجاسوس محمد مرسي وبكى عليه بإعلانه أن الإعدام ليس الحل قد كشف عن حقيقة نواياه وتوجهاته وعلاقاته مع الإخوان خاصة بعد ٢٥ يناير والصفقات التي تمت خلال انتخابات الرئاسة ٢٠١٢، ووقوف مؤيديه وأنصاره مع المعزول مرسي وقتها وتحويل مقار الانتخابات الخاصة به كمقار للإخوان.
فمن حق حمدين صباحى المركز الثالث في انتخابات الرئاسة والمتفرغ حاليا للتصريحات العدائية ضد السيسى والتحريض عليه والتقليل من حجم إنجازاته أن يعلن في تصريح جديد أن عزل مرسي ليس الحل، كما أن «إعدام مرسي ليس الحل» لأنه يؤمن أشد الإيمان هو وتياره اللا شعبى أن جحيم وإرهاب الإخوان أفضل من جنة ونعيم السيسي.
من حق حمدين صباحى الذي يتباهى دوما بثورة ٢٥ يناير ويضع ٣٠ يونيو على هامش حديثه دائما أن يدعو إلى عودة مرسي وينضم للإخوان المطالبين بذلك، فربما يحقق ذلك جزءا من أحلامه التي ضاعت وتبددت بعد أن اختار شعب مصر عبدالفتاح السيسي رئيسا للبلاد وبدلا من مد الأيدي للتعاون معه أصبح لسانه ممدودا من المهندسين حتى شبرا لإطلاق التصريحات المتعاطفة مع الإخوان.. والغريب أن حمدين صباحى أصاب بفيروس التصريحات عددا من أنصاره ومنهم جورج إسحاق الذي ينتسب إلى عضوية المجلس القومى لحقوق الإنسان ليطلق هو الآخر نفس تصريح حمدين صباحى بأن «إعدام مرسي ليس الحل»، ولأن بهو فندق سميراميس الشاهد الحى على لقاءات جورج إسحاق مع الأمريكان دفعته إلى إطلاق هذا التصريح الحامض والمستنسخ.
وعلى رأى الفنان القدير أحمد بدير في مسرحية «ريا وسكينة» «كل شىء انكشف وبان» يا فرقة حمدين صباحى وموقفكم من ثورة ٣٠ يونيو بعد أن خاب ظنكم وضاعت أحلامكم لكى تعلنوا بكل وقاحة وليس صراحة تعاطفكم مع تجار الدين والدم والقتل والإرهاب وخونة الأوطان وتتعاطفوا معهم بلا حياء.. ولن نقول كما قال محمود الخضيرى المحبوس حاليا بتهمة تعذيب الأبرياء والمنتسب إلى القضاء المصرى الشامخ عندما قال تحت قبة مجلس الشعب وسجله في المضابط شاهدًا عليه أن عزل مبارك ليس الحل ولكن قتل مبارك كان هو الحل، فلن نقول إن عزل مرسي ليس الحل كما يقول حمدين صباحى وتابعه جورج إسحاق، ولكن سنقول إن إعدام مرسي بحكم القضاء هو الحل وهو القصاص رغم أنف حمدين صباحى.
إن حمدين صباحى الذي لم يتبرع يوما من أمواله لأى مشروعات قومية مصرية وآخرها صندوق «تحيا مصر» عليه أن يتبرع بعدد من التصريحات لصالح مصر وشعبها وثورة ٣٠ يونيو في ذكراها الثانية حتى تشفع له عند المصريين، واذا لم يفعل ذلك وأعلن أن «عزل مرسي ليس الحل» فهذا حقه لأنه أصبح حمدين العياط والباكى على حلفائه القدامى وانتخابات برلمان الإخوان يشهد على ذلك ومصر باقية ومنتصرة رغم أنف مرسي المعزول وحمدين العياط.