الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

هوامش على معركة التسريبات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


كنت أتوقع مثل هذه الضجة التى صاحبت الموسم الثانى من عرض حلقات برنامجى «الصندوق الأسود» المذاع على فضائية العاصمة.
بل كنت أعلم أنها ستكون الأصخب على الإطلاق، لتعلق الحلقات الجديدة برجال أعمال وساسة نافذين، يملكون من الأموال والنفوذ ووسائل الإعلام ما يمكنهم من شن هجوم واسع على شخصى المتواضع وعلى البرنامج.
 لكن ما لم أكن أتوقعه، أن يأتى الهجوم من إعلاميين أسهموا فى إسقاط الإخوان فى 30 يونيو، خاصة أنهم المقصودون بمؤامرة حصار الإعلام المقاوم فى مصر فى الفترة القادمة، أو بتعبير أحد أهم مقدمى البرامج على الساحة الآن، سيتم «تزهيقهم» كى يرحلوا لصالح إحلال إعلام بديل عنهم يقدم التسلية ويلهى المواطنين، فى إطار رؤية تسعى الى الانتقام من المربع الذى صنع 30 يونيو، الجيش والقضاء والشرطة والإعلام، بداية من الحلقة الأضعف، من جهة المقاومة، والأقوى من ناحية التأثير فى إسقاط أى نظام، وهو الإعلام.
ما كنت أتوقعه، ولم يحدث، أن يفطن إعلاميو 30 يونيو للمؤامرة التى تحاك ضدهم، من قبل رجال أعمال يحاولون السيطرة على السوق الإعلانى، وتعديل خريطة الإعلام المصرى، من جهة، ليصبح إعلام تسلية فقط، فى الوقت نفسه يتم تحميل إعلام وإعلاميى 30 يونيو المسئولية الكاملة عن إحباط الناس ودفعهم إلى اليأس وتسويد الصورة ليتم التخلص من هذا النوع من الإعلام الواعى والمقاوم، حتى إذا اكتملت جوانب المؤامرة التى يجرى العمل عليها على قدم وساق، لم يوجد فى مصر إعلام يحفز الناس على المقاومة، كما حدث بعدما اعتلى الإخوان كرسى الحكم فى مصر. هذه هى خطتهم باختصار التى يسهم فى إتمامها ونجاحها ووصولها إلى أهدافها رجال أعمال بعينهم، معروفون بالاسم، تعرفهم أجهزة المعلومات ومؤسسات الحكم فى البلاد، وترصد تحركاتهم بدقة، لكنها لا تستطيع فى ذات الوقت الإعلان عن كل ذلك، لعدم وجود ظروف مواتية لمثل تلك المواجهات، لذلك كان اعتقادى أن المساندة ستأتى من هؤلاء الشركاء من الإعلاميين، لا أن تأتى الطعان والسهام وعبارات التحريض منهم.
الهامش الثانى: يتعلق حقيقة بموقف الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى قدم نموذجا نهديه إلى كل من يدّعي الليبرالية والديمقراطية، ويدعو إلى الفصل بين السلطات وحرية الرأى والتعبير، ولكنهم فى الوقت نفسه وعند أول اختبار يحرضون الدولة على الإعلام، لقد كان موقف الرئيس «ذو الخلفية العسكرية» رائعا عندما أكد لكل من طلبوا منه التدخل لوقف إذاعة حلقات البرنامج، أنه لن يتدخل فى شئون الإعلام، لقد أعطى الرئيس النموذج والمثل، فهناك نيابة عامة وقضاء يستطيع أى متضرر من تلك التسريبات أن يذهب ليقدم بلاغا إليه فتحققه الجهات المسئولة بالطرق المتعارف عليها قانونا، وتتصرف فيه وفقا للأوراق والمستندات والأدلة والقرائن المقدمة من الجانبين، أما أن تتدخل الجهة التنفيذية فى العمل الإعلامى بالوقف أو الحذف أو المنع، فهذا عار يطال من طالبوا به ومن عضدوه إلى يوم يرث الله الأرض ومن عليها، خاصة أولئك الذين تشدقوا كثيرا بقيم الليبرالية حتى إذا وضعوا أمام اختبارها رسبوا فى الامتحان.
الهامش الثالث: حول موقف الناس العاديين وأهالى شهداء الجيش والشرطة والقضاء، وضحايا العمليات الإرهابية، الذين أمطرونى بآلاف الرسائل على مكتبى وعلى صفحتى على الـ"فيس بوك"، ومن خلال الـ"واتس آب"، وكل وسائل الاتصال المتاحة، يباركون فيها ما أفعل ويحثوننى على المضى قدما فى كشف كل من خان ومن باع ومن قبض لتصبح مصر أشلاء، وأنا أعاهدهم، كما قلت لهم ردا على رسائلهم، أننا على الدرب سائرون، معا، لتحقيق النصر، وجلب حق الشهداء، واستيلاد مصر جديدة خالية من هذه الطغمة العفنة من الساسة ورجال الأعمال الذين أكلوا خير هذا البلد وأثروا على حساب فقرائه، حتى إذا حانت لحظة رد الجميل تقاعسوا جميعا وتركوا الرئيس وحيدا يواجه كتلة من المشكلات المعقدة دونما أن يمدوا يدا للمساعدة.
الهامش الأخير: حول موقف أسرتى وأسرة تحرير البرنامج وأصدقائى المقربين الذين احتملوا ما لا يحتمله بشر من ضغط عصبى، ووقفوا خلفى وبجانبى داعمين ومشجعين، لم يتزعزع إيمانهم لحظة واحدة بما أقوم به، ويعاونونى عليه.. إليهم جميعا أتقدم بكل معانى الحب والتقدير واعدا إياهم باستكمال الطريق، طريق كشف الحقيقة إلى أن يأذن الله بأمر كان مقدورًا.