الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

فتنة التكفير تضرب الجماعات الإرهابية و"تخوّف" من تحولها لنزاع مسلح

بعد تكفير شاب مصرى لقيادات تنظيم القاعدة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


يبدو أن سلاح التكفير الذي طالما استخدمته التنظيمات الإرهابية ضد خصومها ارتد إلى صدورهم، وأصبح الإرهابيون يكفرون بعضهم بعضًا في فتنة تنذر بخلخلة قواعد التنظيمات الإرهابية، وقد تتطور إذا استشرت إلى حرب بين هذه الجماعات وبعضها البعض.
انقلب السحر على الساحر هذا ما حدث داخل الجماعات الجهادية والتكفيرية التي صارت تكفر بعضها بعد أن كانت تكفر المدنيين وأنصار الديمقراطية، وها هي الآن وقعت في شر أعمالها، الأزمة بدأت بسبب أحد الشباب المصريين المتواجدين في سوريا وشهرته أبو توبة المسلم وكان ينخرط في صفوف جبهة النصرة، قام أبو توبة بتكفير بعض قيادات القاعدة ومنهم الشيخ أبو يحيى الليبى من قيادات تنظيم القاعدة الذي ولد عام ١٩٦٣ وأسرته القوات الأمريكية عام ٢٠٠٥ لكنه هرب برفقة ثلاثة من زملائه وأحرج النظام الأمريكى، وبعدها ظهر في عدة أشرطة فيديو، وروج لفكر الجهاد، وهذا الشيخ عرف وسط الجهاديين بأنه شاعر وخطيب ماهر ويحمل شهادة علمية في الكيمياء وكان من أشد منتقدى الجيش الباكستانى معتبرا أن عناصره عملاء يتقاضون أجورا من الولايات المتحدة.
لكن قطار التكفير عند أبو توبة لم يتوقف عند الأحياء بل انتقل إلى الأموات أيضا فقام بتكفير عطية الليبى الذي ولد في مصراتة وذهب إلى أفغانستان عام ١٩٨٨ وانضم لتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وشارك معه في بعض العمليات الكبرى في أفغانستان، وكان متخصصا في المتفجرات وأصبح الرجل الثانى في تنظيم القاعدة بعد مقتل بن لادن، وقتل جراء صاروخ أطلق من طائرة بدون طيار وعمره ٤٣ عاما.
انقلبت الدنيا ولم تقعد بعد تكفير الشاب المصرى لقيادات القاعدة وها هو مهدد بالمسألة أمام قيادات التنظيم وتخلى عنه أقرب أصدقائه وهو مصرى أيضا وشهرته أبو سياف المصرى، خوفا على حياته، أبو سياف الذي هاجر من مصر إلى سوريا وعاش مع أبو توبة ظل يدافع عن صديقه في بداية الأمر لكن عندما تلقى هجوما حادا من الإرهابيين في تنظيم داعش تخلى عن صديقه خوفًا من قتله، وقال إنه متبرأ من قول صديقه أبو توبة المسلم ومعتقداته، واعترف أنه دافع عنه كثيرًا لكن هذه المرة لن يقف بجانبه، واعترف على صديقه بأنه سب الشيخ عطية الليبى والشيخ أبو يحيى الليبى، ولم يكتف بذلك بل قام بنشر أحد محادثات زملائه الأنصار مع صديقه أبو توبة وهو يكفر قيادات تنظيم القاعدة وقام بتوجيه اعتذاره لبعض الجهاديين الذين وقعوا معه في مشاكل بسبب لسان صديقه.
الإرهابى الملقب بـ«المارشال جحا» كان أول من فتح النار على أبو توبة، وجحا هو صديق أبوبكر المهاجر الذي شارك في تفجير قسم ثالت العريش، وقال لأصدقائه: اعلموا أن أبو توبة المسلم ضال ومنحرف العقيدة لأنه كفر رخوتنا ويدعى أنه من جنود دولة الإسلام، وقال المارشال إن هذه انتكاسة وتم تحرير شكوى ورفعها إلى القادة والأمراء حتى يعلموا بخبره وتوعد بعدم تركه ومن على شاكلته إلا أن يتوبوا أو يقتلوا.
وردا على كلام المارشال قال أحد الإرهابيين واسمه «نور الدين محمود» إنه يجب التنبيه على الإخوة في الدولة لأن هناك من يشوههم وينفر الناس منهم حتى يتخذوا التدابير بينما طالب الإرهابى «عبقرينو أبوعمر» أبا بكر البغدادى أمير تنظيم داعش بتعيين قاضى شرعى يفصل بين أنصار الدولة وذلك منعا للفتن التي تحدث بين الأنصار والمهاجرين.
وقام الإرهابى «أحمد أبو نوح» بمطالبة الجهاديين بالتعامل مع أبو توبة المسلم كأنه من جنود الخلافة حتى يثبت العكس، وفى حالة ذلك يتعرض للمحكمة، وأضاف أنه لا يحق له أن يكفر قيادات تنظيم القاعدة وليس معه حجة شرعية للقيام بذلك.
على الجانب الآخر كان هناك من يدافع عن أبو توبة المسلم وهو شخص مصرى شهرته «كلاشن مصري» وقال إنه عرف أبو توبة في مصر قبل أن يهاجر إلى أرض الخلافة وما رأه منه ما هو إلا منهج الدولة الواضح من تكفير لكل كلب يلهث خلف الديمقراطية والكرسي، وقد كفر مرسي وأبو إسماعيل وغيرهما من الداعين إلى صناديق الانتخابات، كما أن أبو توبة هاجر لدولة الإسلام واجتاز «الدورة الشرعية» هناك، وقد زكى أبو توبة أكثر من أخ في أرض الخلافة من أصحاب المنهج الشرعى وليس منهج القلوب والعواطف والتحزب.
وهاجم كلاشن المصرى الإرهابى المارشال جحا وقال عنه كذاب وضال ومنحرف العقيدة، لأنه يكفر المسلمين حينما شاء ويحرم التكفير على الآخرين أصحاب العلم والعقول، وقال له: أيعقل أن نصدقك أنت يا من تنهش عرض إخواننا المجاهدين ونكذبهم هم!، وقال: اللهم اخرس لسانه وألجمه بالحق وافضحه على الملأ اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل، فرد عليه الإرهابى أبو ماريا الكنانى قائلا إن أبو توبة يحمل في صدره العلم ما لا يعلمه الكثير، وادعى أنه يشهد له بذلك، وقال أيضا «أبو عبد الرحمن الأندلسي» إن أبو توبة المسلم سيظل دينه في عنقه أبد الدهر وأكد أنه مدين له بحياته لأن الله جعل أبو توبة سببا في تعليمه عقيدة التوحيد بعد أن كان غارقا في الديمقراطية الكافرة وموالاة الخوارج والمرتدين.
النسخة الورقية