الحب هو أسمى المشاعر وأرق الأحاسيس التي نعرفها وأحيانا يصل هذا الحب إلى العشق، لكن العشق يختلف من شخص لآخر، وقد يثير الريبة أن اختلط الحب والعشق بالنفاق، وهو أكثر أنواع النفاق شيوعا، والمنافقون في دولة العشق ما أكثرهم، ولكن أشدهم خطورة هم الذين يلجئون للنفاق في الحب بزعم نصرة الدين.
ادعوا زورًا بأنهم إسلاميون محافظون، فإن الكثيرين منهم ينفقون قسما كبيرا من مرتباتهم على النساء، وليس غريبا أن يلجأ هذا التنظيم إلى تحفيز عناصره بإقامة علاقات جنسية مع الفتيات والزواج منهن واستخدام الإيحاءات الجنسية معهن، وهذا لرفع معنوياتهم ولتنفيذ عمليات انتحارية فيما يعرف بالعمليات الانغماسية.
المشكلة أن أغلب الأشخاص الذين يرتدون ثوب الدولة الإسلامية ويطلقون على أنفسهم مجاهدين في الحقيقة هم يبحثون عن متع الدنيا قبل الآخرة وذلك بأى طريقة وأى ثمن سواء كان زواجا سريا من فتيات مناصرات للتنظيم الدولة أو الدخول معهن في علاقة، حتى إن كانت غير شرعية.
العشق عند الإرهابيين له معانى كثيرة لا نعرفها، وقد حرموا الحب علينا وحللوه لأنفسهم، وهم يعشقون النقاب وله مذاق خاص وإغراء في أعينهم، والمثير أن هناك منتقبات كثيرات يتعرضن للمغازلة والتحرش الجنسى من هؤلاء الإرهابيين الذين لم يختلفوا عن باقى الرجال الشهوانيين، والمعروف أنه في أي مكان وزمان لا يجتمع رجل وامرأة أبدا إلا وكان الشيطان ثالثهما.
من داخل حساب إحدى فتيات داعش بالفيس بوك التي ترتدى النقاب ولا يظهر منها شيء سوى ملابسها السوداء، ودون ذكر اسمها، انهالت عليها تعليقات الإعجاب والمغازلات المتنوعة من أنصار تنظيم الدولة الإرهابية، ومنهم من قال عنها قمر ١٤ وهذا لأنها تخفى وجهها، والغريب في ذلك أن هناك من عرض عليها الزواج دون أن يعرفها ويتسابق الإرهابيون في جذب هذه الفتاة والحديث معها، ومنهم من قال لها إنه يبحث عن عروس في أرض الخلافة حتى تسليه، وهناك آخرون يتحدثون بسوء عن زوجاتهم حتى يكتسبوا قلب المرأة المنتقبة ومن أجل إقناعها أنهم في حاجة إليها ولا غنى عنها.
أحمد توفيق، من محافظة الإسكندرية، ومواليد عام ٧٢ من أنصار جماعة الجهاد، متزوج ويبحث عن زوجة أخرى على حد قوله، ويرغب أن تكون منتقبة ولا يراها أحد، غيره لذلك حاول عن طريق الفيس بوك اصطياد الفتيات المنتقبات اللواتى يحاول أن يضيفهن باستمرار ويقنعهن أن هذه العلاقة إرضاء لله سبحانه وتعالى، وعندما عبرت الفتاة المنتقبة عن قلقها من أن يكون تابعًا لأمن الدولة أقسم لها الرجل أنه ليس لديه صلة بهذه الأجهزة واعترف لها بحبه للمنتقبات وتمنيه أن يتزوج واحدة منهن بأى طريقة.
أما عبدالهادى زيتون، ٢٨ سنة، من سوريا فحاول أن يجر الفتاة المنتقبة للزواج بأكثر من طريقة وعرض عليها أن تقيم معه لنصرة الدين لأنه في حاجة إلى زوجة إن أطال الله في عمره، وإذا توفاه الله فيكون لها الأجر والثواب الكبير في الدنيا قبل الآخرة، وحاول أن يقنعها بشتى الطرق وقال لها إن لا فتاة في العالم كله استطاعت أن تملأ عينيه غيرها، وأرسل لها صورة يحمل فيها السلاح متباهيا بذلك وطلب منها أن تفعل أي شيء من أجل قضاء ما تبقى من عمره معها.
أبوعبدالله الناصرى من أنصار رابعة العدوية ومواليد عام ١٩٨١ ويناصر الجماعات الجهادية وهو محرض بالفيس بوك ضد النظام في مصر، ويرغب أيضا في دخول علاقة غير شرعية مع نفس الفتاة المنتقبة ويرى أن النقاب زينة والرجل لم يرها مطلقا بالنقاب إلا على النت ومع ذلك حاول الارتباط بها والتقرب منها لمجرد ارتدائها النقاب وعدم ظهور ملامحها.
عبدالرحمن الباكستانى، ٣٤ سنة، حاول أن يثير اهتمام الفتاة ويرسل لها صورة، وحاول إغراءها بعضلاته وقال لها إن زوجته لم تستطع القيام بحاجته معها لأنها تسير على الأمور التقليدية لكنه يتمنى أكثر من ذلك، وصارح عبدالرحمن الفتاة الداعشية بأنه يرغب في الزواج منها وعندما رفضت الفتاة طلب منها أن يظل صديقا معها ويتشاور معها في أموره السرية لأنه لا يثق إلا فيها ويحتاج لعقل فتاة داعشية تنصحه ويستشيرها، وقال لها هذا الكلام حتى لا يفقدها، وما زال يخطط لمسألة الارتباط بها لكن بشكل آخر.
وهناك حساب آخر باسم «مسافر الجنة» لشخص باكستانى حاول هو الآخر الدخول في علاقة مع هذه الفتاة ولكن بطريقة مختلفة حيث أرسل لها مجموعة فيديوهات له ضمن تنظيم داعش وهو يقوم بإطلاق صواريخ في العراق حتى تعرف الفتاة أنه شخص مهم وسط هذا التنظيم بالدرجة التي جعلته يصيب الآخرين في المعارك التي يخوضونها، وبعد ذلك حاول التعرف عليها والتطرق إلى أحاديث الزواج أيضا.
من ناحية أخرى انتشرت فضيحة بين الإرهابيين بعد اختراق حساب أحدهم ويدعى «الموحد»، وهو أحد المقاتلين في سوريا وتمت سرقة صوره من هاتفه وهو يقبل عشيقته السورية التي وعدها بالزواج ونشرت هذه الصور بحسابه الشخصى بالفيس بوك دون علم منه ليرى فضائحه باقى زملائه الإرهابيين.
هذا فقط ما نراه يحدث مع إحدى الفتيات المنتقبات فما بالنا بالفتيات الأخريات اللاتى يتعرضن لأكثر من هذا، وما نعتبره جريمة بحق المرأة حيث يستخدمون معها غطاء أوامر الإسلام وأحكامه، وما يستند إليه من أدلة وبراهين لشرعنة أفعالهم، رغم مخالفتها لأبسط قواعد الإسلام وهذا ما نراه من الذين يدعون أنهم من يقيمون دين الله في الأرض، يمتهنون المرأة ويستغلونها أبشع استغلال لتحقيق مآرب وأهداف دونية، لا تمت للإسلام بأدنى صلة.
النسخة الورقية
ملفات خاصة
"الحسناء المنتقبة" تثير خيال الدواعش ويدعونها لعلاقات "محرمة"
العشق الممنوع فى أرض "الخلافة"..
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق