الإرهابى إنسان، والمجرم إنسان، والقاتل إنسان ومَن لا يعترف لهؤلاء بالإنسانية يقطع كل وشائج السمو الأخلاقى.. حتى الأشرار في الأصل بشر يحملون بصيص خير وقليل محبة.. لذا فأنا واحد من الذين يعترفون بحقوق المجرم في محاكمة عادلة وحق الإرهابى في الخضوع للقانون.
من هُنا أتصور ما جرى مع الإرهابى المُقدس أسامة بن لادن من قبل دولة القيم والمبادئ الخالدة انتهاكا واضحا لحق الإنسان أيا كانت التهمة الموجهة له في الخضوع للمحاكمة، وسحل علنى للأخلاقيات المعلنة التي ترد في خطابات كل الساسة الأمريكيين ليل نهار، وسحق غير مُبرر لمبادئ الشرف والنزاهة والنبل.
لم يُقتل بن لادن في معركة بين أمنيين وإرهابيين مسلحين.. لم يُطلق عليه الرصاص فارا من مطارديه، ولم يكن أمام قناصيه أي مناص من قتله.. كان الرجل أعزل، رهينا، واهنا، يحمل نظرة ذُعر، ويطلق رعشة عبث.. والكلام ليس لى، فما أنا إلا ناقل فما كشفه الكاتب الأمريكى سيمور هيرش في تحقيق استقصائى حول كيفية قتل بن لادن يثير الاشمئزاز والغثيان في عدالة زائفة واحتراف للكذب عند وكالة الاستخبارات الأمريكية..
لقد التقى «هيرش» الحاصل على جائزة «بوليترز» في الكتابة عشرات الشهود ليكشف بدون شك أن بن لادن كان مُعتقلا من جانب المخابرات الباكستانية منذ عام ٢٠٠٦، وظل قابعا في أحد المقار السرية الخاصة بالمخابرات حتى عام ٢٠١١ عندما باعه أحد المباحثيين الباكستانيين مقابل ٢٥ مليون دولار.. دخل رجال المارينز الأمريكيون بُخطى ثابتة نحو مضجع الرجل المطلوب، ودون أي محاولة للقبض عليه أصابه القناصة برصاصات عديدة في رأسه، بعد ذلك جروه خارج البيت، ليوضع في كيس للجثث ثم يُلقى به فوق جبال هوندوكوش.
وكشف «هيرش» أحد الكُتاب المخضرمين أن رواية قتله وهو يحاول الوصول إلى بندقيته كذبة كبرى، وأنه لم يتم إلقاء جثمانه في البحر كما زعم البيان الرسمى وإنما ألقى من الطائرة.
واللطيف في الأمر أن «هيرش» دعا إلى إغلاق قناتى «السى إن إن» و«الحرة» لأنه ليس لدى إحداهما صحفيون تهمهم الحقيقة، وإنما كُل مهامهم الترويج لما تقوله الإدارة الأمريكية دون أي محاولة للتحقق.
واللافت للنظر أن أمريكا انفردت بقصة مقتل بن لادن ولم تتلق إدانة واحدة عن خرق صريح لقيمها بشأن حق الإنسان في الخضوع للمحاكمة.. في الوقت ذاته فإن تنفيذ أحكام بالإعدام في إرهابيين خضعوا لمحاكمات حقيقية في بلد مثل مصر يُعرض باعتباره دليل إفراط في القسوة وانتهاكا لحقوق الإنسان.
لقد فاتنا مثلما يفوتنا دائما أن نعترض على قصة مقتل بن لادن باعتبارها عملا بربريا وهمجيا، بغض النظر عن موقفنا الواضح من الرجل نفسه.. ومثلما يفوت أنظمتنا ونخبنا وساساتنا ومثقفينا قراءة الآخر، فإننا لا نمتلك أي رشد في الرد على اتهامات الآخرين.. والله أعلم.
من هُنا أتصور ما جرى مع الإرهابى المُقدس أسامة بن لادن من قبل دولة القيم والمبادئ الخالدة انتهاكا واضحا لحق الإنسان أيا كانت التهمة الموجهة له في الخضوع للمحاكمة، وسحل علنى للأخلاقيات المعلنة التي ترد في خطابات كل الساسة الأمريكيين ليل نهار، وسحق غير مُبرر لمبادئ الشرف والنزاهة والنبل.
لم يُقتل بن لادن في معركة بين أمنيين وإرهابيين مسلحين.. لم يُطلق عليه الرصاص فارا من مطارديه، ولم يكن أمام قناصيه أي مناص من قتله.. كان الرجل أعزل، رهينا، واهنا، يحمل نظرة ذُعر، ويطلق رعشة عبث.. والكلام ليس لى، فما أنا إلا ناقل فما كشفه الكاتب الأمريكى سيمور هيرش في تحقيق استقصائى حول كيفية قتل بن لادن يثير الاشمئزاز والغثيان في عدالة زائفة واحتراف للكذب عند وكالة الاستخبارات الأمريكية..
لقد التقى «هيرش» الحاصل على جائزة «بوليترز» في الكتابة عشرات الشهود ليكشف بدون شك أن بن لادن كان مُعتقلا من جانب المخابرات الباكستانية منذ عام ٢٠٠٦، وظل قابعا في أحد المقار السرية الخاصة بالمخابرات حتى عام ٢٠١١ عندما باعه أحد المباحثيين الباكستانيين مقابل ٢٥ مليون دولار.. دخل رجال المارينز الأمريكيون بُخطى ثابتة نحو مضجع الرجل المطلوب، ودون أي محاولة للقبض عليه أصابه القناصة برصاصات عديدة في رأسه، بعد ذلك جروه خارج البيت، ليوضع في كيس للجثث ثم يُلقى به فوق جبال هوندوكوش.
وكشف «هيرش» أحد الكُتاب المخضرمين أن رواية قتله وهو يحاول الوصول إلى بندقيته كذبة كبرى، وأنه لم يتم إلقاء جثمانه في البحر كما زعم البيان الرسمى وإنما ألقى من الطائرة.
واللطيف في الأمر أن «هيرش» دعا إلى إغلاق قناتى «السى إن إن» و«الحرة» لأنه ليس لدى إحداهما صحفيون تهمهم الحقيقة، وإنما كُل مهامهم الترويج لما تقوله الإدارة الأمريكية دون أي محاولة للتحقق.
واللافت للنظر أن أمريكا انفردت بقصة مقتل بن لادن ولم تتلق إدانة واحدة عن خرق صريح لقيمها بشأن حق الإنسان في الخضوع للمحاكمة.. في الوقت ذاته فإن تنفيذ أحكام بالإعدام في إرهابيين خضعوا لمحاكمات حقيقية في بلد مثل مصر يُعرض باعتباره دليل إفراط في القسوة وانتهاكا لحقوق الإنسان.
لقد فاتنا مثلما يفوتنا دائما أن نعترض على قصة مقتل بن لادن باعتبارها عملا بربريا وهمجيا، بغض النظر عن موقفنا الواضح من الرجل نفسه.. ومثلما يفوت أنظمتنا ونخبنا وساساتنا ومثقفينا قراءة الآخر، فإننا لا نمتلك أي رشد في الرد على اتهامات الآخرين.. والله أعلم.