الأربعاء 02 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

غدًا.. الأسبان ينتخبون 8116 مجلسًا محليًا و15 "إقليميًا"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يتوجه الناخبون الأسبان، غدا الأحد، إلى مراكز الاقتراع، لانتخاب 8116 مجلسا محليا و15 مجلسا إقليميا، من أصل 19، في انتخابات تعد بمثابة بروفة للقوى السياسية الأسبانية قبل إجراء الانتخابات العامة المقررة في نوفمبر القادم.
وقلما تحظى الانتخابات المحلية والإقليمية عامة، وفى إسبانيا خاصة، بالاهتمام والإثارة التي تشهدهما الآن، حيث اهتز عرش الحزبين الكبيرين في إسبانيا، الحزب الشعبى اليمينى والحزب الاشتراكى، اللذان تداولا السلطة فيما بينهما منذ رحيل الديكتاتور فرانكو وتطبيق الديمقراطية في عام 1975.
وتتمثل أهمية هذه الانتخابات في أنها ستكون رسالة من الناخب الأسبانى للساسة في هذا البلد الذي يحاول الخروج من آثار الأزمة الاقتصادية التي ضربته جراء أزمة الرهون العقارية التي اجتاحت الاقتصاد العالمى عام 2008، حيث سيكون التصويت بمثابة تعبير عن مدى رضاء الأسبان عن أداء الحكومة اليمينية الحالية بقيادة ماريانو راخوى.، رئيس الحزب الشعبى، الذي يعتمد على التحسن الذي تشهده المؤشرات الاقتصادية منذ الربع الأخير من العام الماضى، إلا أنه حتى الآن فشل في خفض نسبة البطالة التي تصل إلى 23%.
في الوقت ذاته، وكما جرت العادة خلال الأربعين عاما الماضية، يعرض الحزب الاشتراكى نفسه على أنه البديل الأمثل والأكفأ لتولى دفة الأمور في البلاد، في إطار التقليد السياسي الأسبانى بتبادل المراكز بين الحزبين.
إلا أن الأمور لم تعد كما كانت خلال السنوات الماضية، فلقد نشأ حزب جديد يدعى "بوديموس"، والذي يعنى بالأسبانية "نستطيع"، في إشارة إلى إمكانية التغيير، والذي عن حركة "الغاضبون" التي احتلت كبريات ميادين إسبانيا في عام 2011.
وخلال عام من تأسيسه على يد أستاذ العلوم السياسية بجامعة مدريد، بابلو اجليسياس، البالغ 36 عاما، استطاع هذا الحزب، الذي ينتمى لليسار الراديكالى، التأثير في الشارع الأسبانى بصورة غير مسبوقة، حيث أظهرت استطلاعات الرأى التي جرت منذ تأسيسه تفوقه على الحزبين القديمين في البلاد.
واستطاع "بوديموس" إثبات وجوده خلال الانتخابات المحلية التي جرت في إقليم "اندلوسيا"، أكثر أقاليم إسبانيا تعدادا للسكان ومعقل الحزب الاشتراكى، حيث استطاع الحزب الفوز بثقة 8ر14% من الناخبين، مما يعنى 15 مقعدا من أصل 105 مقاعد في برلمان أندلوسيا، خلف الحزب الاشتراكى الأسبانى، الذي يتولى السلطة في الإقليم من عام 1982، الذي حصل على 5ر35% من الأصوات (47 مقعدا) والحزب الشعبى الحاكم في إسبانيا (7ر26% من الأصوات و33 مقعد).
وتظهر نتائج الانتخابات تراجع قوة الحزب الاشتراكى في الإقليم الذي يعد معقله التاريخى، حيث انخفضت نسبة مؤيدى الحزب بأربعة نقاط كاملة مقارنة بانتخابات 2012، فيما تدهورت شعبية الحزب الشعبى، الذي هبطت نسبة مؤيديه ب 14 نقطة وفقد 17 مقعدا في البرلمان مقارنة بعام 2012.
وحقق "بوديموس" هذه النتيجة النتيجة على الرغم من حملة "تشويه السمعة" التي تعرض لها الرجل الثانى في الحزب، خوان كارلوس مونيديرو، تتعلق بحسابات خاصة بشركاته التي تقدم خدمات استشارية في بوليفيا وفنزويلا ونيكاراجوا والإكوادور.
وبالرغم من عدم اقتناع الناخب الأسبانى بهذه الاتهامات، إلا أن مونيديرو آثر الاستقالة من الحزب حتى لا يبعده عن الضغوط، وإذا كان اليسار الأسبانى قد وجد بديلا للحزب الاشتراكي متمثلا في "بوديموس"، فالأمر لا يختلف في المعسكر اليمينى.
فمنذ يناير الماضى، تشهد الساحة السياسية الأسبانية صعودا متناميا في شعبية حزب "سويدادانوس"، والذي يعنى بالأسبانية "المواطنون"، الذي تأسس في إقليم كتالونيا في عام 2006 كحزب صغير معارض لاستقلال الإقليم، على يد المحامى، البير ريفييرا، البالغ 35 عاما.
ومع بداية العام الجارى، قرر الحزب الخروج من إطاره الإقليمى إلى الشارع الأسبانى، ونجح في تحقيق نجاحات لا بأس بها، حيث فاز في الانتخابات المحلية بإقليم اندلوسيا بنسبة 3ر9% من الأصوات، أي 9 مقاعد.
ووفقا لآخر استطلاعات الرأى، فإن القوى السياسية القديمة، بقيادة الحزب اليمينى الحاكم والحزب الاشتراكى، ستحصل على 47% فقط من أصوات الناخبين، مقابل 80% في الانتخابات التي جرت عام 2011، فيما سيحصل "بوديموس" على 18% من الأصوات، وسيجنى "سويدادانوس" نحو 15% من الأصوات، مما يعنى أنهما سيكونان ذا ثقل كبيير.
وإذا ما تأكدت هذه النتائج، فإن نظام الثنائية الحزبية، الذي سيطر على الحياة السياسية في إسبانيا طوال الأربعين عاما الماضية، سيكون قد ولى إلى غير رجعة.