نواصل نشر جزء من الفصل الثانى عشر من كتاب «الاحتلال المدنى» أسرار ٢٥ يناير والمارينز الأمريكى، للكاتب والباحث عمرو عمار، حيث يتحدث في هذا الفصل تحت عنوان: «الإعلام رهينة في قبضة الولايات المتحدة الأمريكية»، حيث يتحدث في هذا الفصل عن دور الولايات المتحدة السافر في الإعلام المصرى والصحافة المصرية، يقول الكاتب والباحث عمرو عمار:
< وفى سياق المطلب الأمريكى لخصخصة الصحف القومية كتب مهدى مصطفى مدير تحرير مجلة «الأهرام العربى» في عدد ٣٠/١/٢٠١٢ وتحت عنوان «درويش خصخصة الصحافة»، في إشارة إلى الدكتور عبدالمنعم سعيد، باحث ليبرالى لا يخفى تصوراته السياسية واعتقاداته الإصلاحية، ولا دفاعه عن أصحاب الثروة، ودعوته إلى تكوين لوبى للدفاع عن تراكم الثورة، وقد حظى برئاسة مجلس إدارة الأهرام، وأعرق المؤسسات الصحفية في الشرق الأوسط، وخرج بعد زلزال يناير ٢٠١١ مع الخارجين من لجنة سياسات الحزب الوطنى الذاهب إلى غياهب التاريخ، حيث يعلق مهدى مصطفى في المقال على برقيات ويكيليكس المشار إليها سابقا قائلا: نظن وبعض الظن إثم، أن بيع أصول الشعب، وهى ليست أي أصول هذه المرة، بل هي تاريخ أمة وديوان الحياة فيها، لجماعة أو تيار سياسي أو لوبى اقتصادى جريمة لا تغتفر، وقد تردد في منتصف العقد الماضى أن بيع الصحافة القومية وعلى رأسها الأهرام، كان قاب قوسين أو أدنى، لولا التدخل من قوى وطنية في الوقت المناسب، فهل صحيح أن وسيطا مصريا يعمل لدى أمراء الخليج كان طامحا أن يختطفها لهم؟! وهل صحيح أن وزيرا مهما في حكومة نظيف هرب خارج البلاد بعد يناير أراد أن يبيعها لأقاربه؟! وهل صحيح أن «لوبى» جديدا خاصا صدر منذ سنوات كان طامحا في الفوز بها؟! لا ندرى، ولكن طرح المسألة بإلحاح هذه المرة يؤكد أننا نشم رائحة عطن في الدنمارك على «غرار مقولة شكسبير».
< ويرى مهدى مصطفى في كتاب المفكر الراحل الكبير محمد سيد أحمد «بعد أن تسكت المدافع»، إشارة إلى البدء لتغيير المسار، حيث اعتبره بعض الباحثين الطريق إلى السلام على الطريقة الإسرائيلية، حيث بدأ التطبيع، وأصبح هو طريق الحرير إلى مراكز واشنطن ونيويورك، المراكز التي تناسله كالفطر، هذه المراكز صارت دينا في وسائل الإعلام المحلية والدولية، وكل من يتشدق بكلمتين محفوظتين يصبح باحثا مرموقا!
< ويقول مهدى مصطفى: مع مرور الوقت تحول هؤلاء إلى أيقونة نخبوية، أموال وشهرة وثروة وسلام وعبور للقارات، تكديس مصطلحات، باتوا مستشارين لسياسيين واقتصاديين ورجال مال، نسى هؤلاء «العدو» وتناسوا أن دورهم تعريف الرأى العام لما يحدث حولنا، وصولا إلى تثقيف السلطة الحاكمة لاتخاذ قرار سليم، ولكن هذا لا يحدث قط الآن.
< وفى عدد مجلة «الأهرام العربى» بتاريخ ١٤/١٠/٢٠١٣ تحت عنوان «مصر محتلة ولا تزال» كتب مهدى مصطفى: في عام ٢٠١١ كتبت مقالا في هذا المكان تحت عنوان «هل مصر محتلة»؟!.. تساءلت فيه عن سر صعود المرتبطين أمريكيا إلى خشبة المسرح السياسي، وعن سر زيارة هيلارى كلينتون وجون ماكين وجون كيرى، العضويين في الكونجرس الأمريكى إلى القاهرة، قبل أن يصبح كيرى وزيرا للخارجية الأمريكية، في ذلك الوقت لم يجرؤ أحد أن يكلف نفسه عناء الإجابة، فالوليمة المصرية كانت ولا تزال عامرة بشعارات العيش والحرية والعدالة والكرامة إلى آخر ما تتطلبه بروفة الاحتلال العضوى الكامل لكل تاريخ هذا البلد، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وإزاء هذه الحال لا يجوز لأحد أن يسأل أو يعرف لماذا يصعد إلى قمة الهرم المصرى أبناء المراكز البحثية الأمريكية، وأبناء الصحافة والفضائيات الممولة والمرتبة أمريكيا منذ مطلع الألفية وإلى الآن، وأخيرا الذين تدربوا في عواصم غربية وعربية ليكونوا كاسحات ألغام قبل الغزو الأمريكى الناعم والخشن، الناعم بجمعيات الحقوقيين والخشن بتصعيد الإسلام السياسي إلى قمة السلطة.
< ويستطرد: قبل أحداث يناير بسنوات ظهرت الصحافة الممولة رسميا، ومن باب التمويل أطلقوا عليها «الصحافة المستقلة»، وتزامن مع هذا الظهور المباغت صناعة رجال أعمال، أنشأوا بدورهم قنوات فضائية خاصة، واختاروا لها من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين ما يناسب اللحظة التي ستقع بين لحظة وأخرى، ونجح هؤلاء في أداء أدوارهم بامتياز، باتوا النجوم الزاهرة في سماء القاهرة، أموال سائلة، احتلال أماكن اجتماعية متميزة، وهى حالة غير ثورية بالطبع، لكنهم بقدرة قادر أمريكى أصبحوا «الثوار» و«الكتاب» و«المفكرين».
< المعروف أن كل رسائل الإعلام الأمريكية مملوكة ليهود متعصبين، وأمريكا تستخدمها وقت ما تشاء، لماذا أرادت أن يكون لها إعلام آخر خارج الولايات المتحدة؟!
كبرى المؤسسات الإعلامية في أمريكا مملوكة ليهود متعصبين لإسرائيل بالفعل والواقع منذ عقود طويلة، وتعد هذه المؤسسات الخطيرة ذراعا عسكرية متقدمة لسياسات الولايات المتحدة، لكنها تنجح في التأثير على الرأى العام داخل الولايات المتحدة وفى أوربا، ولا تنجح غالبا في تغيير الرأى العام في بلادنا، فقررت الولايات المتحدة تدريب صحفيين يزورون هذه المؤسسات ويعودون إلينا حاملين ثقافة اليانكى الأمريكى، وهذا الأمر جرى بتوسع بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية عام ١٩٧٨، وراحت أمريكا تجلب الشباب المصرى إليها بمنح فولبرايت، وبعض الصحفيين المرتبطين بأمريكا عملوا كمتعهدين وقاموا بإرسال صحفيين وإعلاميين مختارين بعناية للسفر إلى الولايات المتحدة في دورات قد تستمر إلى أشهر، وبعد عاصفة الصحراء في الخليج عام ١٩٩١ حصدت واشنطن ما زرعته، ووجدت ضالتها في إعلاميين انتقلوا من صف بغداد إلى واشنطن دون خجل.
< ثم انتقلت من هذه الحالة إلى حالة أخرى، وهى اختراق المؤسسات القومية بتمويل برامج فيها، وصولا إلى المساهمة في إصدار مجلة «الديمقراطية» التي تصدر في مؤسسة «الأهرام»، وتدريب كوادر في مركز الدراسات الإستراتيجية ومعهد «الأهرام الإقليمى للصحافة».. وبعد ١١ سبتمبر ٢٠٠١ قررت إنشاء مؤسسات صحفية وإعلامية خاصة، وضغطت على الحكومة للسماح بإنشاء مؤسسات صحفية مستقلة.. وقنوات فضائية مستقلة، طبقا لمبادرة كان البيت الأبيض قد أعلن عن إطلاقها لتحرير الإعلام العربى من قبضة السلطات القمعية حسب أدبيات واشنطن السياسية.
< ترى ما مبادرة البيت الأبيض للسيطرة على الإعلام والصحافة المصرية؟!
< الاجابة الحلقة الثالثة.
< وفى سياق المطلب الأمريكى لخصخصة الصحف القومية كتب مهدى مصطفى مدير تحرير مجلة «الأهرام العربى» في عدد ٣٠/١/٢٠١٢ وتحت عنوان «درويش خصخصة الصحافة»، في إشارة إلى الدكتور عبدالمنعم سعيد، باحث ليبرالى لا يخفى تصوراته السياسية واعتقاداته الإصلاحية، ولا دفاعه عن أصحاب الثروة، ودعوته إلى تكوين لوبى للدفاع عن تراكم الثورة، وقد حظى برئاسة مجلس إدارة الأهرام، وأعرق المؤسسات الصحفية في الشرق الأوسط، وخرج بعد زلزال يناير ٢٠١١ مع الخارجين من لجنة سياسات الحزب الوطنى الذاهب إلى غياهب التاريخ، حيث يعلق مهدى مصطفى في المقال على برقيات ويكيليكس المشار إليها سابقا قائلا: نظن وبعض الظن إثم، أن بيع أصول الشعب، وهى ليست أي أصول هذه المرة، بل هي تاريخ أمة وديوان الحياة فيها، لجماعة أو تيار سياسي أو لوبى اقتصادى جريمة لا تغتفر، وقد تردد في منتصف العقد الماضى أن بيع الصحافة القومية وعلى رأسها الأهرام، كان قاب قوسين أو أدنى، لولا التدخل من قوى وطنية في الوقت المناسب، فهل صحيح أن وسيطا مصريا يعمل لدى أمراء الخليج كان طامحا أن يختطفها لهم؟! وهل صحيح أن وزيرا مهما في حكومة نظيف هرب خارج البلاد بعد يناير أراد أن يبيعها لأقاربه؟! وهل صحيح أن «لوبى» جديدا خاصا صدر منذ سنوات كان طامحا في الفوز بها؟! لا ندرى، ولكن طرح المسألة بإلحاح هذه المرة يؤكد أننا نشم رائحة عطن في الدنمارك على «غرار مقولة شكسبير».
< ويرى مهدى مصطفى في كتاب المفكر الراحل الكبير محمد سيد أحمد «بعد أن تسكت المدافع»، إشارة إلى البدء لتغيير المسار، حيث اعتبره بعض الباحثين الطريق إلى السلام على الطريقة الإسرائيلية، حيث بدأ التطبيع، وأصبح هو طريق الحرير إلى مراكز واشنطن ونيويورك، المراكز التي تناسله كالفطر، هذه المراكز صارت دينا في وسائل الإعلام المحلية والدولية، وكل من يتشدق بكلمتين محفوظتين يصبح باحثا مرموقا!
< ويقول مهدى مصطفى: مع مرور الوقت تحول هؤلاء إلى أيقونة نخبوية، أموال وشهرة وثروة وسلام وعبور للقارات، تكديس مصطلحات، باتوا مستشارين لسياسيين واقتصاديين ورجال مال، نسى هؤلاء «العدو» وتناسوا أن دورهم تعريف الرأى العام لما يحدث حولنا، وصولا إلى تثقيف السلطة الحاكمة لاتخاذ قرار سليم، ولكن هذا لا يحدث قط الآن.
< وفى عدد مجلة «الأهرام العربى» بتاريخ ١٤/١٠/٢٠١٣ تحت عنوان «مصر محتلة ولا تزال» كتب مهدى مصطفى: في عام ٢٠١١ كتبت مقالا في هذا المكان تحت عنوان «هل مصر محتلة»؟!.. تساءلت فيه عن سر صعود المرتبطين أمريكيا إلى خشبة المسرح السياسي، وعن سر زيارة هيلارى كلينتون وجون ماكين وجون كيرى، العضويين في الكونجرس الأمريكى إلى القاهرة، قبل أن يصبح كيرى وزيرا للخارجية الأمريكية، في ذلك الوقت لم يجرؤ أحد أن يكلف نفسه عناء الإجابة، فالوليمة المصرية كانت ولا تزال عامرة بشعارات العيش والحرية والعدالة والكرامة إلى آخر ما تتطلبه بروفة الاحتلال العضوى الكامل لكل تاريخ هذا البلد، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وإزاء هذه الحال لا يجوز لأحد أن يسأل أو يعرف لماذا يصعد إلى قمة الهرم المصرى أبناء المراكز البحثية الأمريكية، وأبناء الصحافة والفضائيات الممولة والمرتبة أمريكيا منذ مطلع الألفية وإلى الآن، وأخيرا الذين تدربوا في عواصم غربية وعربية ليكونوا كاسحات ألغام قبل الغزو الأمريكى الناعم والخشن، الناعم بجمعيات الحقوقيين والخشن بتصعيد الإسلام السياسي إلى قمة السلطة.
< ويستطرد: قبل أحداث يناير بسنوات ظهرت الصحافة الممولة رسميا، ومن باب التمويل أطلقوا عليها «الصحافة المستقلة»، وتزامن مع هذا الظهور المباغت صناعة رجال أعمال، أنشأوا بدورهم قنوات فضائية خاصة، واختاروا لها من الصحفيين والإعلاميين والسياسيين ما يناسب اللحظة التي ستقع بين لحظة وأخرى، ونجح هؤلاء في أداء أدوارهم بامتياز، باتوا النجوم الزاهرة في سماء القاهرة، أموال سائلة، احتلال أماكن اجتماعية متميزة، وهى حالة غير ثورية بالطبع، لكنهم بقدرة قادر أمريكى أصبحوا «الثوار» و«الكتاب» و«المفكرين».
< المعروف أن كل رسائل الإعلام الأمريكية مملوكة ليهود متعصبين، وأمريكا تستخدمها وقت ما تشاء، لماذا أرادت أن يكون لها إعلام آخر خارج الولايات المتحدة؟!
كبرى المؤسسات الإعلامية في أمريكا مملوكة ليهود متعصبين لإسرائيل بالفعل والواقع منذ عقود طويلة، وتعد هذه المؤسسات الخطيرة ذراعا عسكرية متقدمة لسياسات الولايات المتحدة، لكنها تنجح في التأثير على الرأى العام داخل الولايات المتحدة وفى أوربا، ولا تنجح غالبا في تغيير الرأى العام في بلادنا، فقررت الولايات المتحدة تدريب صحفيين يزورون هذه المؤسسات ويعودون إلينا حاملين ثقافة اليانكى الأمريكى، وهذا الأمر جرى بتوسع بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل برعاية أمريكية عام ١٩٧٨، وراحت أمريكا تجلب الشباب المصرى إليها بمنح فولبرايت، وبعض الصحفيين المرتبطين بأمريكا عملوا كمتعهدين وقاموا بإرسال صحفيين وإعلاميين مختارين بعناية للسفر إلى الولايات المتحدة في دورات قد تستمر إلى أشهر، وبعد عاصفة الصحراء في الخليج عام ١٩٩١ حصدت واشنطن ما زرعته، ووجدت ضالتها في إعلاميين انتقلوا من صف بغداد إلى واشنطن دون خجل.
< ثم انتقلت من هذه الحالة إلى حالة أخرى، وهى اختراق المؤسسات القومية بتمويل برامج فيها، وصولا إلى المساهمة في إصدار مجلة «الديمقراطية» التي تصدر في مؤسسة «الأهرام»، وتدريب كوادر في مركز الدراسات الإستراتيجية ومعهد «الأهرام الإقليمى للصحافة».. وبعد ١١ سبتمبر ٢٠٠١ قررت إنشاء مؤسسات صحفية وإعلامية خاصة، وضغطت على الحكومة للسماح بإنشاء مؤسسات صحفية مستقلة.. وقنوات فضائية مستقلة، طبقا لمبادرة كان البيت الأبيض قد أعلن عن إطلاقها لتحرير الإعلام العربى من قبضة السلطات القمعية حسب أدبيات واشنطن السياسية.
< ترى ما مبادرة البيت الأبيض للسيطرة على الإعلام والصحافة المصرية؟!
< الاجابة الحلقة الثالثة.