صادف أمس، الجمعة، ١٥ مايو.. الذكرى السنوية لنكبة الشعب الفلسطينى عام ١٩٤٨، حيث طرد قسرا في هذا اليوم أكثر من ٨٠٠ ألف فلسطينى من قراهم وبيوتهم في ٥٣٠ مدينة وقرية، إضافة إلى أهالي ٦٦٢ ضيعة وقرية صغيرة ليكون الشعب الفسلطينى ضحية أكبر عملية تطهير عرقى في التاريخ الحديث.
ويأتى احتفال هذا العام.. وقد ارتفع عدد الفلسطينيين المنتشرين في أنحاء العالم إلى ١٢.١ مليون فلسطينى نهاية ٢٠١٤، غالبيتهم يقطنون في ٥٨ مخيمًا بالضفة وغزة وسوريا ولبنان والأردن، فيما تم تسجيل أكثر من ٥ ملايين لاجئ لدى الأمم المتحدة.
كما لا يزال مصير اللاجئين نقطة خلافية جوهرية في الصراع العربى - الإسرائيلى الذي سيظل ممتدًا، خاصة مع استمرار سياسة الإفلات من العقاب والاستثنائية التي تتمتع بها إسرائيل، وكسبها واستغلالها الوقت عن طريق مفاوضات أفرغت من مضمونها وصدقيتها، واستخدامها الغطاء القانونى والسياسي والاقتصادى الذي تمنحه إياه الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية للإمعان في انتهاك القانونين الدولى والإنسانى، وتحدى الإرادة الدولية، ويتزامن ذلك مع انتشار صناعة جماعات الإسلام السياسي التي صادرت الدين، وجعلت قضية فلسطين في آخر سلم اهتماماتها، حيث تُقاتِل هذه الجماعات في كل مكان إلا في فلسطين، بل وتقتل الفلسطينيين في مخيمات سوريا ولبنان، وتتآمر بوعى أو بدون وعى على حق العودة.
وليس هناك أدل من تخلى حماس عن الجهاد لتحرير الأرض والعرض من المغتصب الصهيونى، من انشطارها إلى ثلاث «حماسات»، واحدة في الدوحة، وهى المكتب السياسي، والثانية في غزة، ممثلة في حكومة هنية المقالة وتتبع الدوحة أيضا، والتجار والشرطة وجواسيس القرضاوى وأردوغان وإسرائيل إلخ.. والثالثة لا يجمعها مع هؤلاء إلا الاسم، ويعملون «قبضايات» لمن يدفع!!. وتجمع الثلاثة مظلة واحدة هي ممارسة «الإرهاب» الذي أخذ يستفحل على أيدى «الحمساوية».. حتى أنتجت هي وغيرها من الجماعات والمنظمات المتطرفة «داعش» التي تعربد في الأراضى العربية فسادا وظلما وسفاحا. وقبل الانزلاق في حقل الألغام.
دعونا نتفق أولا أن حماس ليست غزة، وأن غزة ليست فلسطين، وأن المجتمع الفلسطينى مثل أي مجتمع عربى فيه «الخائن والنذل والشريف والوطنى والعروبى والصهيونى.. والتعميم خطأ لا يمكن الوقوع فيه.. فالكل شريك بالغلط، وإلا بماذا نفسر أو نسمى ما تفعله قطر تجاه مصر وليبيا والعراق وحزب الله في سوريا وما تقوم به «حماس» من أعمال ضد مصر وسوريا وغيرهما؟
وما الحكم الذى اصدرته محكمة جنايات القاهرة اليوم"السبت "باحالة أوراق عدد من القيادات الحمساوية "أدهم أبوريـالة وعاهد عبدربه الدحدوح، ، وعيسى زهير دغمش ، ومصطفى ناهض شهوان, بلال إسماعيل أبودقة، ووليد عادل البطش،بالإضافة لبلال إسماعيل أبودقة، وحافظ عبدالنعيم أبورأس، و رامي على صمصوم، وسامي فايز أبوفسيفس، وأحمد ياسين رصرص، وناصر فتحي أبوكرش ، وفيصل جمعة أبوشلوف، ومحمد رضا الفار، لخير برهان على تورط حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية فى اقتحام سجون مصر ,وتهريب رجالهم و القيادات الإخوانية من سجن وادى النطرون على وجه التحديد .
في رأيى ما تفعله بعض فصائل حماس في ضرب الاستقرار بسيناء وغيرها، ما هو إلا جهاد في سبيل الطاغوت، وأقرب إلى «جهاد النكاح».. ولزاما على قيادتها وقف التحريض والمؤامرات والمشاركة في ميليشيات مدعومة لقتل الجيش والشرطة وإحداث الفوضى لإفشال اختيار الشعب المصرى لرئيسه وحاكمه في ثورة ٣٠يونيو، وعرقلة خارطة طريقه لعبور حكم الاستبداد والفساد والتطرف الدينى.
ومع كل الأفعال الخسيسة من جانب بعض القيادات الحمساوية فإن «مصر الكبيرة» لن تتخلى عن دورها تجاه القضية الفلسطينية المصيرية، وإنشاء دولة مستقلة على كامل الأرض العربية لما قبل ٦٧ وعاصمتها القدس الشريف.