للكاتب والمفكر والفيلسوف الكبير زكى نجيب محمود، كتاب ربما يكون من أكثر كتبه أهمية عنوانه «مجتمع جديد أو الكارثة»، وضع فيه مجموعة من الأفكار التي من شأنها أن تصنع مجتمعا جديدا، ورأى أنه إن لم تتحقق هذه الأفكار فإن الكارثة قادمة لا محالة.
عندما صدر الكتاب كان الفيلسوف الكبير متفائلا بأن المجتمع سيستجيب لأفكاره ويعمل على تنفيذها، فهو يمد يده بطوق نجاة للجميع، لكن وبعد عشر سنوات من صدور الكتاب الذي انتبه له البعض وتجاهله كثيرون، تصادف أن قابله كاتب شاب، سأله: ماذا رأيت مجتمعا جديدا أم الكارثة؟ فقال دون تردد: الكارثة طبعا.
ما الذي يجعلنى أشعر أننا نعيش في ظلال حالة زكى نجيب محمود التشاؤمية التي أنذر خلالها بكارثة؟
السبب بسيط للغاية، فبعد ثورة ٣٠ يونيو التي اجتمع فيها المصريون على قلب رجل إلا قليلا، كان الصوت الغالب يبشرنا بأننا أمام حلم جديد، نسترد فيه دولتنا من بارونات الفساد وأباطرة الفاشية الدينية، وبعد أن نستردها تكون أمامنا فرصة لنعيد تشكيلها من جديد لتكون ملكا خاصا وخالصا لأبنائها.
لم يحلم المصريون الذين وجدوا دولتهم بين أيديهم إلا بحكم العدل، هذا غاية ما طلبوه، لم يتمن المواطن العادى إلا الحصول على حقوقه ولو في حدها الأدنى، لم يطمع في كثير رغم الوعود الغارقة في الوهم التي أحاطوه بها في الانتخابات الرئاسية الأولى والثانية، لم يستمع لمن راح ولمن جاء، انتظر فقط أن يشعر بحريته وكرامته.
مأساة المواطن المصرى، الذي هو أنا وأنت، أنه يحلم دون العمل على تحقيق حلمه، انتظرنا من بشرونا بالمستقبل، جلسنا نتابعهم من بعيد، وكان الفعل الإيجابى الوحيد أننا سارعنا بإسقاطهم، لأنهم فشلوا في تحقيق ما وعدوا به.
الآن نحن في مرحلة يرتكن فيها ظهرنا للحائط تماما، النظام الحالى لن يستطيع أن يعمل بمفرده، هو اعترف بذلك، طلب المساعدة والعون، تجاهل ما يقوله هو الكارثة بعينها، لن يتحمل هذا النظام أن نتركه يعمل وحده، فإذا نجح صفقنا له، وإذا أخفق خرجنا عليه نطالب بسقوطه.
من حقك أن تقول إن النظام لا يطلب منا أن نعمل معه، يطلب استسلاما وتبعية وصمتا، يريدنا أن نسير خلفه دون أن نسأل، سأقول لك ما تذهب إليه صحيح تماما، فقد مضى وانقضى الزمن الذي نمنح فيه ثقتنا لمن يحكم على بياض، وإذا أراد السيسى أن يعمل معه الناس فلابد أن يضعهم إلى جواره في الصورة، فإدارة البلاد فيها كثير من الريبة والغموض أيضا.
لا ينتظر أحد منى أن أردد ما ذهب إليه زكى نجيب محمود من أننا مقدمون على كارثة، لأن الجميع يشعر بالكارثة ويدركها، لكن لا أحد يريد أن يتداركها، فالمصريون يجدفون في اتجاهين مختلفين، وهى حالة تنتهى بتحطيم المركب، فهل سنترك المركب يتحطم؟ والسؤال لرأس النظام قبل أن يكون للناس... فهل يسمعنى أحد؟... أتمنى.
عندما صدر الكتاب كان الفيلسوف الكبير متفائلا بأن المجتمع سيستجيب لأفكاره ويعمل على تنفيذها، فهو يمد يده بطوق نجاة للجميع، لكن وبعد عشر سنوات من صدور الكتاب الذي انتبه له البعض وتجاهله كثيرون، تصادف أن قابله كاتب شاب، سأله: ماذا رأيت مجتمعا جديدا أم الكارثة؟ فقال دون تردد: الكارثة طبعا.
ما الذي يجعلنى أشعر أننا نعيش في ظلال حالة زكى نجيب محمود التشاؤمية التي أنذر خلالها بكارثة؟
السبب بسيط للغاية، فبعد ثورة ٣٠ يونيو التي اجتمع فيها المصريون على قلب رجل إلا قليلا، كان الصوت الغالب يبشرنا بأننا أمام حلم جديد، نسترد فيه دولتنا من بارونات الفساد وأباطرة الفاشية الدينية، وبعد أن نستردها تكون أمامنا فرصة لنعيد تشكيلها من جديد لتكون ملكا خاصا وخالصا لأبنائها.
لم يحلم المصريون الذين وجدوا دولتهم بين أيديهم إلا بحكم العدل، هذا غاية ما طلبوه، لم يتمن المواطن العادى إلا الحصول على حقوقه ولو في حدها الأدنى، لم يطمع في كثير رغم الوعود الغارقة في الوهم التي أحاطوه بها في الانتخابات الرئاسية الأولى والثانية، لم يستمع لمن راح ولمن جاء، انتظر فقط أن يشعر بحريته وكرامته.
مأساة المواطن المصرى، الذي هو أنا وأنت، أنه يحلم دون العمل على تحقيق حلمه، انتظرنا من بشرونا بالمستقبل، جلسنا نتابعهم من بعيد، وكان الفعل الإيجابى الوحيد أننا سارعنا بإسقاطهم، لأنهم فشلوا في تحقيق ما وعدوا به.
الآن نحن في مرحلة يرتكن فيها ظهرنا للحائط تماما، النظام الحالى لن يستطيع أن يعمل بمفرده، هو اعترف بذلك، طلب المساعدة والعون، تجاهل ما يقوله هو الكارثة بعينها، لن يتحمل هذا النظام أن نتركه يعمل وحده، فإذا نجح صفقنا له، وإذا أخفق خرجنا عليه نطالب بسقوطه.
من حقك أن تقول إن النظام لا يطلب منا أن نعمل معه، يطلب استسلاما وتبعية وصمتا، يريدنا أن نسير خلفه دون أن نسأل، سأقول لك ما تذهب إليه صحيح تماما، فقد مضى وانقضى الزمن الذي نمنح فيه ثقتنا لمن يحكم على بياض، وإذا أراد السيسى أن يعمل معه الناس فلابد أن يضعهم إلى جواره في الصورة، فإدارة البلاد فيها كثير من الريبة والغموض أيضا.
لا ينتظر أحد منى أن أردد ما ذهب إليه زكى نجيب محمود من أننا مقدمون على كارثة، لأن الجميع يشعر بالكارثة ويدركها، لكن لا أحد يريد أن يتداركها، فالمصريون يجدفون في اتجاهين مختلفين، وهى حالة تنتهى بتحطيم المركب، فهل سنترك المركب يتحطم؟ والسؤال لرأس النظام قبل أن يكون للناس... فهل يسمعنى أحد؟... أتمنى.