السبت 26 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

"حمام التلات ودرب البرابرة والأزهر" لا غنى عنهم لكل عروس.. أصحاب المحال: توارثنا المهنة عن أجدادنا.. وبضائعنا تبدأ من الجنيه وحتى الآلاف.. والزبائن: كل السلع الجديدة تنطلق من هنا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

السمة الأساسية المميزة لحمام التلات ودرب البرابرة والأزهر ومؤخرا أسواق السوريين هو الزحام الشديد في كل أيام السنة وهو ما يجعل مريد هذه المناطق يشعر بأن أعراس المصريين لا تنقطع على مدى العام، ولكل منطقة العناصر المميزة والسلع التي تتخصص في بيعها، ولكن في كل الأحوال لا يمكن لعروس إتمام زواجها دون زيارة هذه الأسواق بمختلف الطبقات الاجتماعية، و"لكل بضاعة زبونها" على حد قول التجار.

في حي الجمالية يقع حمام التلات وتحديدا بالقرب من الموسكي وهو سوق يجمع كل احتياجات العروس من "الإبرة وحتى الصاروخ" وهو الأشهر بين العرائس ومريدي الأدوات المنزلية حيث يتخصص في بيع السلع محلية الصنع والمستوردة من كل دول العالم تقريبا.

ويعود تاريخ إنشاء الحمام لزمن حكم المماليك منذ 700 عام حيث تم إنشاؤه كحمام شعبي في عهد والي مصر عمرو بن العاص وكانت قد انتشرت هذه الحمامات في العهد العثماني الذي يعد العصر الذهبي للحمامات الشعبي، حيث كان يسافر التجار لمسافات طويلة، وجاءت فكرة الحمامات الشعبية للاسترخاء والتخلص من عناء السفر حتى باتت ملتقي للحكام والتجار وعامة الشعب حينذاك.


وانتشرت الحمامات الشعبية في القاهرة القديمة حيث لم تكن حمامات البيوت منتشرة في ذلك الوقت فكانت الحمامات لا تغلق أبوابها، كما أن أيام الأسبوع كانت تقسم بين الرجال والنساء وإختلف أجر كل حمام وفقا لحالته ونظافته وطبيعة من يرتادونه من الرجال والنساء وبعد إقامة الحمامات بقصور السلاطين والأمراء وكبار رجال الدولة والأغنياء من التجار تحولت الحمامات الشعبية إلى أماكن تاريخية ذات طابع تجاري بعيدا عن الفكرة الأصلية، ومن ثم تحولت المنطقة التي تحيط بحمام التلات إلى سوق لبيع كل مستلزمات البيت والمطبخ.

وبعد ذلك أصبح سوق حمام التلات مصدر رزق لكثير من الأسر التي باتت تعتمد عليه بشكل أساسي وأصبح سوقا كبيرا يتوارثه التجار واحدا تلو الأخر.

في أحد الحارات الضيقة كان يجلس محمود العشري وهو أحد أصحاب المحال والمتخصص في بيع الأدوات المنزلية خاصة أطقم الصيني و"الميلامين" الذي يعد أهم أساسيات جهاز العروس.

وتحدث العشري لـ"البوابة نيوز" قائلا: "أعمل في هذا المحل منذ أكثر من 50 عاما، ويأتي إلى الزبائن من مختلف مناطق الجمهورية لشراء بضائعي، وهناك من إعتادت زيارتي للتعرف على أحدث صيحات الموضة في الصيني والأدوات المنزلي، خاصة وأنني ملم بكل ما هو جديد في البضائع، ووآخرها "الحلل الصيني" التي لا يلتصق بها الأكل".

ويتحدث إبراهيم نجيب عن الحمام قائلا: "حمام التلات دائما هو أساس كل عروس ولا يخلو من زحام المارين وأغلبهم من الزبائن الذين يزورون الحمام"، مضيفا "لأكثر من ثلاثين عاما وأنا أعمل هنا في محل والدي والذي ورثه أيضا عن جدي وجدي عن والده ونحن معروفون في حمام التلات بأصلنا وبضائعنا ودائما كل ما هو جديد في العلب البلاستيكية التي تحفظ الأكل وحقائب الملاعق الفضية والذهبية المواكبة للموضة التي تشتريها العرائس من المولات بضعف ثمنها الذي نبيع به هنا في حمام التلات".


أسواق الأزهر وبيع الأقمشة

"لا يمكن لعروس أن تشتري أقمشتها وملابس عرسها دون المرور على أسواق الأزهر وكل مستلزمات ملابس الأعراس أو حتى فساتين الفرح وبدلة العريس

وإن كانت الكلمة العليا في هذا السوق للأقمشة بكل أنواعها سواء في الملبس وأقمشة الأعراس مثل التل والشيفون والحرير والتفتة بكل الألوان والأشكال وبأسعار لا تضاهيها أسعار أخرى في أي منطقة" هذا ما بدأ به الحاج سيد عبدالعال حديثه مستكملا:

"الموضة نحن نعرفها جيدا وحريصون تماما على مواكبتها وإن كان المعروف في الأقمشة بأن موضتها لا تنتهي أبدا وحتى لو تراجعت قليلا فنحتفظ به ونعرض الجديد ومع الوقت تعود الموضة فنظهر الموجود لدينا في المخزن".

ويري عبدالعال بأن أسعارهم وتفاهمهم ومعاملتهم الجيدة للزبون هي التي تجعلهم دائما ملجأ كل السيدات في كل أيام السنة ولكن يشتد الطلب عليهم في مواسم الأعراس مثل الأعياد والموالد ومواسم الزواج الأساسية وهذا حتى برغم أن حركة البيع والشراء تراجعت وليست كما كانت من قبل ولكن بشكل عام أغلب المتعاملين معنا من التجار الذين يبيعون الأقمشة لزبائن المولات والأجانب.

وتتحدث كريمة محمود عن سوق الأزهر قائلة:

"أزور الأزهر كل يوم جمعة وذلك لأنني أقوم بتفصيل السواريهات ولذلك فأنا زبونة دائمة في محال الأزهر وبغض النظر عن كون التعامل مع المستمر مع التجار يفرز راحة في التعامل المادي لا سيما في كون التنوع والتعدد في الألوان والأقمشة غير موجود في أي مكان آخر لذك يأتي إليه كل العارضين حتى المصريين الذين يعرضون منتجاتهم في ديفليهات خارج مصر وعالمية أيضا"

وتستكمل الحديث هند مصطفى قائلة:

"أنا عاشقة لأسواق الأزهر بكل أقمشته ومحاله فخير نزهة لي هي التجول بين محال الأقمشة أتابع كل ما هو جديد من باب الهواية وليس الوظيفة وهذا ما يجعلني دائما ألجأ لتفصيل كل ملابسي وأزيائي وبالفعل يبدون أصدقائي إعجابهم الدائم بالواني وملابس بعيدا عن تكرار الأزياء الموجودة في المولات ومحال بيع الملابس الجاهزة، وكنت في البداية لا خبرة لدى في الأقمشة إلى أن أصبحت الآن لدى من الخبرة ما يجعلني قادرة على التمييز بين الأقمشة غالية الثمن والرخيصة التي لا يبدو عليها قلة سعرها وإنما ينظر إليها أصدقائي لكونها أحدث صيحات الموضة دائما".


 درب البرابرة

عندما تذهب إلى منطقة العتبة والموسكي وأثناء تجوالك في هذه الشوارع قد تعرف أنك في سوق درب البرابرة عندما تلمح أنوار كثيرة متعددة الألوان بارزة في زقاق ضيق فهو أهم الأماكن التي يزورها العروسان عند التحضير لزفافهما وليس في حفلات العرس فقط ولكن حفلات السبوع وأعياد الميلاد

وفي ما يخص جهاز العروسين فجد تجد العروس من أول اللمبات الصيني والنجف الورق وبأسعار تبدأ من خمسة جنيهات وحتى النجف الكريستال غالي الثمن

والذي يباع خارج سوق درب البرابرة بآلاف الجنيهات وبجانب هذا السوق لبيع السلع الجديدة هناك سوق آخر لتصليح كل القديم والمستعمل.

إضاءات المحال وألوانها المبهجة تجذب أنظار المارين للتجول بين محال سوق درب البرابرة والتعرف على أحدث صيحات الموضة والنجف الصيني وغيرها من المستورد وربما هو ماجعل السوق أشبه بمزار السائحين عن كونه سوقا شعبيا يجمع من الإبرة للصاروخ لمستلزمات الأفراح والعرائس

وهو ما يتحدث عنه متولي حامد قائلا:

"درب البرابرة هو سوق يسمع عنه الكثيرون ويلجأون إليه دائما خاصة في المحال الفرعية المنتشرة بالجمهورية لبيع مستلزمات الحلويات والمناسبات الاجتماعية ولكن هناك أيضا شريحة لا بأس بها لا تستغني أبدا عن نجف درب البرابرة وباقي مستلزمات البيت، خاصة في تفاصيل الجهاز والزواج الأساسية لكل عروس فبه مستلزمات الحمام والمطابخ ولكن بشكل أساسي النجف أهم ما يميز درب البرابرة".

وأضافت "نحن حريصون دائما على التوصل إلى كل جديد في مجال النجف وهو السوق الذي بدأ مع سوق الأزهر منذ أكثر من مائة عام وتخصص كل مكان في بيع سلع معينة ومن هنا درب البرابرة في النجف والأباليك ومفاتيح الإضاءة وأكثر ما يميز هذا السوق أنه مناسب لكل المستويات الاجتماعية وليس لطبقة واحدة دون غيرها "

ويتحدث عمرو إسماعيل أحد سكان منطقة مدينة نصر عن درب البرابرة قائلا:

"تزوجت منذ 20 عاما، وقتها نصحوني بشراء مستلزمات شقتي من أسواق درب البرابرة وأنا في الأساس أعمل في تصنيع النجف والأدوات المضيئة والآن أصبحت مترددا دائما على درب البرابرة وأخصص لها زيارة أسوعية وربما وظيفتي هذه إستوحيتها منذ زيارتي الأولى لدرب البرابرة عندما عرض على صاحب أحد المحال القدامى في درب البرابرة ترويج سلعة في الخارج إلى أن أصبحت أعمل بمفردي بعد عملي معه لأكثر من خمس سنوات متتالية والأن اشتريت محل في مدينة نصر والحمد لله أعمل بشكل جيد ومنتظم".