الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الصعيد.. ولسان الوزراء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أيام مبارك كنا نسمع عن «لسان الوزراء»، وماشفناهوش، كنا نعرف أنه مكان مهم، لا يدخله الرعاع أمثالنا، وأن علية القوم يتصارعون من أجل الحصول على قطعة أرض في ذلك «اللسان»، فهمنا أنه حتة أرض «مطرفة» عن عيون «الهاموش»، مكان لاستجمام الكبار، ولأن الوزراء كانوا أول من حصل على قطع أراضٍ هناك بنوا عليها «فيلاتهم» سمى باسمهم، لكن لا علاقة له بالمرة بذلك اللسان، اللى هو حتة لحمة في الحلق، واللى قالوا عليه في أمثالنا الشعبية «حصان»، إن صنته، صانك.
هذه الأيام لا أدرى ما الذي أصاب ألسنة وزراء حكومتنا الكريمة، وقد سقط أحدهم ضحية تصريحه الذي صار شهيرا الآن «ابن الزبال ما يبقاش قاضي»، ورغم إعجابى بجرأة الرجل الذي لم يقل إلا ما هو واقع مر ومؤلم يحتاج إلى نسفه، وليس إلى إقالة الوزير، إلا أن غالبية المصريين أسعدتهم استقالة الرجل، إرضاء لغرورهم، وانتصارهم الوهمي، ولم تكد ضجة وزير العدل التي لم يكن لها مبرر من الأصل لو كان الرجل «أمسك عن لسانه» حتى خرجت علينا وزيرة العشوائيات التي لم نسمع صوتها من قبل حتى كدنا ننسى أنها في الوزارة أصلا، والتي لا نعرف ما هو دورها بالضبط؟! ولا ما هي مهام وزارتها، قبل أن نسأل ماذا فعلت؟! خرجت علينا بتصريح مستفز آخر، سبقها إلى ما يشبهه السيد وزير التنمية المحلية عادل لبيب الذي رأى أن الكلام عن تهميش الصعيد مجرد وهم في أدمغة الصعايدة.
الصعايدة اللى مالقيناش حد نعمله حيطة مايلة طول عمرنا غيرهم، وسواء في السينما أو في المسرح أو حتى في نكت الجرايد، صاروا ملطشة هذه الأيام مجددا، ربما لأنهم لم يتخذوا موقفا من قبل تجاه من يهاجمونهم، حتى لا يتهموهم بالعنصرية والقبلية والدعوة لتفتيت وحدة البلد، مع أنها «بسيسة» أصلا ومافيهاش حتة راكبة على أختها.
المهم أن معالى الوزيرة الفاضلة كررت على أسماعنا ما سبق وأن ردده محافظ للقاهرة منذ سنوات، من أن العشوائيات اللى في البلد سببها الصعايدة اللى جم من بلادهم علشان مافيهاش شغل، وأنها مش عارفة هترجعهم بلادهم تانى إزاي؟!
وبرغم سماجة وجهة نظر معاليها، إلا أنها في الوقت ذاته ترد على زميلها في نفس الوزارة سيادة اللواء عادل لبيب، ها هي واحدة من البيت بتقولك يا معالى الوزير إن الصعايدة هجوا من بلادهم عشان مافيهاش شغل، يعنى لو كان فيه مصانع وبناء، وإنتاج، وفرص عمل ماكانوش جُم، يعنى حضرتك معالى الوزيرة من حيث لا تدرى بنقولك إن الصعيد اتهمش، فيا هل تري، الوزيرة موهومة هيا كمان؟!
لا أنتظر إجابة من سيادته، ولا أعتقد أننى سأرد على الدكتورة ليلي، ولن أطالب أهلي في الصعيد باتخاذ موقف حيالها، ولن أطلب من دولة رئيس الوزراء التخلص من وزيرته كما فعل مع غيرها، لكننى أطالبه وأطالبها فقط بتوفير تذكرة سفر لي، ولكل من هم مثلى من أبناء الصعيد علشان نرجع بلدنا، وبيوتنا، ونعدكم بأننا لن نعود مرة أخرى، ولن نطالب -مثل اليهود- بالأملاك التي أضاعها «مينا» الله يسخطه أكثر مما هو مسخوط على «توحيد القطرين»، إحنا مش عايزين حاجة من «القطر» - بضم القاف- بتاع الدكتورة ليلي، إحنا بس عايزين تذاكر في «القطر» بفتح الكاف، اللى بيركبه أهالينا وبيتحرق بيهم، يا ترى معالى دولتها تقدر توفر لنا تذكرة؟ أشك أنها تستطيع!.