لن يقودها بنجاح وحده، ولن تصل إلى الشاطئ في أمان دوننا.. هكذا يقول العلم والمنطق والسياسية، هل رأينا فريقا لكرة القدم يفوز بمباراة أو ببطولة بدون حارس مرمى!! كلنا أعضاء في الفريق فإذا تقاعس أحدنا فلا يلومن إلا نفسه، وليدرك أن التقاعس هو خذلان للوطن.. وأن تقصيره جريمة سيدفع أبناؤه ثمنها.
ينبري أقزام يحاسبون الرئيس بل ويحاكمونه قبل أن يمر عام على توليه منصبه.. أتفهم استعجال البعض لتحقيق أحلامهم وآمالهم المؤجلة والتي علقوها في رقبة الرئيس، ولكن ما لا أستوعبه تلك الحملات المسعورة لتفجير كل المشكلات في توقيت واحد على مائدة الرئيس، لا بل قل على جثة الوطن.
نحاسب الرجل كما يقولون حساب الملكين، ولا ينظر أحدنا لنفسه ماذا يفعل؟ وماذا قدم؟ وعلى من يراهن إذا سقط الرئيس؟! لا يستطيع أحد أن يتخيل هذا السيناريو الكريه، وما الذي يمكن أن يحدث، سيناريو لا نُخَوِّف به ولا نتخذه مبررًا لشيء، ولكنها الحقيقة التي يجب أن نواجه بها أنفسنا، قد لا يكون ما نعيشه هو الأفضل ولكنه بالقطع ليس الأسوأ، ليس أمامنا خيار آخر، إما أن تكون سفينة السيسي هي طوق النجاة أو لا نجاة.
ولا يحدثني أحد أنني أسهم بهذا الكلام في صناعة الفرعون الإله.. وما نقوله لوجه الله والوطن، ولا نريد من أحد جزاء ولا شكورا.. نقوله ربما نواجه به موجات المحرضين ومن انقلبوا على الرئيس فراحوا ينتقدون كل شيء "بدافع محبة" مزعومة على طريقة الدببة.
يحلو للبعض أن يعظم من أداء الرئيس في ملف الشئون الخارجية ونجاحاته الدولية وانفتاحه على الشرق واستعادة الكرامة المصرية في مواجهة الاستعلاء الأمريكي، والإدارة الناجحة لعلاقاتنا العربية، لا يغرنكم هذا البعض بهذا المديح لأنهم يخدعوننا، هم يعلون من شأن الرئيس في ملف لينتقده ويهاجمه في ملفات أخرى، يدعون أنه ناجح ليتهموه بالفشل في الداخل!
حتى هذا الاتهام بهذه المراوغة يمكن إسقاطه ونقضه.. بل ونسفه؛ لأن الداخل يحتاج كل أعضاء الفريق وكل ركاب السفينة.. انزلوا كل محبي الرئيس من مقاعدكم في مدرجات الفرجة ومصمصة الشفاه إلى ملعب العمل وصناعة مشروعكم.. طموحكم.. بلدكم.. لا تركنوا إلى الذين اكتفوا بالشماتة، وتلذذوا في مصائب الوطن وعثرات المشوار والبناء.
وزير سابق كان أحد أركان نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك يتحدث معي بعد اختطاف الإخوان للانتخابات الرئاسية واغتصاب المعزول مرسي لقصر الرئاسة وفوجئت بما قاله: أنا على استعداد أن أقف مع الشيطان لإنقاذ البلد، كان هذا الكلام بمثابة شهادة وصك تأييد ومبايعة لنظام قمعي طالما حاربه هذا الوزير.
قد يفسر البعض هذا الحديث بأنه انقلاب أو تحول من الوزير أو بحثًا عن مصلحة لكنه كان حديثًا بين أصدقاء وليس للنشر أو تملقًا للجماعة.. هنا أقول أو ليس الرئيس هو اختيارك كمصري جاء بتكليف من الملايين؟! إنقاذ بلدنا هو الأهم على أجندتنا ويتصدر فقه أولوياتنا.. وهو ما لا يمكن تحقيقه إذا تنازعنا.. وقلوبنا شتى.. وعقولنا تفرقت بها السبل.
لا تصدق أقلام الإساءة وشاشات الحقد والكراهية التي عادت من جديد تعزف على أزمات المواطنين.. أدر ظهرك لكل دعوات هدم البلد.. صمّ أذانك عن كل دعوات الفوضى.. كن مع وطنك.. اقفز لتلحق بسفينة النجاة.. ثق في رئيسك.. استجب له إذا دعاك لحب الوطن "إنتم مش أد كلمتكم ولا إيه".