اخبط في رأس الدولة متى شئت، وكيفما شئت، واستعن بمن تشاء فسوف تنكسر حرابك المسمومة.. لن تجدي أدواتك القديمة ولن تفلح طريقتك في استدعاء "الحالة المباركية" لإثارة الشارع تحت دعوى "السيسي يستدعي تجربة مبارك".
واهم أنت، فما زلت تعيش أجواء التحريض ولم تدرك أن كل شيء تغير، الوطن والنظام والناس.. الفطرة المصرية تم استدعاء كامل مخزونها لتتعامل مع كل موجات الإثارة والفوضى.
ملف رئيس تحرير الوطن يكتظ بالممارسات غير المهنية والمريبة سياسيًا، وأعود معه بالذاكرة عندما زارت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية جريدة المصري اليوم، عندما كان مجدي الجلاد رئيسًا للتحرير، وعندما جاء باراك أوباما لمصر ليلقي خطابه من جامعة القاهرة كان الجلاد هو رئيس التحرير الوحيد الذي التقى به قبل خطابه ومعه محررة السفارة الأمريكية بالجريدة.. ربما تشي هذه اللقاءات بأهمية الكاتب الصحفي هكذا يمكن أن يفسرها البعض، ولكن بالتأكيد تكشف لنا أيضًا عن طبيعة الدور والعلاقة بين الصحفي و"دولة الفوضى الخلاقة" وإلى أي مدى كان التعاون بين الطرفين والذي ظهر واضحًا أواخر 2010، عندما بدأ ينشر في "المصري اليوم" تقارير يعدها ما يسمى بـ"فريق عمل مصر" الذي أسسته المخابرات الأمريكية تحت غطاء مركز كارنيجي برئاسة ميشيل دان وعمرو حمزاوي!!
قبل أن يترك "المصري اليوم" أراد الجلاد أن يتطهر على الأقل أمام الزملاء الذين صنعوا معه تجربة يخشون انهيارها بعد رحيله عنها، فبرر لهم الرحيل بأن الجريدة يتم استخدامها لأغراض أخطر بكثير مما يظنون ولا نعرف على وجه الدقة هل كان مشاركًا وهو يعلم؟ أم أنه اكتشف هذا السر عندما قرر المغادرة من "المصري اليوم" إلى "الوطن"!!
أراد الجلاد أن يكون جزءًا من الحملة الانتخابية للمرشح عبد الفتاح السيسي، وتقمص دور المحرر ونشر تقريرًا عن أدائها، منتقدًا ومشاغبًا على طريقة "نحن هنا"، فلم يسمع له أحد، ولم يستدعه أحد، ولم تُفتح له الأبواب، فما كان منه في اليوم التالي إلا أن بدأ يسن قلمه نقدًا لاذعًا وعنيفًا ضد الحملة وأدائها الضعيف بعد أن فشلت محاولات الانضمام لها بوصفه خبيرًا!
لا يجد الرجل غضاضة فى أن ينتقد ويهاجم النظام والدولة ويسب المؤسسات الفاسدة على صفحات الجريدة، وأن يتحول إلى "قط أليف" عندما يجلس إلى وزير أو مسئول كبير في القاعات المغلقة فإذا به يهاجم ضَعف الحكومة ويزايد عليها قائلًا: لا تسيروا خلف الناس، اضربوا بآراء الشارع عرض الحائط، أنتم مَن تقودون الدولة، لا تهتموا بالفيس بوك.. عفوًا وهو مَن ينافق الفيس وأهله ويسعى لإثارة الشارع والمواطن.
تصف الإعلام بأنه يثير الفوضى بحثًا عن الزعامة، فما الذي نصف به ما تكتبه، والحملات التي تهدف بها إلى هز هيبة الرئيس وتقويض أركان الدولة.. سوف يتشنج أحدهم ويهاجم شخصي الضعيف مدافعًا عن حملات حرق الوطن بأنه يمارس حقه في نقد النظام وسوف يتهمنا بأننا ملكيون أكثر من الرئيس، أقول له اقرأ ما كتبه الجلاد بنفسه في مقاله "السيسي والذين معه" وكلامه عن الرئيس بأنه "مرشح المصير"، ردًا على الأستاذ هيكل بأن السيسي مرشح الضرورة.. نحن هنا لا نتحدث عن الحريات ولا مجال للمزايدة، ولكن نتحدث عن وطن يهيل الإعلام عليه التراب لتتضخم أرقام الحسابات البنكية التي تنقل أحدهم من كفر طهرمس إلى فيلا أربعة أدوار في الشيخ زايد وأخرى في التجمع الخامس، وما نعلمه أكثر.
سوف أستعير كلمة الجلاد، لتوصيف ما يفعله هو نفسه: أنا مكسوف من الأداء الإعلامي.
واهم أنت، فما زلت تعيش أجواء التحريض ولم تدرك أن كل شيء تغير، الوطن والنظام والناس.. الفطرة المصرية تم استدعاء كامل مخزونها لتتعامل مع كل موجات الإثارة والفوضى.
ملف رئيس تحرير الوطن يكتظ بالممارسات غير المهنية والمريبة سياسيًا، وأعود معه بالذاكرة عندما زارت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية جريدة المصري اليوم، عندما كان مجدي الجلاد رئيسًا للتحرير، وعندما جاء باراك أوباما لمصر ليلقي خطابه من جامعة القاهرة كان الجلاد هو رئيس التحرير الوحيد الذي التقى به قبل خطابه ومعه محررة السفارة الأمريكية بالجريدة.. ربما تشي هذه اللقاءات بأهمية الكاتب الصحفي هكذا يمكن أن يفسرها البعض، ولكن بالتأكيد تكشف لنا أيضًا عن طبيعة الدور والعلاقة بين الصحفي و"دولة الفوضى الخلاقة" وإلى أي مدى كان التعاون بين الطرفين والذي ظهر واضحًا أواخر 2010، عندما بدأ ينشر في "المصري اليوم" تقارير يعدها ما يسمى بـ"فريق عمل مصر" الذي أسسته المخابرات الأمريكية تحت غطاء مركز كارنيجي برئاسة ميشيل دان وعمرو حمزاوي!!
قبل أن يترك "المصري اليوم" أراد الجلاد أن يتطهر على الأقل أمام الزملاء الذين صنعوا معه تجربة يخشون انهيارها بعد رحيله عنها، فبرر لهم الرحيل بأن الجريدة يتم استخدامها لأغراض أخطر بكثير مما يظنون ولا نعرف على وجه الدقة هل كان مشاركًا وهو يعلم؟ أم أنه اكتشف هذا السر عندما قرر المغادرة من "المصري اليوم" إلى "الوطن"!!
أراد الجلاد أن يكون جزءًا من الحملة الانتخابية للمرشح عبد الفتاح السيسي، وتقمص دور المحرر ونشر تقريرًا عن أدائها، منتقدًا ومشاغبًا على طريقة "نحن هنا"، فلم يسمع له أحد، ولم يستدعه أحد، ولم تُفتح له الأبواب، فما كان منه في اليوم التالي إلا أن بدأ يسن قلمه نقدًا لاذعًا وعنيفًا ضد الحملة وأدائها الضعيف بعد أن فشلت محاولات الانضمام لها بوصفه خبيرًا!
لا يجد الرجل غضاضة فى أن ينتقد ويهاجم النظام والدولة ويسب المؤسسات الفاسدة على صفحات الجريدة، وأن يتحول إلى "قط أليف" عندما يجلس إلى وزير أو مسئول كبير في القاعات المغلقة فإذا به يهاجم ضَعف الحكومة ويزايد عليها قائلًا: لا تسيروا خلف الناس، اضربوا بآراء الشارع عرض الحائط، أنتم مَن تقودون الدولة، لا تهتموا بالفيس بوك.. عفوًا وهو مَن ينافق الفيس وأهله ويسعى لإثارة الشارع والمواطن.
تصف الإعلام بأنه يثير الفوضى بحثًا عن الزعامة، فما الذي نصف به ما تكتبه، والحملات التي تهدف بها إلى هز هيبة الرئيس وتقويض أركان الدولة.. سوف يتشنج أحدهم ويهاجم شخصي الضعيف مدافعًا عن حملات حرق الوطن بأنه يمارس حقه في نقد النظام وسوف يتهمنا بأننا ملكيون أكثر من الرئيس، أقول له اقرأ ما كتبه الجلاد بنفسه في مقاله "السيسي والذين معه" وكلامه عن الرئيس بأنه "مرشح المصير"، ردًا على الأستاذ هيكل بأن السيسي مرشح الضرورة.. نحن هنا لا نتحدث عن الحريات ولا مجال للمزايدة، ولكن نتحدث عن وطن يهيل الإعلام عليه التراب لتتضخم أرقام الحسابات البنكية التي تنقل أحدهم من كفر طهرمس إلى فيلا أربعة أدوار في الشيخ زايد وأخرى في التجمع الخامس، وما نعلمه أكثر.
سوف أستعير كلمة الجلاد، لتوصيف ما يفعله هو نفسه: أنا مكسوف من الأداء الإعلامي.