لم يكن فيما حدث مفاجأة على الإطلاق.
كان التأخير المبالغ فيه هو المفاجأة.
بعد أيام قليلة من ضربة الشعب المصرى لمحمد مرسي وجماعته في ٣٠ يونيو، أشارت معلومات إلى أن محمد أبو تريكة لاعب الكرة الشهير كان شريكا لبعض قيادات الإخوان المسلمين في شركة سياحة، لم تكن المعلومات كاملة عندى، لكنى حذرت فقط من أن هذه الشركة يمكن أن يجعلوا منها ستارا لعملياتهم التي بدءوا في مباشرتها بالفعل.
تابعت عن قرب أعمال لجنة حصر أموال الإخوان المسلمين، وكنت أترقب اقترابها من شركة أبو تريكة، لكن تأخر الإعلان، حتى جاء بصورة فاشلة، أفقد الحق منطقه، وجعلنا في مواجهة مجموعة من الغوغاء، يشغلوننا عن القضية الأساسية، وهى تورط أبوتريكة في تمويل أنشطة الجماعة الإرهابية من خلال شركته.
احذفوا اسم أبو تريكة من القضية، وضعوا مكانه أي اسم، يعمل في أي وظيفة، وقولوا للناس إنه يدعم الإرهاب، كيف كنا سننظر إليه؟.. كنا سنقول إنه إرهابى وقاتل، وكنا سنحاصره باللعنة المطلقة.. كنا سنطالب بتطبيق القانون عليه دون رحمة، وهنا يأتى السؤال: هل نحن مع القانون أم ضده؟.
ستقول إنك مع القانون.
سأقول لك: ضع اسم أبو تريكة في القضية مرة أخرى.. وطبق ما قلته عن ضرورة تطبيق القانون على من يتورط في تمويل الإرهاب أو دعمه أو حتى مساندته معنويا.. ستجد أن أبو تريكة مثله مثل غيره، لا يمتاز على أحد بشىء، وليس من حق أحد أن يطالبنا بأن نمنحه حصانة، أو أن نعفيه من عقاب أو عقوبة لمجرد أنه كما يقولون كان سببا في سعادة المصريين من خلال إنجازه الرياضى الكبير.
سأسلم لمن يقولون بأن أبو تريكة منح المصريين سعادة كبيرة، لكنى سأسأل الجميع: هل منح اللاعب هذه السعادة للمصريين مجانا؟ أم أنه حصل على الثمن كاملا، شهرة ومالا ونجومية.. وإذا كان دراويشه من مؤيدى ثورة ٣٠ يونيو يقولون إنه أسعدهم، فلماذا لم يحافظ على عطيته لهم، لماذا لم يستمر كسبب في إسعادهم؟ لماذا انحاز إلى خصم عنيد يريد أن يجعل من مصر مسكنا خربا؟ لماذا ـ وهذا أضعف الإيمان ـ لم يقف على الحياد، في معركة فاصلة بين شعب وجماعة؟ ساعتها كنا سنلتمس له العذر، ولن نحمله بأكثر مما يطيق.
■ ■ ■
القضية إذن وببساطة شديدة أننا أمام مواطن مصرى، تصادف أنه مشهور وله جماهير عريضة في كل مكان، لكنه تورط في نشاط مشبوه يضر بالأمن القومى للبلاد، ولابد من تطبيق القانون عليه، مهما كان عدد من يشجعونه، ومهما بلغ من يؤيدونه، ويعلنون تضامنهم معه، إذ ما الذي يتضامنون معه، فهل إذا تورط أبو تريكة في جريمة قتل وثبت عليه بالدليل أنه مرتكب الجريمة، سيخرج علينا من يتضامنون معه.
الطبيعى ألا يحدث هذا، والطبيعى أيضا أنه متورط في جريمة أبشع من جريمة القتل، إنه يدعم القتل بالجملة، يمول إرهابا ويساند إرهابيين، فلا أقل من أن نترك القانون يعمل بمفرده، دون أن نمارس مراهقة سياسية ووطنية لن تغير من الأمر شيئًا.
■ ■ ■
لقد كان خبر التحفظ على أموال أبو تريكة، وما أحاط به من لغط كبير مثل الفتنة التي أشعلت النار في الجميع، فتنة كشفت عورات كثيرة في الحياة السياسية المصرية، وجدنا أنفسنا عرايا أمام المرآة، أكدت أننا شعب غير ناضج بالمرة، وأشارت إلى مناطق القلق والتوتر ليس في حياتنا فقط ولكن في شخصياتنا أيضا.. فنحن طوال الوقت غير موضوعيين بالمرة، نحب بلا عقل ونكره بلا عقل، والمسخرة الكبرى أننا نفكر أيضا بلا عقل، رغم أننا لابد أن نستخدم عقولنا في التفكير، لكننا نستخدم عواطفنا ومصالحنا ونلغى العقل تماما..وقد بدا بين سطور هذه الفتنة ما يجعلنا نؤكد هذه المسخرة.
فجأة ودون مقدمات وجدنا من يضع عبد الفتاح السيسى في كفة، ومحمد أبو تريكة في كفة واحدة، وكتب أحدهم أن أبو تريكة فاز على السيسى في معركة القلوب.
المقابلة في حد ذاتها ليست منطقية ولا واقعية ولا طبيعية.. فأبو تريكة لا ينافس عبد الفتاح السيسى في شىء، ثم إن الرئيس بعيد عن هذه القضية، ورغم أن هناك من اجتهد وقال إن الرئيس ليس سعيدا بما جرى مع أبو تريكة، وأنه يرى فيما يحدث حالة من الإحراج له، أستطيع أن أؤكد أن الرئيس لم يكن مشغولا بالأساس بقضية أبو تريكة، لأنه يعتبر الأمر في يد القضاء، هو وحده الذي يأخذ القرار، أما هو فلا شأن له، سواء كان أبو تريكة بريئًا أو مدانًا، فهو مواطن من مواطنيه، يسرى عليه القانون دون تمييز أو إجحاف، وعليه فلم يكن هناك أي داعٍ لإقحام اسم السيسى في هذه القضية الساذجة.
إقحام اسم السيسى في قضية أبو تريكة، أشبه ما يكون بعملية اصطياد للرئيس.
ليس في الأمر مبالغة على الإطلاق.. هناك من يريد أن يضع السيسى في جملة مفيدة طول الوقت، يخطط لنزعه من صورته التي وضع المصريون إطارها بأنفسهم، ليجعلوه في متناول اليد، وهو تناول يصبح فيه محطًا للسخرية، والنيل منه، وهو لو تحقق، فساعتها ستصبح الجرأة على السيسى أكثر، ويصبح الخروج عليه أسهل، فمن يديرون الحرب النفسية على النظام يعرفون جيدا أنهم لابد أن يهزموا السيسى في نفوس المصريين أولا، قبل أن يهزموه على الأرض.
■ ■ ■
لقد انحاز البعض إلى أن الخطوة التي نسبوها للنظام بفرض التحفظ على أموال أبو تريكة، ستكون أولى خطوات نهاية النظام، وأسسوا كلامهم على أن أنصار أبو تريكة لن يتركوه وحده، أشاروا إلى أنه يمكن أن يحرك الأولتراس الأهلاوى والزملكاوى على السواء، وأنهم يمكن أن يشعلوا البلد نارا من أجل نجمهم المحبوب، وكأننا بين جيشين، الأول يناصر أبو تريكة اللاعب المتهم، والثانى يناصر السيسى ويقف خلفه، فهل رأيتم مسخرة أكثر من هذه؟ هل رأيتم حمقا أكثر من هذا، إنهم يدينون اللاعب المتهم بأنه بالفعل يمكن أن يكون وراء الأولتراس بكل ما فعلوه ويمكن أن يفعلوه من أجله.
أعرف أن شيئا من هذا لن يحدث.. ليس ثقة في النظام، ولا اطمئنانا في رجاحة عقل الحكومة، ولا في انتظام العمل داخل اللجان المشكلة، والتي تعمل دون أن نعرف عنها شيئا، ولكن لأن النضال في مصر أصبح نظريا، فحالة المناصرة الضخمة لأبو تريكة، لم تخرج عن كونها مناصرة افتراضية، وأعتقد أن الوقت لم يحن بعد ليخرج الغضب من وراء الشاشات إلى الأرض، فهناك من يريد للبلد أن تهدأ، وأن يلتقط الناس أنفسهم، ولذلك خبت موجة الدفاع عن أبو تريكة ومناصرته، وسيصمت ملايين من تحدثوا عنه، هذا إذا كانوا ملايين بالفعل، وسيتركونه وحده، ليواجه مصيره، فلن يقف معه أحد، ولن يدفع له أحد مليمًا.
■ ■ ■
كان يمكن لمحمد أبو تريكة أن ينهى هذه الأزمة كلها، بكلمة منه، أن يقول إنه ليس إخوانيا، أو يؤكد أنه لم يدعم الإرهاب، ويقدم لنا الدليل على ذلك، لكنه لم يفعل ذلك، ليس لأنه فقط متورط بالفعل، وأوراق القضية سيظهر منها الكثير، ولكن لأنه يتعامل مع الأمر على طريقة المُحن الإخوانى، لا تعرف على وجه التحديد موقفه، لا يتحدث في القضية بل يلف ويدور حولها.
لجنة قانونية تحفظت على أمواله، وهو يتحدث عن أنه هو الذي يصنع الأموال وليست الأموال هي التي تصنعه، يا سيدى لم نحدثك عن هذا، إنهم يقولون إن أموالك تذهب إلى الإرهاب، فلماذا لم ترد ولم تعقب، يقولون له إن أموال شركته ساهمت في تمويل أعمال عدائية ضد الدولة، وهو يقول إنه لن يترك مصر، وهل حدثك أحد يا سيدى عن خروجك من مصر.. لف ودوران وحيلة أعتقد أنها لم ولن تنطلى على أحد.
أعرف أنك وأنت تقرأ هذا السطور ستكون هناك قضية أخرى تلح عليك وتطاردك، وسيكون ما قيل عن أبو تريكة قد بهت تمامًا، لكننى فقط أثبت موقفًا، أقول لك إن ما قيل عنه أقل كثيرًا من الحقيقى، لا أحب أن أتطرق إلى ما فعله.. فقد نشرناه سابقًا دون أن يلتفت له أحد، ما أريده دون غيره ألا ندور حول الحقيقة، ثم ندعى أن هناك من يخدعنا، فأنا أثق تماما أن الحكومة تخدع الشعب، هذه وظيفتها، ولن يكون جديدًا عليها أن تفعل ذلك، لكن المحير جدًا بالنسبة لى أننى أمام شعب بأكمله يحب أن يخدع نفسه، وهذه هي مصيبتنا جميعًا.
كان التأخير المبالغ فيه هو المفاجأة.
بعد أيام قليلة من ضربة الشعب المصرى لمحمد مرسي وجماعته في ٣٠ يونيو، أشارت معلومات إلى أن محمد أبو تريكة لاعب الكرة الشهير كان شريكا لبعض قيادات الإخوان المسلمين في شركة سياحة، لم تكن المعلومات كاملة عندى، لكنى حذرت فقط من أن هذه الشركة يمكن أن يجعلوا منها ستارا لعملياتهم التي بدءوا في مباشرتها بالفعل.
تابعت عن قرب أعمال لجنة حصر أموال الإخوان المسلمين، وكنت أترقب اقترابها من شركة أبو تريكة، لكن تأخر الإعلان، حتى جاء بصورة فاشلة، أفقد الحق منطقه، وجعلنا في مواجهة مجموعة من الغوغاء، يشغلوننا عن القضية الأساسية، وهى تورط أبوتريكة في تمويل أنشطة الجماعة الإرهابية من خلال شركته.
احذفوا اسم أبو تريكة من القضية، وضعوا مكانه أي اسم، يعمل في أي وظيفة، وقولوا للناس إنه يدعم الإرهاب، كيف كنا سننظر إليه؟.. كنا سنقول إنه إرهابى وقاتل، وكنا سنحاصره باللعنة المطلقة.. كنا سنطالب بتطبيق القانون عليه دون رحمة، وهنا يأتى السؤال: هل نحن مع القانون أم ضده؟.
ستقول إنك مع القانون.
سأقول لك: ضع اسم أبو تريكة في القضية مرة أخرى.. وطبق ما قلته عن ضرورة تطبيق القانون على من يتورط في تمويل الإرهاب أو دعمه أو حتى مساندته معنويا.. ستجد أن أبو تريكة مثله مثل غيره، لا يمتاز على أحد بشىء، وليس من حق أحد أن يطالبنا بأن نمنحه حصانة، أو أن نعفيه من عقاب أو عقوبة لمجرد أنه كما يقولون كان سببا في سعادة المصريين من خلال إنجازه الرياضى الكبير.
سأسلم لمن يقولون بأن أبو تريكة منح المصريين سعادة كبيرة، لكنى سأسأل الجميع: هل منح اللاعب هذه السعادة للمصريين مجانا؟ أم أنه حصل على الثمن كاملا، شهرة ومالا ونجومية.. وإذا كان دراويشه من مؤيدى ثورة ٣٠ يونيو يقولون إنه أسعدهم، فلماذا لم يحافظ على عطيته لهم، لماذا لم يستمر كسبب في إسعادهم؟ لماذا انحاز إلى خصم عنيد يريد أن يجعل من مصر مسكنا خربا؟ لماذا ـ وهذا أضعف الإيمان ـ لم يقف على الحياد، في معركة فاصلة بين شعب وجماعة؟ ساعتها كنا سنلتمس له العذر، ولن نحمله بأكثر مما يطيق.
■ ■ ■
القضية إذن وببساطة شديدة أننا أمام مواطن مصرى، تصادف أنه مشهور وله جماهير عريضة في كل مكان، لكنه تورط في نشاط مشبوه يضر بالأمن القومى للبلاد، ولابد من تطبيق القانون عليه، مهما كان عدد من يشجعونه، ومهما بلغ من يؤيدونه، ويعلنون تضامنهم معه، إذ ما الذي يتضامنون معه، فهل إذا تورط أبو تريكة في جريمة قتل وثبت عليه بالدليل أنه مرتكب الجريمة، سيخرج علينا من يتضامنون معه.
الطبيعى ألا يحدث هذا، والطبيعى أيضا أنه متورط في جريمة أبشع من جريمة القتل، إنه يدعم القتل بالجملة، يمول إرهابا ويساند إرهابيين، فلا أقل من أن نترك القانون يعمل بمفرده، دون أن نمارس مراهقة سياسية ووطنية لن تغير من الأمر شيئًا.
■ ■ ■
لقد كان خبر التحفظ على أموال أبو تريكة، وما أحاط به من لغط كبير مثل الفتنة التي أشعلت النار في الجميع، فتنة كشفت عورات كثيرة في الحياة السياسية المصرية، وجدنا أنفسنا عرايا أمام المرآة، أكدت أننا شعب غير ناضج بالمرة، وأشارت إلى مناطق القلق والتوتر ليس في حياتنا فقط ولكن في شخصياتنا أيضا.. فنحن طوال الوقت غير موضوعيين بالمرة، نحب بلا عقل ونكره بلا عقل، والمسخرة الكبرى أننا نفكر أيضا بلا عقل، رغم أننا لابد أن نستخدم عقولنا في التفكير، لكننا نستخدم عواطفنا ومصالحنا ونلغى العقل تماما..وقد بدا بين سطور هذه الفتنة ما يجعلنا نؤكد هذه المسخرة.
فجأة ودون مقدمات وجدنا من يضع عبد الفتاح السيسى في كفة، ومحمد أبو تريكة في كفة واحدة، وكتب أحدهم أن أبو تريكة فاز على السيسى في معركة القلوب.
المقابلة في حد ذاتها ليست منطقية ولا واقعية ولا طبيعية.. فأبو تريكة لا ينافس عبد الفتاح السيسى في شىء، ثم إن الرئيس بعيد عن هذه القضية، ورغم أن هناك من اجتهد وقال إن الرئيس ليس سعيدا بما جرى مع أبو تريكة، وأنه يرى فيما يحدث حالة من الإحراج له، أستطيع أن أؤكد أن الرئيس لم يكن مشغولا بالأساس بقضية أبو تريكة، لأنه يعتبر الأمر في يد القضاء، هو وحده الذي يأخذ القرار، أما هو فلا شأن له، سواء كان أبو تريكة بريئًا أو مدانًا، فهو مواطن من مواطنيه، يسرى عليه القانون دون تمييز أو إجحاف، وعليه فلم يكن هناك أي داعٍ لإقحام اسم السيسى في هذه القضية الساذجة.
إقحام اسم السيسى في قضية أبو تريكة، أشبه ما يكون بعملية اصطياد للرئيس.
ليس في الأمر مبالغة على الإطلاق.. هناك من يريد أن يضع السيسى في جملة مفيدة طول الوقت، يخطط لنزعه من صورته التي وضع المصريون إطارها بأنفسهم، ليجعلوه في متناول اليد، وهو تناول يصبح فيه محطًا للسخرية، والنيل منه، وهو لو تحقق، فساعتها ستصبح الجرأة على السيسى أكثر، ويصبح الخروج عليه أسهل، فمن يديرون الحرب النفسية على النظام يعرفون جيدا أنهم لابد أن يهزموا السيسى في نفوس المصريين أولا، قبل أن يهزموه على الأرض.
■ ■ ■
لقد انحاز البعض إلى أن الخطوة التي نسبوها للنظام بفرض التحفظ على أموال أبو تريكة، ستكون أولى خطوات نهاية النظام، وأسسوا كلامهم على أن أنصار أبو تريكة لن يتركوه وحده، أشاروا إلى أنه يمكن أن يحرك الأولتراس الأهلاوى والزملكاوى على السواء، وأنهم يمكن أن يشعلوا البلد نارا من أجل نجمهم المحبوب، وكأننا بين جيشين، الأول يناصر أبو تريكة اللاعب المتهم، والثانى يناصر السيسى ويقف خلفه، فهل رأيتم مسخرة أكثر من هذه؟ هل رأيتم حمقا أكثر من هذا، إنهم يدينون اللاعب المتهم بأنه بالفعل يمكن أن يكون وراء الأولتراس بكل ما فعلوه ويمكن أن يفعلوه من أجله.
أعرف أن شيئا من هذا لن يحدث.. ليس ثقة في النظام، ولا اطمئنانا في رجاحة عقل الحكومة، ولا في انتظام العمل داخل اللجان المشكلة، والتي تعمل دون أن نعرف عنها شيئا، ولكن لأن النضال في مصر أصبح نظريا، فحالة المناصرة الضخمة لأبو تريكة، لم تخرج عن كونها مناصرة افتراضية، وأعتقد أن الوقت لم يحن بعد ليخرج الغضب من وراء الشاشات إلى الأرض، فهناك من يريد للبلد أن تهدأ، وأن يلتقط الناس أنفسهم، ولذلك خبت موجة الدفاع عن أبو تريكة ومناصرته، وسيصمت ملايين من تحدثوا عنه، هذا إذا كانوا ملايين بالفعل، وسيتركونه وحده، ليواجه مصيره، فلن يقف معه أحد، ولن يدفع له أحد مليمًا.
■ ■ ■
كان يمكن لمحمد أبو تريكة أن ينهى هذه الأزمة كلها، بكلمة منه، أن يقول إنه ليس إخوانيا، أو يؤكد أنه لم يدعم الإرهاب، ويقدم لنا الدليل على ذلك، لكنه لم يفعل ذلك، ليس لأنه فقط متورط بالفعل، وأوراق القضية سيظهر منها الكثير، ولكن لأنه يتعامل مع الأمر على طريقة المُحن الإخوانى، لا تعرف على وجه التحديد موقفه، لا يتحدث في القضية بل يلف ويدور حولها.
لجنة قانونية تحفظت على أمواله، وهو يتحدث عن أنه هو الذي يصنع الأموال وليست الأموال هي التي تصنعه، يا سيدى لم نحدثك عن هذا، إنهم يقولون إن أموالك تذهب إلى الإرهاب، فلماذا لم ترد ولم تعقب، يقولون له إن أموال شركته ساهمت في تمويل أعمال عدائية ضد الدولة، وهو يقول إنه لن يترك مصر، وهل حدثك أحد يا سيدى عن خروجك من مصر.. لف ودوران وحيلة أعتقد أنها لم ولن تنطلى على أحد.
أعرف أنك وأنت تقرأ هذا السطور ستكون هناك قضية أخرى تلح عليك وتطاردك، وسيكون ما قيل عن أبو تريكة قد بهت تمامًا، لكننى فقط أثبت موقفًا، أقول لك إن ما قيل عنه أقل كثيرًا من الحقيقى، لا أحب أن أتطرق إلى ما فعله.. فقد نشرناه سابقًا دون أن يلتفت له أحد، ما أريده دون غيره ألا ندور حول الحقيقة، ثم ندعى أن هناك من يخدعنا، فأنا أثق تماما أن الحكومة تخدع الشعب، هذه وظيفتها، ولن يكون جديدًا عليها أن تفعل ذلك، لكن المحير جدًا بالنسبة لى أننى أمام شعب بأكمله يحب أن يخدع نفسه، وهذه هي مصيبتنا جميعًا.