الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

دعوة لرد الجميل لمرسي!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فوجئت باتصال هاتفي من قناة "مصر الآن" الإخوانية، التي تبث إرسالها من تركيا، حيث يقيم قيادات الجماعة ويتخذونها مقراً للتنظيم والتخطيط، ومنصة إطلاق للشائعات والهجوم على مصر والرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي.
المفاجأة أصابتني بالارتباك لحظات، زال مع إفصاح المعد عن سبب الاتصال بأنه يريد مني الحديث بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة عن دور الرئيس المعزول محمد مرسي في الانحياز لحرية الصحافة، عندما استخدم الصلاحيات التشريعية المخولة له، فأصدر قراراً جمهورياً بقانون يلغي فيه الحبس الاحتياطي في قضايا النشر، بموجب هذا القانون أصدر النائب العام- وقتها عبدالمجيد محمود- قرارا بالإفراج عن كاتب هذه السطور الذي أودِع سجن طرة بتهمة إهانة الرئيس مرسي!
تخيل المعد الإخواني أن لمرسي جميلاً في عنقي عندما أصدر قانونا خصيصا ليتم الإفراج عني، وأن وقت رد الجميل قد حان الآن في قناة "مصر الآن"!
لكنني صارحت المعد- المكلف بدعوتي للظهور على القناة الإخوانية- فذكرته بالأجواء وقت صدور الحكم بحبسي، وأن نظام الإخوان وجد نفسه في مأزق أمام واشنطن التي تحميه، بأنه تعرى وانكشفت سوءته، وأنه نظام قمعي يستخدم الحبس وسيلة لإرهاب معارضيه وإسكات أصواتهم، وأن كل الدول استنكرت هذا الإجراء في بيانات رسمية، وتحول ميدان طلعت حرب- وقتها- إلى كتلة ثورية تضم المثقفين والصحفيين وكبار الكتاب ينددون ويرفضون حبس الصحفيين في إجراء غير مسبوق.
قلت لمن اتصل بي: هذا هو موقفي، فلا يجب أن تتخيل أنني سأوجه لمحمد مرسي شكرًا لا يستحقه، خاصة أن قضية إهانة مرسي- وهي التهمة التي وجهت لي- ظلت متداولة في المحاكم، ولم يتنازل عنها إذا كان صادق النية في الوقوف إلى جانب حرية الرأي والتعبير، فكان الأولى به أن يعلن أمام الجميع أن الدعوى التي أقامها مجهولون ضدي صدرت من غير ذي صفة، وأنه كرئيس- وقتها– يرفض أن يتم الزج باسمه لتهديد الحريات ليبرئ نفسه من استهداف الصحافة، لكن مرسي فضل المراوغة، فإذا به يكتفي فقط بإلغاء الحبس الاحتياطي لتظل الدعوى سيفًا مسلطًا ضدي، وضد العشرات ممن أقيمت ضدهم دعاوى وبلاغات كاذبة أمام النيابة العامة.
وزدت من الشعر بيتًا للمعد- الذي سمع ما لا يرضيه عن جماعته- فقلت: دعك مني ومما حدث معي، فعلى الاأقل أنا على قيد الحياة، لكن ماذا ستقول الجماعة عن اغتيال الشهيد الحسيني أبوضيف؟! ففاجأني بالرد: الجماعة بُرِّئتْ ساحتُها من قتله كما جاء في الحكم القضائي، فقلت له: حتى لو لم توَجَّه لكم تهمة قتله، أو إدانة أحد أعضاء جماعتك بقتله، فكل المصريين يعرفون أنكم قاتلوه، وإن لم تتوفر الأدلة.. أنتم مهدتم الأرض للاغتيال بالحشد والشحن والفتاوى، ويبقى أن يضغط أحدهم على الزناد فتخرج الرصاصة الغادرة.. المبررات موجودة للقتل، وأخلاقيا أنتم الذين أحلتم الاتحادية لساحة قتال، وستظل أياديكم ملوثة بدماء الأبرياء.. وأنتم المسئولون يا سيدي.

وتبقى كلمة، الحرية والإخوان لا يجتمعان، واسألوا أنفسكم أعضاء التنظيم: هل منكم مؤلف أو روائي أو مخرج سينمائي؟!، أين قائمة المبدعين لديكم؟! الإبداع حرام لأن التفكير والخروج عن النص- أقصد الخروج على الأمير- غير مسموح به، عاش الزعيم عادل إمام والمبدع لينين الرملي في "الإرهابي": لا تجادل ولا تناقش يا أخ علي حتى لا تقع في المحظور.