الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

عن أبو تريكة ودراويشه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما إن صدر قرار لجنة إدارة أملاك الإخوان بالتحفظ على أسهم شركة "أصحاب تورز" والتي يقبع مديرها في السجن كمتهم في أكثر من جناية، حتى قامت الدنيا ولم تقعد، وذلك لأن المدعو محمد أبوتريكة هو أحد المساهمين بالشركة.
وإذا كان المدافعون عن أبو تريكة اليوم يتمسحون في فكرة أن المبادئ لا تتجزأ فأين تضامنكم مع أنس محمد عمر القاضى مدير الشركة المحبوس حاليا على ذمة القضية رقم 14275 لسنة 2014 إدارى الدخيلة، ومتهم فى الجناية رقم 171 لسنة 2013 جنايات باب شرق "أعمال عدائية ضد الدولة".
الطيور على أشكالها تقع، اللاعب الذي أطلقتم عليه "اللاعب الخلوق" يعرف جيدا في يد من يضع يده، ويعرف أيضا جرائم الإخوان في كل شبر بأرض مصر، ولكنه تماهى كشريك مع المجرمين مُعتقدا أن نجومية ما قد تنقذه وتنقذ أمواله من الملاحقة، طبعا المتهم برىء حتى تثبت إدانته ولكننا تعلمنا أن نتقي مواضع الشبهات، فكيف للاعب ناضج أن ينخرط بكل كيانه في مواضع الشبهات ثم يطلع علينا أراذل الناس بين عشية وضحاها ليقولوا لنا أن أبو تريكة خط أحمر، كبرت كلمة تخرج من أفواهكم فالخط الأحمر لدينا معروف وهو حدود الوطن وأمان جبهته الداخلية.
وأنا لست مندهشا من احتمال تورط اللاعب فى شراكة مع عصابات إجرامية فهو منذ البدء والشبهات تحوم حوله فبعد إعلانه دعم مرسي في انتخابات الرئاسة، وهذا حقه، ثارت الأقاويل حول الثمن حيث ترددت بقوة أنباء عن وساطته لدى المجرم الأكبر العياط ليعفو كرئيس عن شحته فوزي مختار أبو تريكة المتهم بالاستيلاء على 7 ملايين جنيه من أموال وزارة الداخلية في عمليات تسفير لأداء مناسك الحج وتزويره لمستندات رسمية، وذلك المتهم لمن لا يعلم هو إبن اللاعب الخلوق أبوتريكة الذي تقام له الآن مواكب اللطم من الذين يسمون أنفسهم نشطاء وحقوقيين.
وعلى ذلك أقول إذا كان اللاعب عضو منتخب الساجدين قد إختار طواعية أن يحمل قربة مخرومة فليتحمل أن تخُر على رأسه، فالشعب المصري لا يوجد عنده أغلى من بلاده، ولا يشفع لأبو تريكة أية اجتهادات في المستطيل الأخضر وأن كل قطرة دم سالت من جندي أو مواطن بيد الإرهاب الأسود أكبر لدينا من كل بطولات ذلك اللاعب الذي اختار بنفسه خاتمة سوداء لتاريخه.
ويبدو أن أزمة بلادنا لم تعد مع فكر ورصاص التخلف المتأسلم فقط، ولكنها أيضا مع دراويش ذلك الفكر وتلك السخافات، هؤلاء الدراويش يلوكون ليل نهار قصة دولة القانون وقضية الدولة المدنية، ومع أول تلامس لدولة القانون مع الواقع يصرخون باعتبارهم حراس العدالة، فإذا صادف الحكم القضائي هواهم خرسوا تماما ولنا مثل في براءة أبو إسماعيل الأسبوع الماضي من قضية سب ضباط الشرطة، فالذي أصدر حكم ببراءة أبو إسماعيل ينتمي لذات المرفق القضائي الذي أصدر حكما بإدانته في قضية تزوير جنسية والدته، ولكن المتنطعين على المقاهي وبارونات التمويل يواصلون غباءهم وإدعاءاتهم كسوس ينخر في عظام الوطن الذي لم يتعاف من مصائب عشرات السنين.
واليوم إذا لم تتحدد الخنادق بوعي عميق حول طبيعة المرحلة التي نعيشها ونعرف من مع تقدم هذا الوطن ومن مع جره للوراء كأشلاء يلغ في دمائها تجار الإرهاب والتمويل فمتى تتحدد تلك الخنادق؟ الوضوح والمصارحة والشجاعة والشفافية من الدولة وإنفاذ القانون يمثلون الطريق الوحيد للنجاة من فخ الانهيار، أما العمل على سطر ونترك السطر الآخر فهو بداية التردد وانفراط العقد وانتصار غوغائية أبو تريكة وانتشاء دروايشه على حساب وطن عظيم اسمه مصر.