الإثنين 03 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مجددون جدد .. إسماعيل محمد حسني (2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وإذ يبدأ المؤلف الباب الأول لكتابه والمعنون حول الدين والسياسة فإنه يبدأه بعبارة تقول "طالما عاش الدين في قلوب البشر كان أمنا وسلاما ودفئا، وطاقة دافقة للخير والمحبة والعطاء، ولكن في اللحظة التي يساق فيها الدين خارج موطنه الأصلي وهو القلوب ويجبر على أداء وظائف نسبية لا تتناسب وطبيعته المطلقة، يتحول إلى طاقة مدمرة لكل المعاني السامية". ويلاحظ المؤلف "لم يتفق رجال السلطة السياسية والسلطة الدينية على شيء في تاريخهم الطويل، كما اتفقوا على محاربة العلمانية ونشر الأكاذيب حول أهدافها وفلاسفتها ومنظريها، فهي الخطر الذي يهدد عروش الاستبداد والتسلط السياسي والديني". والتجديد "فريضة إسلامية"، "ولو لم يتحرر العقل الإنساني من قيد الجمود "لما أمكن تحقيق هذا التجديد ولظل الدين أسيرا للتقليد" وهو يدعونا إلى تخيل ماذا كان سيكون عليه حالنا وحال ديننا لو استمر التزامنا بما قال به بعض الفقهاء القدامي من مغلقي العقول "من تحريم دراسة علوم الهندسة والمنطق والفلسفة، وتحريم تشريح الجثث وشرب مياه الصنبور وتعليم البنات وعمل المرأة والتصوير ووضع حد أدنى لسن الزواج للجنسين، وتحريم التعامل مع البنوك وشركات التأمين والبورصة" (ص21) ثم يقول "لقد قام الكهنوت الديني السلطوي بمحاربة العلمانية عن طريق تسييس الدين الإسلامي في أذهان العامة بالترويج لفكرة "شمولية الإسلام" وهي فكرة استبدادية تهدف إلى إقامة كهنوت ديني يتم من خلاله السيطرة علي عقول البشر والتحكم في أفكارهم عن طريق إقحام رجال الدين في جميع نواحي الحياة من سياسة واقتصاد وتجارة وطب وقانون ومعاملات لتخضع الشعوب ويتم تبرير السياسات الجائرة وتجميلها بفتاوي ونصوص مقدسة كلما لزم الأمر. فتحويل الإسلام إلي كهنوت شمولي يتدخل في جميع شئون الحياة يقتل شعور افراد المجتمع بفرديتهم ويقوم بتحويلهم إلي اعضاء في قطيع يستقي المعرفة من نبع واحد هو المؤسسة الدينية التي يجري اخضاعها بذهب المعز من جانب السلطة السياسية" ثم يلخص المؤلف جوهر فكرته مؤكدا أن التناقض بين العلمانية والدين هو مجرد تناقض مزيف ليس له وجود إلا في أذهان قلة من غلاة الإلحاديين ودروايش الكهنوت الديني الذين لم يخل العالم يوما من أمثالهم، ويعود "حسني" للتأكيد "لكن التناقض بين العلمانية والتجارة بالدين أو خلطه بالسياسة هو تناقض حقيقي وقائم" ومن ثم يصل بنا المؤلف إلى إيضاح مهمة الكتاب وضرورته وهي "إزالة الأوهام في الذهنية المسلمة فيما يتعلق بالحل الديني المزعوم وبيان حقيقة وأغراض ما يسمى بالصحوة الإسلامية الحالية التي يتم من خلالها محاربة العلمانية والدعوة للدولة الدينية (ص24) ذلك أنه "لم يخل التاريخ الإسلامي في أي حقبة من حركات سياسية تستخدم الدين لتحقيق أهدافها، ومن ثم كانت مهمة مواجهتها مهمة دائمة طوال الماضي والحاضر والمستقبل" (ص27).
ونواصل رحلتنا مع إسماعيل حسني.