مَن منكم يعرف كاتبا عربيا يأكل من مبيعات كُتبه ؟ مَن يكسب قوت يومه بالكتابة ؟ بالإبداع ؟ بالكُتب ؟ من يعش بالقلم ؟
أقول ذلك بعد قراءة قائمة وضعتها جريدة "صنداى تايمز" عن أغنى الكُتاب فى العالم . هل تتصورون أن إى إيل جيمس مؤلف رواية "خمسون درجة من الرمادى" والذى يبلغ عمره 52 عاما حقق من رواياته ثروة قدرها 75 مليون جنيه استرلينى أى ما يقارب المليار جنيه ؟
الأجمل من ذلك جى كى رولنغ مؤلفة سلسلة روايات "هارى بوتر" والتى اعتبرت أغنى كاتبة حيث وصلت ثروتها 580 مليون جنيه استرلينى . باربارا برادفورد كاتبة أخرى ربحت من كتبها 149 مليون جنيه استرلينى .
فى بلادنا يكتب الكُتاب كثيرا ولا يربحون . يكتبون ربما أكثر إبهارا لكن دون عائد . يكتبون بأعصابهم بعرقهم بدمائهم وقائع أكثر إدهاشا لكنهم يبقون فقراء .
من المحيط إلى الخليج لا حقوق حقيقية للكاتب فى عالمنا العربى سوى الرواج والصيت . وفى بلادنا يقولون الصيت ولا الغنى ، لذا فقد كُتب على معشر الكُتاب ألا يربحوا من رواياتهم أو قصصهم أو دراساتهم الفكرية ، إلا فيما ندر .
أعرف كاتبا عظيما ألف سلسلة تاريخية عظيمة تجاوزت ثلاثين كتابا ، ومات فى حجرة مُستأجرة فى حى شعبى رغم أن كُتبه كانت تباع فى كل المكتبات .
أعرف آخر ترك الطب وانخرط فى الكتابة التاريخية وتدوين السير حتى بلغ عدد كُتبه ثمانين كتابا، وعرفه الناس فى كل مكان ، لكن أوضاعه المالية ظلت سيئة، واضطر إلى الهجرة من مصر ليقبل العمل فى فضائية تناصر الإخوان طلبا للمال .
أعرف شاعرا كان ولازال رائدا لجيله فى الشعر النثرى ، كتب عنه نقاد عالميون، وأعدت جامعات عن إبداعه دراسات ورسائل ماجيستير ودكتوراه، لكنه مازال فقيرا ، مُعدما ، يعمل ثلاثة أرباع يومه ليحصل على "ملاليم " تفى بالحد الأدنى لحياة أسرته الصغيرة .
ليست المشكلة فى ضعف القراءة فى عالمنا العربى ، بقدر ما هى احتقار السلطة ــ أى سلطة ــ لمهنة الكتابة ومهمة الإبداع . لا توجد منح تفرغ للمبدعين لإنجاز أعمال خالدة ، لا توجد هيئات حكومية تمنح الكاتب أجرا يستحق عناء الكتابة ، ولا حتى دور النشر الخاصة التى غالبا ما تستهلك المؤلفين وتستدرجهم لدفع أموال لنشر ما يكتبون . وحتى الجوائز التى تُقدم للبعض تخضع لسياسات وحسابات "الشللية" بعيدا عن أى قواعد أو معايير فنية ، رغم أن قيم تلك الجوائز هزيلة .
أى فضيحة تمر بها الثقافة العربية ! أى مأساة أن يموت الشعراء والمُبدعين قهرا وهم يتسولون العلاج على نفقة حكام مُستبدين يحسبون أنفسهم أنصاف آلهة !
لقد أوجعنى تقرير صنداى تايمز . أوجعنى كثيرا .
الأجمل من ذلك جى كى رولنغ مؤلفة سلسلة روايات "هارى بوتر" والتى اعتبرت أغنى كاتبة حيث وصلت ثروتها 580 مليون جنيه استرلينى . باربارا برادفورد كاتبة أخرى ربحت من كتبها 149 مليون جنيه استرلينى .
فى بلادنا يكتب الكُتاب كثيرا ولا يربحون . يكتبون ربما أكثر إبهارا لكن دون عائد . يكتبون بأعصابهم بعرقهم بدمائهم وقائع أكثر إدهاشا لكنهم يبقون فقراء .
من المحيط إلى الخليج لا حقوق حقيقية للكاتب فى عالمنا العربى سوى الرواج والصيت . وفى بلادنا يقولون الصيت ولا الغنى ، لذا فقد كُتب على معشر الكُتاب ألا يربحوا من رواياتهم أو قصصهم أو دراساتهم الفكرية ، إلا فيما ندر .
أعرف كاتبا عظيما ألف سلسلة تاريخية عظيمة تجاوزت ثلاثين كتابا ، ومات فى حجرة مُستأجرة فى حى شعبى رغم أن كُتبه كانت تباع فى كل المكتبات .
أعرف آخر ترك الطب وانخرط فى الكتابة التاريخية وتدوين السير حتى بلغ عدد كُتبه ثمانين كتابا، وعرفه الناس فى كل مكان ، لكن أوضاعه المالية ظلت سيئة، واضطر إلى الهجرة من مصر ليقبل العمل فى فضائية تناصر الإخوان طلبا للمال .
أعرف شاعرا كان ولازال رائدا لجيله فى الشعر النثرى ، كتب عنه نقاد عالميون، وأعدت جامعات عن إبداعه دراسات ورسائل ماجيستير ودكتوراه، لكنه مازال فقيرا ، مُعدما ، يعمل ثلاثة أرباع يومه ليحصل على "ملاليم " تفى بالحد الأدنى لحياة أسرته الصغيرة .
ليست المشكلة فى ضعف القراءة فى عالمنا العربى ، بقدر ما هى احتقار السلطة ــ أى سلطة ــ لمهنة الكتابة ومهمة الإبداع . لا توجد منح تفرغ للمبدعين لإنجاز أعمال خالدة ، لا توجد هيئات حكومية تمنح الكاتب أجرا يستحق عناء الكتابة ، ولا حتى دور النشر الخاصة التى غالبا ما تستهلك المؤلفين وتستدرجهم لدفع أموال لنشر ما يكتبون . وحتى الجوائز التى تُقدم للبعض تخضع لسياسات وحسابات "الشللية" بعيدا عن أى قواعد أو معايير فنية ، رغم أن قيم تلك الجوائز هزيلة .
أى فضيحة تمر بها الثقافة العربية ! أى مأساة أن يموت الشعراء والمُبدعين قهرا وهم يتسولون العلاج على نفقة حكام مُستبدين يحسبون أنفسهم أنصاف آلهة !
لقد أوجعنى تقرير صنداى تايمز . أوجعنى كثيرا .