تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
الرئيس يتحرك وحده، يفكر وحده، يخطط وحده.. يحارب وحده في الداخل والخارج، قد يسأل البعض: ومن يفرض على الرئيس أن يخوض كل المعارك وحده؟! وأين مؤسسات الدولة؟! وهل تحارب معه أم أنها على الحياد؟! أم أنها تحولت لعائق ومعطل بدلا من أن تكون داعما وسنداً؟!
وأين الظهير الشعبي؟ والتأييد الجارف؟ والشارع المؤيد للرئيس والذي يبارك خطواته ويدعم قراراته؟ هل خفت صوته تحت ضغط الأسعار وسعار التجار؟ وأين الانبهار- إلى حد الدهشة- بمشهد تنصيب الرئيس ومراسم البروتوكول والاحتفال بتوقيع وثيقة تسلم الحكم في مصر من المستشار عدلي منصور- الرئيس المؤقت- إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي؟ وأين ذهب إحساس تلك اللحظة وفرحة المصريين بعودة بلدهم المغتصبة من جماعة الإرهاب؟
هناك من يستهدف حزب الرئيس، وأقصد بحزب الرئيس المواطن البسيط الذي آمن بالرجل قبل أن يترشح، بل ودفعه للترشح بحملات وشعارات كمل جميلك، هذه الكتلة التي نصبته رئيسًا ليس بدافع أجندة سياسية، وإنما للحفاظ على الوطن من التفتيت، وينتصر لهؤلاء البسطاء في مطالبهم اليومية وظروفهم المعيشية الصعبة، ليكون لسان حالهم ومندوبهم إذا جاز التعبير.. هو حلمهم وباعث الأمل فيهم.. يريدون أن يقفوا بجانبه وهم حقيقة يفعلون ذلك، لكن هناك من يحاربهم عمدا أو جهلا، هناك مؤامرة لتيئيسهم يروجها سماسرة الإحباط أنه لا إصلاح تم ولا خير قادم، بل وهناك من يحرضهم بدوافع سياسية أو يستفزهم إعلاميا ليتحولوا إلى كتلة غاضبة قابلة للانفجار في وجه الرئيس.
صنعنا دستورا، فرحنا به واعتبرناه إنجازا لـ 30 يونيو فهو الاستحقاق الأول، فإذا به وثيقة كلها ألغام تهدد الاستقرار وتخلق حالة صراع دائمة بين مجلس النواب المنتخب ورئيس الجمهورية المنتخب! في بلد يضع كل أمله وشعب يضع كل طموحه في رقبة الرئيس، نحن هنا نتحدث عن حالة استثنائية لشعب ووطن، قد يقول البعض– عن حق– الدستور تصنعه الأمم ليعيش عشرات السنين، فهو لا يولد من أجل نظام أو شخص الرئيس، لكن ماذا نفعل إذا كان الدستور معطل (بكسر الطاء)؟!.. والاستحقاق الثالث مهدد ليس فقط بسبب عدم دستورية قوانين الانتخابات وتقسيم الدوائر، لكن أيضا لأننا أمام دستور وضعنا في مأزق، والحوار الدائر: هل نغير في بنوده الآن؟ أم نتركه لمجلس نواب قادم من "العتمة" والصفقات وتحالف رأس المال السياسي المشبوه؟.. هذه هي الحقائق التي لا يجب ألا نغض الطرف عنها.
عقدنا مؤتمراً اقتصادياً بهر العالم كله.. جاءه ملوك ورؤساء وشركات عالمية ومستثمرون.. اتفاقيات تم توقيعها وصفقات تم الاتفاق عليها.. ثم انفض المولد وانحسرت الأضواء.. لا أحد يعرف ماذا يجري وأين ذهبت الأرقام المليارية.. لا تسويق لما تم إنجازه، ولا معلومات متوافرة، ولا حملة تروج لما هو قادم، وعجز حكومي غير مسبوق لاستثمار لحظة نجاح وإطلاع عموم الناس في بلدنا عن المشروعات القادمة والتحديات والعقبات.. حملة تقول للناس نجحنا في كذا وفشلنا في كذا، نصدقهم القول حتى لا يصب التعتيم في خانة الإحباط وعدم الثقة.
الرئيس وحيدا، يواجه منظومة فساد مالي وسياسي وإداري من أجهزة مهترئة ومؤسسات فاشلة وذمم خربة.. نعم الرئيس وحيداً، ليس خيارا ولكنه اضطرارٌ بلا حكومة مقاتلة، وبلا حزب يسانده، ومجلس نواب يراقب ويشرع، بل وإعلام يحاربه ويحاول كسر هيبته، ومن يحاول المساندة في الغالب يتحول إلى عبء ثقيل ضرره أكثر من نفعه، وبلا فريق رئاسي حتى لا يصبح من يقترب سورا حاجزا، أو مركزا للنفوذ ومن ثم الفساد.