تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
يستغرب الناس كذبهم، ويتعجبون لإفكهم، ويندهشون لافتراءات مسلسلة تضعهم بمصاف “,”الضحايا“,” وتثبتهم بخانة “,”الشهداء “,” .
مظلومون، مظلومون أبدا، ومضطهدون مضطهدون دائما، وكأن البشرية كلها تتآمر ضدهم ليل نهار، وكأنهم جند الله وشعبه المختار وغيرهم جاهليون ومنافقون وظلمة.
لا يجد الإخوان المتأسلمون عذرا في الكذب كل يوم ، كأنهم يتنفسون كذبا، ويأكلون كذبا، ويشربون كذبا.
إنهم ينسجون حكايات أشبه بحكايات القرون الوسطى عن جنود القوات المسلحة القتلة السفاحين الذين ليس لديهم هم إلا إزهاق الأرواح وسفح الدماء.
يوم الحرس الجمهوري لم يمنعهم حياء أن يقولونها ويكررونها:
“,”قتلونا ونحن سجود“,”.
ولم تَكْسُهُمْ حمرة الخجل يوم فض الاعتصام عندما ادَّعوا أن الأمن المصري أحرقهم أحياءا .
ومن قبل زعموا أن البرادعي سافر إلى اسرائيل قبل 30 يونيو، للحصول على إذنها للانقلاب على محمد مرسي، والغريب أن أتباعهم وذيولهم ــ بجهل وبسوء نية ــ صدقوا تلك الأكاذيب، ونشروها كمسَلَّمات، واستخدموها فى الحوار والجدال والتناقش حول ما جرى وما سوف يجرى.
والأغرب من ذلك أن صانعو الكذب أنفسهم صدقوا ما أفتروه وتحولوا إلى “,”شهداء“,” و“,”ضحايا“,” و“,”مظاليم“,”.
إن هذه الافتراءات تذكرني بقصة “,”27024“,” ، والتي نقلها لنا الأستاذ محمد حسنين هيكل، على صفحات الأهرام عام 1954، عندما تم القبض على حسن الهضيبي، مرشد جماعة الإخوان فى ذلك الوقت، وذهب إليه هيكل، في السجن الحربي، وقتها قال الهضيبي، لـهيكل، فى حوار طويل مسجل: “,”أن رجال الأمن قتلوا زوجته وأولاده وأنه يحتسبهم عند الله ضمن الشهداء“,”.
وسأله هيكل، عن مصدر تلك المعلومات، فرد بأنها مصادر موثوقة وأقسم بالله العظيم أن عائلته قُتلِت.
وطبقا لرواية هيكل، فقد أستأذن اللواء أحمد أنور، قائد السجن الحربي وأحضر الهاتف وسأل الهضيبي، عن هاتف منزله فَرَدَّ: 27024 .
فاتصل به وأعطاه السماعة فردت زوجته وسألها إن كانت بخير فأجابت: نعم . وسألها إن كان الأبناء بخير، فردت: إنهم جميعا بخير.
وقال هيكل، للمرشد: ماذا ستفعل فى قسمك بالله أن جميع أفراد أسرتك قتلوا ؟؟ فرد الرجل: سأصوم ثلاثة أيام.
والمغزى فى الحكاية أن “,”جين“,” الكذب متوارث فى شرايين أفراد الإخوان منذ خطا مرشدهم على بلاط السياسة.
وإذا كانت الغاية تبرر الوسيلة، فإن الكذب مقبول، بل ومطلوب فى الطريق إلى دولة “,”الإسلام“,” المزعومة.
والواضح مع هذا الكذب أن تمثيل دور “,”المضَّطَهَد “,” يتطور إلى الشعور الفعلي بالاضطهاد .
لذا فلا تتوقع عودة الإخوان إلى طريق السلمية، ولا تنتظر توبتهم إلى الوطن . والله أعلم.