نحن الآن في حضرة مفكر مستنير ومجدد، وأيضا مجتهد ودؤوب في بحثه الذي طالما إتسم بالشجاعة الصريحة. الكاتب اسماعيل محمد حسني، أما الكتاب فهو "علمانية الإسلام والتطرف الديني- نقد أيديولوجية شمولية الإسلام من منظور الشريعة والتاريخ وقيم الحداثة". وهو مؤلف من 490 صفحة من القطع الكبير ويهديه "إلي روح والدي. وإلى أرواح الرجال العظام من عشاق الحرية، وفرسان العقل، وشهداء الكلمة عبر العصور، الذين سقطوا وهم يحملون مشاعل التنوير التي أضاءت حياتنا" ثم يستهل الكتابة قائلا "العلمانية هي يد العدالة الإلهية التي تسحب غطاء الدين عن السلطة وتجعلها تقف وحيدة في العراء أمام شعوبها، ليس لها ما تستر به عورتها سوى كفاءتها وعدلها، وشفافيتها واحترامها لحقوق مواطنيها، ودفاعها عن أمن الأوطان وسلامتها، فيرتفع مستوى أدائها ولا تصبح مرتعا للصوص والأفاقين" (ص7).
وفي المقدمة يحاول المؤلف أن يضع خصوم العلمانية وظهرهم إلى الحائط فيبدأ "لا يزال البعض في بلادنا عند مناقشة مسألة العلمانية يتصور أننا أمام اختيار ومفاضله بين العلمانية وبدائل أخرى لتحديث مجتمعاتنا، وواقع الأمر أن العلمانية كمبدأ علمي في تحديث المجتمعات قد اكتسب من الثبات والاستقرار ما اكتسبته العديد من مبادئ النهضة الحديثة، ويرجع ذلك الهجوم إلى التشويش المتعمد الذي تثيره الأنظمة الاستبدادية والمؤسسات الدينية التابعة لها حول مفهوم العلمانية في عقول الناس، فالعلمانية هي الخطر الحقيقي على استبدادهم وسلطتهم المطلقة" (ص11) ثم يحدد المؤلف هدفه من الكتابة قائلا: إنه يستهدف تحويل الفكر العلماني إلي مطلب قومي للشعوب العربية والإسلامية تناضل من أجل تحقيقها القوي الوطنية كافة، فالعلمانية هي الطريق الوحيد لبناء مجتمعات عصرية حديثة قائمة على دعائم قوية من العلم والحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان.
ثم يمضي ولم يزل في المقدمة "أن قيم الحداثة ووضع لبنة في جسر التواصل بين حاضرنا وماضينا الثقافي، من أجل إثبات أن قيم الحداثة والمنهج العلمي في التفكير لها جذور في وعينا الأخلاقي والديني، وأنها وأن لم تتواجد في تاريخنا بنفس المفهوم أو الشكل المتعارف عليه اليوم، إلا أنها ظهرت في تراثنا، وكان يمكن لها أن تنمو وتتبلور لو لم يقم تحالف الاستبداد السياسي والكهنوت الديني بوأدها في مهدها" (ص14) ثم يختتم مقدمته قائلا "وأننا نعرف مقدما أن دعوتنا إلى التعايش بين الإسلام والعلمانية سوف تتعرض لانتقادات لاذعة واتهامات باطلة من كل من المتطرفين الإسلاميين والمتطرفين العلمانيين علي حد سواء فكلاهما إنعزالي اقصائي لا يحترم الآخر ولا يؤمن بالحوار إلا مع نفسه.. إلا أننا نؤمن أن الأحرار ليس أمامهم إلا أن يمضوا في طريق الحرية مهما كان شائكا أو وعرا" (ص14).
وبهذه العبارة الأخيرة منح إسماعيل حسني نفسه أمانا من اتهامات شائكة أو قد يكون قد وضع نفسه بين فكي كماشة لا ترحم، لكنه اعتبر أن التجديد والعلمانية والحرية واجبا مقدسا. ونواصل معه
وفي المقدمة يحاول المؤلف أن يضع خصوم العلمانية وظهرهم إلى الحائط فيبدأ "لا يزال البعض في بلادنا عند مناقشة مسألة العلمانية يتصور أننا أمام اختيار ومفاضله بين العلمانية وبدائل أخرى لتحديث مجتمعاتنا، وواقع الأمر أن العلمانية كمبدأ علمي في تحديث المجتمعات قد اكتسب من الثبات والاستقرار ما اكتسبته العديد من مبادئ النهضة الحديثة، ويرجع ذلك الهجوم إلى التشويش المتعمد الذي تثيره الأنظمة الاستبدادية والمؤسسات الدينية التابعة لها حول مفهوم العلمانية في عقول الناس، فالعلمانية هي الخطر الحقيقي على استبدادهم وسلطتهم المطلقة" (ص11) ثم يحدد المؤلف هدفه من الكتابة قائلا: إنه يستهدف تحويل الفكر العلماني إلي مطلب قومي للشعوب العربية والإسلامية تناضل من أجل تحقيقها القوي الوطنية كافة، فالعلمانية هي الطريق الوحيد لبناء مجتمعات عصرية حديثة قائمة على دعائم قوية من العلم والحرية والعدالة واحترام حقوق الإنسان.
ثم يمضي ولم يزل في المقدمة "أن قيم الحداثة ووضع لبنة في جسر التواصل بين حاضرنا وماضينا الثقافي، من أجل إثبات أن قيم الحداثة والمنهج العلمي في التفكير لها جذور في وعينا الأخلاقي والديني، وأنها وأن لم تتواجد في تاريخنا بنفس المفهوم أو الشكل المتعارف عليه اليوم، إلا أنها ظهرت في تراثنا، وكان يمكن لها أن تنمو وتتبلور لو لم يقم تحالف الاستبداد السياسي والكهنوت الديني بوأدها في مهدها" (ص14) ثم يختتم مقدمته قائلا "وأننا نعرف مقدما أن دعوتنا إلى التعايش بين الإسلام والعلمانية سوف تتعرض لانتقادات لاذعة واتهامات باطلة من كل من المتطرفين الإسلاميين والمتطرفين العلمانيين علي حد سواء فكلاهما إنعزالي اقصائي لا يحترم الآخر ولا يؤمن بالحوار إلا مع نفسه.. إلا أننا نؤمن أن الأحرار ليس أمامهم إلا أن يمضوا في طريق الحرية مهما كان شائكا أو وعرا" (ص14).
وبهذه العبارة الأخيرة منح إسماعيل حسني نفسه أمانا من اتهامات شائكة أو قد يكون قد وضع نفسه بين فكي كماشة لا ترحم، لكنه اعتبر أن التجديد والعلمانية والحرية واجبا مقدسا. ونواصل معه