ليس ضروريًا أن يكون الجاسوس ملمًا بالنواحى العسكرية، أو يملك خبرة فنية في تخصص ما، فالجاسوسية الحديثة لا تشترط وجود أي من هذه الصفات لدى الجاسوس، كل ما في الأمر، أن يكون منزوع الانتماء وفاقد الضمير، ويسعى بين أهله ومواطنيه كالحية الرقطاء المتربصة بالفريسة.
والجاسوسية بشكل عام هي «الطابور الخامس» أو السلاح الرابع، كما يطلقون عليها بعد سلاح الطيران والبحرية والقوات الجوية والإرهاب في هذا الوقت الذي نعيش فيه، لن يفلح أبدًا إلا باستخدام الجواسيس الذين علينا التخلص منهم، والمحزن في الموضوع أن الأطباء الذين نلجأ إليهم لتلقى العلاج بعضهم تم تجنيده لجمع معلومات عن مجندين وضباط سواء في الشرطة أو الجيش تمت إصابتهم في الحرب الباردة الخسيسة التي نعيش فيها.
وإليكم أحد الجواسيس الذي توصلنا إليه، وشهرته في عالم الإرهاب «على أبو إسماعيل» وهذا اسمه الحركى الذي يستخدمه، ويعرف به وسط الجماعات الإرهابية، وهو ناشط بقوة بينهم ويعمل أبو إسماعيل في طوارئ مستشفى العريش، ويقوم بنقل كل صغيرة وكبيرة يتعرض لها الضباط والجنود داخل مستشفى العريش للجهاديين، وقال على إنه بمناسبة عمله بمجال الطوارئ دخل عليه أمين شرطة به إصابات خفيفة وكان يشاهد وقتها آخر فيديو فيه آخر إصدارات للدولة الإسلامية الذي به ذبح وقتل للضباط وللجنود، وأراد على أن يشاهد رد فعل أمين الشرطة، وقال له: تعالى شوف داعش بتعمل إيه وعند مشاهدته الفيديو شعر بدوخة وطلب منه أمين الشرطة أن يقوم بقياس ضغطه وضحك على بداخله ضحكة شريرة.
وقال أبو إسماعيل لزملائه الإرهابيين: ابشروا الجنود في سيناء يصيبهم حالات انهيار عصبية ونفسية، عندما يعلمون أنهم خارجون في حملة على المناطق، ومنهم جندى بالكتيبة ٣٧ أصابه انهيار عصبى عندما علم خروجه، وهو الآن محجوز بمستشفى العريش.
على يقوم بنقل أخبار الإرهابيين في سيناء لأنصار الجماعات الإرهابية بالفيس بوك.
هاجم أبو إسماعيل قيادات الإخوان في مصر، وأكد أن هؤلاء بالنسبة له منهجهم الحالى لا يمت للشرع بصلة، وهذا هو الظاهر منهم ومن أعمالهم، وقال لزملائه مناصرى الإرهاب إنه لا ينسق أبدا للسفر عن طريق الإنترنت إلى أرض الدولة الإسلامية لأن النت تواصل أفكار وليس تعارفًا، كما حذر الأشخاص الذين يدعون إلى النفير عن طريق الإنترنت دون سابق معرفة شخصية.
وبالنسبة لموضوع قبيلة الترابين التي دخلت في صراع عسكري مع الإرهابيين قال على إن القبيلة لا تستطيع الصمود أمام داعش يومين فقط، وهذا الكلام مؤكد من صديق له داخل القبيلة نفسها، وأشار حسب كلامه إلى أن سيناء لا تهاب جيوش العالم وليس قبيلة.
كما نقل خبرًا أن هناك أربعة شباب من الإخوان، وصلوا إلى أرض الجهاد في ليبيا وهم مع الدولة الإسلامية الآن، ونشر رسالته لأبو بكر البغدادى أمير الإرهاب، وقال له يا أمير المؤمنين إن لنا مسلمين في الغوطة الشرقية بدمشق يموتون من الجوع، وتبيع المرأة نفسها من أجل كسرة خبز لإطعام طفلها والأطفال يموتون جوعًا، وميليشيات زهران علوش يستغلون الفقر والجوع هناك، وتساءل أبو إسماعيل: أين أنت منهم يا خليفة المسلمين؟.
من النسخة الورقية