الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

"القبائل": تطهير سيناء من الإرهاب خلال شهر

حقيقة ما يحدث فى سيناء وتفاصيل خُطة "معركة الثأر"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اجتماعات تشاورية لاستعراض نتائج «العمليات المسلحة».. واتفاق على ضرورة توحُّد القبائل «قصاصو الأثر» يلاحقون عناصر «بيت المقدس».. وخُطة لمنع تحركهم في القرى والتجمعات «الترابين» تمنع الهروب إلى الجبال.. وتشكيلات لمصادرة «المؤن الغذائية» وإمدادات التنظيم
يوسف عبدالقادر
عقد عدد من رموز وعواقل قبائل سيناء، على مدى اليومين الماضيين، مجموعة من الاجتماعات التشاورية، لبحث تطورات إعلان قبيلة «الترابين» بدء عمليات مسلحة ضد ما يسمى بتنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى في سيناء، ردًّا على ذبح أحد أبنائها وتفجير منزل آخر الأحد الماضى.
واتفق المجتمعون على ضرورة التوحد تحت قيادة قبيلتى «الترابين» و«السواركة»، وبالتنسيق مع قوات الجيش والأمن، لمواجهة العناصر الإرهابية بكل قوة وحزم، والمضى قدمًا في تطهير سيناء منهم، داعين بقية قبائل وعائلات سيناء بالانضمام إلى تحالفهم، وحضور الاجتماع الموسع المزمع عقده ١٠ مايو المقبل في قرية بغداد بوسط سيناء، لاستكمال جهود مواجهة «بيت المقدس».
«القبائل» تاريخ مشرف من «الجهاد الرسمى»
وتعد مواجهة القبائل للعناصر المسلحة، ومساعدة قوات الجيش والداخلية، ليست بجديدة عليهم، وشارك عدد من أبناء «الترابين والسواركة» قوات الأمن، في ملاحقة العناصر الإرهابية عقب تفجيرات «طابا وشرم الشيخ»، ما أسفر آنذاك عن تصفية «خالد مساعد»، قائد ما يسمى بتنظيم «التوحيد والجهاد»، ورفيقه «نصر خميس»، والذي تم إنشاؤه عام ٢٠٠٠ وكان مسئولًا عن التفجيرات، والذي كونت فلوله تنظيم «أنصار بيت المقدس».
كما شارك أبناء قبائل سيناء القوات الأمنية، في تعقب العناصر الإرهابية عام ٢٠٠٥، وتمكنوا من إلقاء القبض على العشرات من أعضاء تنظيم «التوحيد والجهاد»، على رأسهم «يونس أبوجرير، محمد أبوجرير»، والمحكوم عليهما بـ«الإعدام» منذ ٢٠٠٧ دون تنفيذ حتى الآن.
وتمكنت قوات الأمن من ملاحقة قائد التنظيم، و٤ من رفقائه، من خلال مساعدة أبناء القبائل وخبراء «قص الأثر»، ما أسهم في تصفيته شرق مدينة العريش، وقتل نائبه نصر الملاحى، بعد ملاحقة أبناء القبائل له بمنطقة المزرعة جنوب العريش، والقبض على رفيقه محمد أبوجرير.
«السواركة» و«الرميلات» تواجهان أبناءهما المنضمين إلى التنظيم
وتعد قبيلة «السواركة» من أكبر القبائل التي تشارك الجيش في معاركه ضد الجماعات الإرهابية، ومن قبلهم إسرائيل، خصوصا أن منظمة «سيناء العربية»، التي تم تأسيسها لمقاومة الاحتلال الإسرائيلى قبل حرب أكتوبر، كانت تضم ٧٥٪ من أبناء القبيلة، والذين استمروا في معاونة الجيش وإمداده بالمعلومات عن العناصر الإرهابية، بل ومشاركة القوات في قتل المئات من العناصر الإرهابية في سيناء.
ونظرًا للتعاون الواضح بين أبناء «السواركة» و«الرميلات» وقوات الجيش، أقدمت العناصر الإرهابية، على تصفية عدد من أبناء القبيلة، عقب سقوط الرئيس المعزول «مرسي»، وعلى رأسهم: «الشيخ خلف المنيعى، نجلاه محمد وسليمان، والشيخ نايف أبوقبال، وكامل أبوملحوس، وعبدالحميد سلمى، عضو مجلس الشورى السابق من قبيلة الفواخرية»، بجانب العشرات من رموز «السواركة» الذين قتلوا ذبحًا على يد الإرهابيين.
وذكر مصدر قبلى، أن انضمام عدد من أبناء قبائل «السواركة» و«الرميلات» و«اللفيتات»، إلى تنظيم «بيت المقدس»، لم يمنع القبائل من قتالهم ومواجهتهم عسكريا. وقال: «أفكار التنظيم تُكفر أبناء القبائل، ولا تعترف بالعادات والتقاليد، ولا تعترف سوى بمن يوالى التنظيم»، موضحًا أن التنظيم يقوده عناصر أجنبية، يساعدهم بعض أبناء القبائل المنضمين إلى التنظيم.
«القبائل»: «مافيش حرب أهلية»
وأوضحت مصادر محلية بسيناء أن رموز القبائل اتفقوا على مواجهة العناصر الإرهابية، بعد أن تفحّل وجودهم بالمنطقة، وأقدموا على قتل أبنائهم وقطع رءوسهم على الملأ، مشيرة إلى أن تلك المواجهة تتم باتفاق وعلم الأجهزة الأمنية. وذكرت أن تلك المواجهة لن تتسبب في «حرب أهلية» بين القبائل.
وأضافت: «العناصر الإرهابية سقطت من عباءة القبيلة، بمجرد انضمامهم إلى التنظيمات الإرهابية، وقبيلة السواركة تبرأت من أبناء القبيلة الذين انضموا إلى تلك التنظيمات، وسارت على نهجها قبائل الرميلات والترابين»، وتابعت: «هذا يؤكد أن الحرب على الإرهاب من قبائل سيناء، ليست حربا أهلية، إنما مواجهة بين شباب القبائل الأحرار وبين العناصر الإرهابية التي استحلت الحرمات والدماء».
وقال موسى الدلح، المتحدث باسم «شباب القبائل»، إن هدف تلك المواجهات هو اجتثاث جذور الإرهاب وتطهير سيناء منه، مشيرًا إلى أن أفرادًا من جميع القبائل يشاركون في مساعدة الجيش والشرطة، على القضاء على الإرهاب وليس أبناء «الترابين» فقط.
وأضاف: «العناصر الإرهابية لا قبيلة ولا دين لهم، فهم مجموعة من المرتزقة يعبثون في الوطن ويجب تصفيتهم ومنع شرهم بعد أن تجاوزوا كل الخطوط الحمراء مع جميع أبناء القبائل واستباحوا الأرض والعرض والمال»، مختتمًا حديثه بقوله: «كفى سكوتًا وسلبية مع هؤلاء الخونة».
خطة «معركة الثأر»
وكشفت مصادر قبلية عن خطة المواجهة التي تم وضعها لضرب عناصر «بيت القدس» والقضاء عليها، إذ سيتم توزيع أبناء القبائل على القرى والتجمعات بمنطقتى «الشيخ زويد ورفح» لجمع المعلومات عن العناصر الإرهابية، ومنع تحركهم بين القرى والتجمعات بحرية، على أن يتم تصفية العناصر الإرهابية التي ستظهر، حتى لا يجد العنصر الإرهابى أي مأوى له هربا من المواجهة.
وذكرت أن أبناء قبيلة «الترابين» سيتكفلون بمنع العناصر الإرهابية من الهروب إلى جبال وسط سيناء، وستتم ملاحقتهم وتصفيتهم بمعاونة القوات المسلحة والشرطة، وتشمل الخطة أيضًا منع أي إمدادات من غذاء وأسلحة ووقود عن العناصر الإرهابية، لتضييق الخناق عليهم ووقف تحركاتهم، إضافة إلى تمشيط القرى والتجمعات والمناطق الصحراوية بقوات الجيش والشرطة، للخلاص من العناصر الإرهابية.
وتعهدت المصادر بأن المعركة ضد هؤلاء الإرهابيين لن تستمر أكثر من شهر، حتى يتم تصفيتهم وتطهير سيناء منهم حسب الخطة الموضوعة الذي سيتم تنفيذها خلال أيام بمشاركة جميع أبناء القبائل في سيناء.
وقال أحد رموز قبيلة «السواركة» إن تطهير سيناء من الإرهاب لن يكون إلا بمشاركة أبناء سيناء، منتقدًا محاولة البعض تجاهلهم وعدم الثقة فيهم، مضيفًا: «أبناء القبائل أدرى بما يحدث على أراضيهم، وستكون نهاية الجماعات التكفيرية في سيناء على أيديهم».
وتابع: «التاريخ يشهد أن أبناء القبائل هم سند القوات المسلحة في كل الحروب التي شاركت فيها، ودونهم لن تنجح الدولة في مواجهة الإرهاب الذي يعتمد على خبرته بالمناطق الصحراوية لاستنزاف قوات الجيش».
من النسخة الورقية