الخميس 04 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الحلف الإيراني الجديد في المنطقة

الحوثيين
الحوثيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد ساعات قليلة من وقف عملية "عاصفة الحزم" التي تكللت أهدافها بالنجاح الباهر، ووضعت تنظيم "الحوثي" أخيرا تحت مقصلة الفصل السابع، بصدور قرار مجلس الأمن رقم 2216 بشأن اليمن، ما يمثل انتصار سياسيا لدول التحالف الخليجي يوازي التقدم العسكري الذي أظهر تطورا مدهشا لسلاح الطيران الخليجي؛ بدأت إيران في تحويل أهدافها مرة أخرى بعد أن تأكدت استحالة التسلل للجسد الخليجي عبر بوابة اليمن، بعد الموقف الخليجي الحازم الذي أجبرها على التراجع، وهو ما ظهر واضحا في الحلف الجديد الذي تحاول طهران تشكيله في المنطقة العربية بواسطة خلاياها النائمة في كل من البحرين ولبنان وسوريا والعراق واليمن .
ويتمثل الحلف الإيراني الجديد في مشاركة جمعية الوفاق البحرينية مع "حزب الله" اللبناني في تدشين ما عرف باسم "هيئة حقوقيون مقاومون" بمشاركة عدد من المحامين والحقوقيين المحسوبين على "حزب الله" والنظام السوري والحوثيين والنظام العراقي ومجموعة المدعو حميد دشتي تحت عنوان الدفاع عن حقوق الانسان بالبحرين، حيث يفضح هذا الحلف كل من المعارضة البحرينية التي تقدم نفسها للعالم ضحية للنظام البحريني، وتؤكد مرارا وتكرارا عدم ارتباطها بالخارج، كما يفضح الحلف نفسه إيران ويظهر كذبها في ادعاء رفع يدها عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية .
ويأتي هذا الحلف في توقيت دقيق بالنسبة لطهران التي استشعرت خطورة اللعب على الأرض اليمنية، وهي التي تحاول باستماتة الخروج من تحت مظلة العقوبات بسب برنامجها النووي الذي هو في طريقه للحل، حيث لا تريد طهران وضع نفسها في صدام جديد من المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتدخل في الأزمة اليمنية، لكن الجمهورية الفارسية لا تنسى أطماعها في المنطقة، التي تجند بها العديد من الخلايا النائمة، فلجأت إلى الحلف البحريني اللبناني السوري العراقي اليمني بواسطة حلفائها في هذه الدول لتعويض خسارتها في حرب اليمن وفتح ثغرة جديدة في الجسد العربي .
ولعل التفوق العسكري الخليجي الذي حققه التحالف الخليجي في عملية عاصفة الصحراء، فضلا عن التمرين المشترك "حمد-1" بين قوة دفاع البحرين وبين القوات المسلحة المصرية، هو الدافع والمحرك لقيام هذا الحلف الإيراني في المنطقة، حيث كشفت التطورات الأخيرة تفوقا كبيرا لجيوش قوات التحالف الخليجي، الأمر الذي أزعج إيران وجعلها تلجأ مرة أخرى للحرب الناعمة بعد أن تأكدت خسارتها في المواجهة العسكرية في منطقة لم تعد تستورد المقاتلين من الخارج، كما حدث في حرب الخليج الثانية بل تعتمد على أبنائها فقط في حماية الأمن القومي الخليجي .
أما فيما يتعلق بالحلف الإيراني المسمى "هيئة حقوقيون مقاومون" فهو دليل واضح على عمالة جمعية الوفاق لإيران، من جانب التوجيه والتمويل والاتصال بالخارج أيضا، وهي خطوة ليست جديدة وقد لعبت جميع منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية عليها في الحالة البحرينية، قبل أن تخسرها بسبب القيم السامية التي تعمل بها مملكة البحرين في الدفاع عن حقوق الإنسان، وهي خطوة تكشف تخبط المعارضة وأذرع إيران في المنطقة .
غير أن ما يثير المخاوف هو تعاطي بعض النشطاء العرب وبعض الحكومات مع هذا الحلف أو الهيئة بوصفها هيئة للدفاع فعلا عن حقوق الإنسان، دون أن يعلموا أن هدفها الحقيقي هو التسلل للمنطقة من الناحية الآمنة التي جربتها الولايات المتحدة في المنطقة العربية قبل 25 يناير ونجحت في بعض الدول في إسقاط أنظمتها السياسية، لكن إيران بطائفيتها وبكرهها للعرب لن تكون كالولايات المتحدة بل ستكون أكثر تدميرا باستدعائها التراث الصفوي الفارسي للانقضاض على كل ما هو عربي وهو الهدف الذي لا يغيب عن المراقبين في المنطقة العربية .
أخيرا فإن نجاح عملية عاصفة الحزم، وما تلاها من محاولات إيران إعادة الكرّة على المنطقة من ناحية البحرين ولبنان والعراق، لهو درس لجميع العرب بضرورة مواجهة إيران بشكل مباشر وليس عبر حلفاؤها في المنطقة، وقد أصبحت الجيوش العربية أقوى استراتيجيا من الجيش الإيراني بحرسه الثوري المزعوم الذي لم يفعل شيئا سوى التلويح بإغراق إسرائيل دون أي تصرف جدي تجاهها، كما يجب أيضا إعادة النظر في مطلب مملكة البحرين بإنشاء اتحاد خليجي يواجه الصلافة الإيرانية في المنطقة من خلال مزيد من الوحدة والتناغم بين الشعب الخليجي الواحد .