تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تصر الأحداث الكبيرة التى تمر بها المنطقة العربية والعالم الإسلامي على تأييد منطق إسلام بحيري الساعي إلى غربلة التراث في جهد متقن ومنفعل وشديد الحماس بعد قراءة نقدية تمت فيها المقاربة بين الكتاب والواقع.. الفتوى والحدث.. جوهر الأفكار السائدة وفقه الجماعات السائبة.. فقد تم رصد سيف ابن تيمية بالشام والعراق ناحرا للرؤوس وفتاواه ما زالت تفخخ القارة السوداء على يد بوكو حرام في نيجيريا وشباب المجاهدين في الصومال وليبيا الغارقة وسط رماد إرهاب سلفي لا يرحم لحما أبيض ولا أسود حتى ضجت الأرض إلى الله من ظلم فقه كفور عاش على النحر الداخلي ورصد المخالفين وتفكيك الروابط الداخلية للمجتمعات باسم التوحيد ومقارعة البدع وفقا لفهم خاص به أسسه مفتقدا للدليل والقدوة بعدما ظن أنه يمتلك ختم السماء على الأرض، ولديه توكيل موثق من الله بشهادة الملائكة المقربين لحساب عباده وصك رقابهم بالمخالفة للدين، وله أن يُنزل عليهم العقاب العظيم إن شاء ....!! لقد جاء هذا الإفك مؤيدا خطاب السديس من حرم المسلمين الأكبر والأطهر والذي هتك فيه حرمة الحق وسلامة الرحمة والتواصي بين المسلمين فقال من فوق منبر إبراهيم ومحمد قولا شاق الله ورسوله واستهدف الأمان في بلاد المسلمين عندما أعلن من هناك وسط حيرة الجموع.. إن لم تكن حربنا مع الشيعة طائفية جعلناها طائفية .. في توسل للدماء وعشقا للفتك وهو الذي يقف بين يدي مقام أبو الأنبياء وحوله بمسجده ركعا وسجدا وطائفيين مسلمين شيعة وسنه وظاهريه وزيديه وأباضيه وكل أعضاء أمة محمد الذي جمعهم المسجد وفرقتهم السياسية حتى صعد هذا ممتثلا لتوجيه أتاه ليقول في الفتنه ما يشاء..! المشهد بلوثته يعطينا دلالة كاملة على ما فعله التراث بدين الله حينما سرقه من معناه ومبناه وحوله لسيف اغتال الحكمة والأناة.. وذهب ذباحا فتانا فتاكا مبينا باسم رب رحمن رحيم.. بهتانا وزورا!.. هذا الفكر الذي يعيش في عالمنا اليوم تراه برؤوس فتيان الحواري الذين قصروا الجلابيب ومعها عقولهم وأطالوا اللحى ومعها ألسنتهم وامتد عبوسهم حتى أظلم نهارنا كليلهم.. يتجمعون في الزوايا وعلى النواصي وبعروق مواقع التواصل الاجتماعي ينشرون بين الناس الفتن والتحريض الذي تتبناه طائفة ضد أخرى لأن دينهم الذي يؤمنون به وقد استلموه من ابن تيميه لا الله رب العالمين مسكون بالعنف.. متحفز للقصاص والذبح .. لا يعيش على شرب الماء بل لا ترويه أنهار العالم ويكتفي بمصه من عروق مذبوحة.. يتلذذ فيها بهلاك الأطفال وسقوط المدن.. هذا الفكر الذي يعيش تحت مظله تزعم حماية السنن قد سرق من الإسلام زهوته.. وعبث في قيمه الكبيرة حتى رد قدرته على الخروج للعالم بصيغ الهداية ككلمه لله إلى عباده في الأرض تطلب منهم أن يقولوا للناس حسنا.. ويعلموهم أن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده.. وأن لكل وعد الله الحسنى.. وألا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.. وأن الهدف الذي جاء به وله محمد هو الرحمة بالعالمين..!! ولكن الفكر السلفي المتلبس بالمتون الغليظة أسقط كل ذلك من حسابه ودان لربه بتكفير المخالف وكل من يمتلك وجهة نظر تحاول أن تكشط عن جسد الإسلام وساخة ما يزيد على ألف عام من الإنتاج البشري الدموي الذي اختفى بين سطور الرسالة زاعما أنه جزء من منظومة التدين وملحقا آراء البشر وتصوراتهم بكلمة الله فأذاعوا بين الناس نسخ آيات المتسامح فيها وشوهوا بالتحريف المتشابه بها وردوا لهواهم المحكمات الواضحات فجعلوها تميل لأراء الشيوخ مدعين أنهم الأقدر على فهم النصوص في كتاب مبين موجه إلى الناس كافه معلنا أنه واضحا وبسيطا..! هذا الفكر مواجهته يعتبرونها خروجا من الدين.. العمل الجاد للوصول إلى الإسلام الحقيقي يتصدون له بصفته رده عن الطريق المستقيم..!! من يرفع رسالة الإسلام على متون الرحمة يواجهونه بإسلامهم على متون السيوف..!! ومن يواجه افتراءاتهم ويؤكد أن الإسلام إنساني التوجه يقاومونه بفقه السبي والقتل والسحل والنحر الذي كان في خير القرون ..!! ومن يفهم كتاب الله على أنه محيطا بعباده داعيا لهدايتهم متسامحا معهم فتح الطريق لمؤمنهم وكافرهم وجعل لهم حرية المشيئة والاختيار ثم إليه سبحانه مرجعهم.. يواجهونه بأحكام اخترعوها للردة.. وكانت بأصلها رده سياسية لاحقوا بها الخارجين على سلطة الخليفة ثم لبسوها نصوصا ليست صريحة لتكون رده عن الدين وكأن الخليفة في الأرض خيال سيد المرسلين..!! لقد قام لهذا العبث القديم الذي يعيش بيننا رجلا منا شجاعا مسلما.. حمل روحه وسمعته ومستقبل عائلته على كفه وواجه الجموع بكلمه الله المتجردة من حصار التراث الخادم للقصور.. أراد أن يعود بالناس إلى الكلمة الإلهية الطازجة وبعقول محبة لله ورسوله.. ترى بفطرتها بساطه النبي وبقلبها رحمة الله بعباده.. وبمفاهيم أخلاقية أخذ الناس إلى قراءة السطور الإلهية.. وجد الناس معه أنه ليس بين كلمات الله مذابح ابن تيميه ... وليس بسطور الله فتاوى البربهاري الطائفية المرعبة.. وليس عند الله شيء من عنفهم وبغيهم وتعطشهم للدماء ونيليهم من المخالف..!! عند الله لا إكراه في الدين.. وعنده أيضا.. لا تقنطوا من رحمة الله.. وعنده كونوا عباد الله إخوانا.. وعنده لا ينهاكم .. أن تبروهم.. وعنده لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين .. وعنده لقد كرمنا بني آدم.. هذه الأصول الكبيرة الجامعة للحق والعدل والصدق والرحمة والتسامح تتوافد حولها كلمات الله وخطته سبحانه لإنقاذ العالم من هلاك سلفي محقق يحرق الجغرافيا اليوم بمؤلفات الشيوخ لا كلمات الله رب العالمين..! خرج لهم إسلام بحيري بهذا المتن الرحماني الكريم.. كفروه.. لأنه يصادر أرزاقهم التى تقوم على جمع التبرعات الطائفية من أجل الذبح.. خونوه.. لأنه سيفض عنهم التلاميذ وستكسد تجاره الأشرطة التى تدر عليهم الربح.. أحلوا دمه.. لأنه فكك شفرات أكاذيبهم فظهروا للملأ بلا دين أو خلق..! شوهوه.. لأنه استطاع أن يصل بالناس إلى حقيقة كبيرة كشفت مكرهم الذي عاش خلف تشويههم للرسالة التى خانوا الله فيها ونشروا في الأرض الدماء باسمها بهتانا وزورا...!! فعلوا كل ذلك مع إسلام بحيري.. لأنه بلا سلطه إلا الحق.. وبلا قوة إلا اليقين.. وبلا غوغاء فليس معه إلا العقلاء المستقيمين.. في هذا الوقت شاء القدر أن يمد إسلام بحيري بمزيد من الحوافز التى تؤيد منهجه وتتوسع في كشفهم والنيل منهم ليظهر أمرهم أنه للارتزاق بالباطل وليست فيه بقيه من حق.. ظهر ذلك جليا عندا لاذت جماهير السلفيه خلف الصمت .. أغلقت بابها ونامت كأن لم تسمع صوت الرئيس السيسي في حواره لصحيفة لـ "وول ستريت" الأمريكية الشهيرة حيث قال بوعي المتقين.. "هناك سوء فهم وخلط حول الإسلام الحقيقي . فالدين يحميه روحه وجوهره وليس البشر.. فالبشر يأخذون تعاليم الدين ويتجهون بها نحو اليمين أو اليسار ". وتابع إن الدين الإسلامي الحقيقي يمنح حرية لجميع الناس ليؤمنوا أو لا.. فالإسلام لم يدعو قط لقتل الآخرين الذين لم يؤمنوا به . كما لم يقل أن للمسلمين الحق فى إملاء معتقداتهم على العالم ، ولم يقل أن المسلمين فقط هم من سيدخلون الجنة وسيلقى غيرهم فى الجحيم " وشدد بالقول : " نحن لسنا آلهة على الأرض ، ليس لنا الحق فى التصرف نيابة عن الله.. انتهى أكثر تصريح رئاسي مناصر لدين الله في الأرض بعدما طعن دولة الكهنوت في وسط الخاصرة.. لنتوقف قليلا أمام عدة أسئلة مع بعض التأمل.. هل قال إسلام بحيري إلا ذلك..؟ وهل تخلف فهم إسلام عن فهم الرئيس لحقيقة الدين وأهداف القرآن..؟ فإن كان نضالكم ضد إسلام بحيري من أجل حق أهدره فأين نضالكم ضد الرئيس وقد قال قولا إسلام البحيري كرره..؟ أم أن الحق في مواجهة من يملكون القوه يصبح باطلا....؟ لقد كشف صمتكم هذيان منطقكم ليقول أنكم لستم على شيء..! وما تدافعون عنه ليس دين بل هو ميراث الأب والجد.. بلا عقل يفحصه ولا تدين يحميه مما فيه ولا فطره سليمة تحمى الدين منه..! لقد خذلتم الحق وخنتم المنطق عندما امتدت ألسنتكم إلى إسلام بالتكفير واختبأت خلف أسنانكم فلم تعلق على تصريح الرئيس حتى ولو بقول قصير.. ولم يقل الرئيس كما إسلام إلا حقا.