لا يمكن الفصل بين المعركة المزعومة التي افتعلتها مؤسسة الأزهر مع الباحث في الشئون الإسلامية "إسلام بحيري"٬ والدعوة إلي مظاهرة من أجل خلع الحجاب التي أطلقها الكاتب الصحفي شريف الشوباشي.
فمن الخطأ النظر إلي دعوة الشوباشي مجردة عن السياق الثقافي والسياسي والاجتماعي الذي ظهرت فيه٬ وبعيدا عن تباين وجهات النظر إذائها بالتأييد أو الرفض أظن أن جوهر الدعوة يعكس وتخوف أصحابها من تسيد المناخ السلفي الوهابي المنتج للتشدد والعنف الذي يحاول الأزهر تكريسه وإبقائه بهجومه المفتعل علي إجتهاد الباحث الشاب.
لاسيما أن بحيري يطرح رؤيته عبر برنامجه الشهير منذ ما يقرب من عامين٬ وواجه بأفكاره واجتهاداته تسلط الإخوان والهجمة الشرسة للتيار السلفي علي المجتمع المصري منذ أطلق مليونياته التي بدأت بما عرفت بجمعة قندهار.
طوال تلك الفترة لم يحرك الأزهر ساكنا ضد الباحث الجاد وظل صامتا حتي بعد مرور أكثر من عام ونصف علي ثورة الثلاثين من يونيو٬ لتبدو حربه المزعومة ليست بعيدة عن محاولات إجبار النظام المصري علي عقد مصالحة مع تنظيم الإخوان الإرهابي.
وعندما فشل من أراد تلك المصالحة ذهب إلي الأزهر ليكون رأس حربة في معركة هدفها الإبقاء علي كل ماهو رجعي ومتخلف ويضمن بقاء السيادة للمذهب السلفي الوهابي٬ تحت راية الدفاع عن التراث الإسلامي.
وهنا يصبح السؤال مشروعا عن سر احتفاظ الأزهر الذي يدعي الوسطية بعناصر إخوانية تحمل الفكر الإرهابي بين صفوف قيادته التي لم يخف بعضها انتماءه للجماعة المحظورة وتأييده للرئيس الخائن محمد مرسي!؟
ولأن الأزهر يقدس التراث بخبيثه وطيبه دون أن يبين للناس كافة العفن الذي ينطوي عليه٬ كان العنوان المناسب لخوض حرب ضروس ضد كل مجتهد أو باحث.
البعض ليس له إرث حضاري أو نفوذ ثقافي سوي السلفية الوهابية ووجد في دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للثورة من أجل الدين ولتجديد الخطاب المفعم بكراهية الآخر خطرا حقيقيا يهدد عرش السلفية التي طالما بذل من أجلها الأموال والمنح والعطايا.
لذا كان ينبغي قراءة دعوة الكاتب الصحفي شريف الشوباشي بوصفها رد فعل طبيعي يعكس تخوفا حقيقيا علي الهوية المصرية التي خرج لأجلها الملايين في الثلاثين من يونيو، وأنها تعكس إدارك صاحبها لوعي المصريين بحقيقة طبيعة هويتهم عندما صدمهم حكم الدولة الدينية فكرا وسلوكا وسياسة٬ وكل ما أراده هو أن تظل الأمة المصرية قابضة علي هويتها التي يحاول البعض طمسها مجددا.
هذه المرة المعركة مفتوحة ولن يكون مصير محاولة إسلام بحيري الوأد والدفن في مستنقع التخلف والتسلف كما جري مع كل من سبقوه فلهذه الحرب أبعاد سياسية أيضا تتعلق بعملية بناء الدولة المصرية الحديثة وامتداد نفوذها وسيادتها واستقلال إرادتها.
يخطئ الذين آمنوا بالأزهر أنه طرف فاعل وإيجابي في عملية بناء المستقبل٬ ذلك إنه يعيش علي القديم ولا يرغب في تغييره أو تطويره٬ وأكثر ما يستطيع إداركه أو فهمه بالمقصود من تجديد الخطاب الديني٬ هو تنقية الخطاب من بعض الشوائب التي هي في حقيقتها نوائب٬ وحتي لو فعل ذلك فكيف نثق في مؤسسة تربي شيوخها علي جواز تزويج الطفلة حتي قبل أن تحيض وعلي إستباحة سفك الدماء دون ضابط أو رابط.
ثم إن الأزهر لايري في رجاله وعلمائه القدرة علي إنتاج تفسير أو تأويل جديد للنص القرآني يتناسب مع عصرنا كما فعل السابقون والأقدمون وهذا ما أقر به كل رجال الأزهر في تعريفهم لمصطلح تجديد الخطاب الديني في أكثر من مناسبة.
إلي الواثقين في الأزهر ويعتبرونه مؤسسة وسطية مستنيرة أقول: من كان يؤمن بدين محمد فإن محمدا لم يأمر بزواج القاصرات أو إرضاع الكبير والقتل بغير حق٬ ومن كان يؤمن بتراث الأزهر فليزوج بنته وهي في سن الخامسة دون إذنها ويدفعها لفراش زوجها إذا طال عودها وكبر عظمها وسمن لحمها٬ (بالمناسبة بعض أساتذة علم الحديث في الأزهر الشريف لم ينكروا خرافة حديث إرضاع الكبير).
مجمل القول لم يكن الإخوان في محاولتهم للسيطرة علي مؤسسة الأزهر بحاجة إلي تغيير منهجه٬ أوفلسفته في الدعوة ٬ فكل ما أرادوه هو تمكين عناصرهم من المشيخة بدءا من منصب الإمام الأكبر شيخ الجامع ٬ وما تلاه من مناصب إدارية ووظيفية.
لذلك ما نحتاجه نحن الآن تطهير الأزهر من أخونة منهجه وسلفنة دعوته ورجعية إسلوبه في البحث والدرس حتي نردم منبعا من منابع التطرف والعنف والتخلف.
فمن الخطأ النظر إلي دعوة الشوباشي مجردة عن السياق الثقافي والسياسي والاجتماعي الذي ظهرت فيه٬ وبعيدا عن تباين وجهات النظر إذائها بالتأييد أو الرفض أظن أن جوهر الدعوة يعكس وتخوف أصحابها من تسيد المناخ السلفي الوهابي المنتج للتشدد والعنف الذي يحاول الأزهر تكريسه وإبقائه بهجومه المفتعل علي إجتهاد الباحث الشاب.
لاسيما أن بحيري يطرح رؤيته عبر برنامجه الشهير منذ ما يقرب من عامين٬ وواجه بأفكاره واجتهاداته تسلط الإخوان والهجمة الشرسة للتيار السلفي علي المجتمع المصري منذ أطلق مليونياته التي بدأت بما عرفت بجمعة قندهار.
طوال تلك الفترة لم يحرك الأزهر ساكنا ضد الباحث الجاد وظل صامتا حتي بعد مرور أكثر من عام ونصف علي ثورة الثلاثين من يونيو٬ لتبدو حربه المزعومة ليست بعيدة عن محاولات إجبار النظام المصري علي عقد مصالحة مع تنظيم الإخوان الإرهابي.
وعندما فشل من أراد تلك المصالحة ذهب إلي الأزهر ليكون رأس حربة في معركة هدفها الإبقاء علي كل ماهو رجعي ومتخلف ويضمن بقاء السيادة للمذهب السلفي الوهابي٬ تحت راية الدفاع عن التراث الإسلامي.
وهنا يصبح السؤال مشروعا عن سر احتفاظ الأزهر الذي يدعي الوسطية بعناصر إخوانية تحمل الفكر الإرهابي بين صفوف قيادته التي لم يخف بعضها انتماءه للجماعة المحظورة وتأييده للرئيس الخائن محمد مرسي!؟
ولأن الأزهر يقدس التراث بخبيثه وطيبه دون أن يبين للناس كافة العفن الذي ينطوي عليه٬ كان العنوان المناسب لخوض حرب ضروس ضد كل مجتهد أو باحث.
البعض ليس له إرث حضاري أو نفوذ ثقافي سوي السلفية الوهابية ووجد في دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للثورة من أجل الدين ولتجديد الخطاب المفعم بكراهية الآخر خطرا حقيقيا يهدد عرش السلفية التي طالما بذل من أجلها الأموال والمنح والعطايا.
لذا كان ينبغي قراءة دعوة الكاتب الصحفي شريف الشوباشي بوصفها رد فعل طبيعي يعكس تخوفا حقيقيا علي الهوية المصرية التي خرج لأجلها الملايين في الثلاثين من يونيو، وأنها تعكس إدارك صاحبها لوعي المصريين بحقيقة طبيعة هويتهم عندما صدمهم حكم الدولة الدينية فكرا وسلوكا وسياسة٬ وكل ما أراده هو أن تظل الأمة المصرية قابضة علي هويتها التي يحاول البعض طمسها مجددا.
هذه المرة المعركة مفتوحة ولن يكون مصير محاولة إسلام بحيري الوأد والدفن في مستنقع التخلف والتسلف كما جري مع كل من سبقوه فلهذه الحرب أبعاد سياسية أيضا تتعلق بعملية بناء الدولة المصرية الحديثة وامتداد نفوذها وسيادتها واستقلال إرادتها.
يخطئ الذين آمنوا بالأزهر أنه طرف فاعل وإيجابي في عملية بناء المستقبل٬ ذلك إنه يعيش علي القديم ولا يرغب في تغييره أو تطويره٬ وأكثر ما يستطيع إداركه أو فهمه بالمقصود من تجديد الخطاب الديني٬ هو تنقية الخطاب من بعض الشوائب التي هي في حقيقتها نوائب٬ وحتي لو فعل ذلك فكيف نثق في مؤسسة تربي شيوخها علي جواز تزويج الطفلة حتي قبل أن تحيض وعلي إستباحة سفك الدماء دون ضابط أو رابط.
ثم إن الأزهر لايري في رجاله وعلمائه القدرة علي إنتاج تفسير أو تأويل جديد للنص القرآني يتناسب مع عصرنا كما فعل السابقون والأقدمون وهذا ما أقر به كل رجال الأزهر في تعريفهم لمصطلح تجديد الخطاب الديني في أكثر من مناسبة.
إلي الواثقين في الأزهر ويعتبرونه مؤسسة وسطية مستنيرة أقول: من كان يؤمن بدين محمد فإن محمدا لم يأمر بزواج القاصرات أو إرضاع الكبير والقتل بغير حق٬ ومن كان يؤمن بتراث الأزهر فليزوج بنته وهي في سن الخامسة دون إذنها ويدفعها لفراش زوجها إذا طال عودها وكبر عظمها وسمن لحمها٬ (بالمناسبة بعض أساتذة علم الحديث في الأزهر الشريف لم ينكروا خرافة حديث إرضاع الكبير).
مجمل القول لم يكن الإخوان في محاولتهم للسيطرة علي مؤسسة الأزهر بحاجة إلي تغيير منهجه٬ أوفلسفته في الدعوة ٬ فكل ما أرادوه هو تمكين عناصرهم من المشيخة بدءا من منصب الإمام الأكبر شيخ الجامع ٬ وما تلاه من مناصب إدارية ووظيفية.
لذلك ما نحتاجه نحن الآن تطهير الأزهر من أخونة منهجه وسلفنة دعوته ورجعية إسلوبه في البحث والدرس حتي نردم منبعا من منابع التطرف والعنف والتخلف.