لا يوجد بيننا من هو أرقى ولا أعظم ولا أنبل من الشهيد المصري، ذلك الذي يطلع إلى الشارع بريئاً متصالحاً مع نفسه محباً للناس والوطن معلناً خصومته للإرهاب والتطرف، يدخل معركته واضحاً مفتخراً بهامته المرتفعة، فينازل هذا وينتصر، ويواجه ذاك فتأتيه طعنة من الخلف، فيصعد إلى السماء مضرجاً في دمائه كهالة نور تضىء لنا الطريق في قادم الأيام.
يسأل القارىء .. لماذا أكتب هذا الآن ؟ أقول .. أكتبه لأنه حق وواجب فلا خير فينا إذا لم نقلها وعار علينا لو بخلنا بالكتابة عن الرائعين في زماننا، وأكتبه أيضاً بعد أن صارت أخبار الشهداء في الصحف والإعلام تمر على المتابع مرور الكرام، بالأمس ارتقى الشهيد الثالث من أثر الانفجار الذي استهدف طلبة الكلية الحربية بكفر الشيخ، المؤكد هو أن رحلة الشهداء الباسلة لا تفت في عضد زملائهم لأنهم يعرفون منذ البداية أنهم مشاريع شهداء من أجل الوطن، ولكن تترك تلك الرحلة المؤلمة جرحاً في جسد الوطن الذي هو أصلاً مثخن بالجراح.
ودعنا ثلاثة شهداء في مقتبل عمرهم بكفر الشيخ ونودع بشكل شبه يومي شهداء من النوع الصلب وكان رحيل الطلاب مؤلماً وذلك قياساً بجمال أحلامهم وطموح أسرهم، رحل طالب مقاتل محمد عيد وطالب مقاتل علي سعد ذهني وبالأمس لحق بهم زميلهم طالب مقاتل إسماعيل محمود عبدالمنعم خليل، وهنا لا بد أن يعرف الناس أنه فى الكلية الحربية عندما تدق الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا يأتي صوت يخاطب جميع الطلبة وهم على الأسرة.." كله ينام على جنبه اليمين ويقرأ الفاتحة للشهيد اللي كان نايم مكانه".
نعم نفس السرير – حسبما تحكي صفحة الشهيد إبراهيم الرفاعي على الفيسبوك - نام عليه ضابط استشهد في حرب فلسطين أو فى 67 أو حربى الاستنزاف وأكتوبر.
وللقارئ أن يتخيل طلبة الكلية الحريبة وهم يبيتون ليلتهم الأولى، وما بعدها من ليالي، بدون زملاؤهم الذين استشهدوا فى كفر الشيخ والمطلوب من بعضهم أن ينام على نفس سرير زميله الذى كان بالأمس يقاسمه أحلامه وأفراحه وأتراحه ويقرأ له الفاتحة، قد نستوعب هذا عندما كان الاستشهاد على الجبهة في مواجهة العدو الواضح، ولكن ما لا يمكن استيعابه هو استشهاد أبنائنا على أيدي من يزعمون امتلاكهم للدين وامتلاكهم للحقيقة المطلقة، يفجرون الأحلام والمستقبل وهم يحسبون أنهم أحسنوا صنعاً وضمنوا لأنفسهم الجنة.
تدور الأخبار على الفضائيات تحكي عن مواجهات بسيناء، وعن ضباط مفرقعات يفككون قنابل من الطرقات داخل المدن بوطننا الغالي، تدور الأخبار لتحكي عن مواكب الجنازات لجنود وضباط اختاروا الرحيل وقد غطى جثمانهم الطاهر العلم المصري، فأي بطولة تلك التي نعيشها وأي فداء ذلك الذي يقدمونه هؤلاء الأبطال نيابة عن الجميع.
المتابع للأحداث سيعرف حجم نهر الدماء الذي تدفق دفاعاً عن مصر وعن شعبها في مواجهة تتار العصر، وسيعرف إلى أي منحدر كانت تتجه البلاد لولا التحرك في الوقت المناسب، تؤلمنا تلك الدماء الذكية، ولكن إذا كانت هي الثمن لحريتنا فلا مناص لبذلها، ويكفي أصحابها فخراً أن تلك الدماء تم بذلها دفاعاً عن مصر صاحبة الثلاثة أحرف المشحونة بالضجيج كما قال صلاح جاهين، وليس هناك أغلى من تلك الحروف الثلاثة.
ولذلك نستعين بالشعر من جديد لنقول في مدح الشهيد كما قال والد الشعراء فؤاد حداد " عظم شهيدك وكل دم يسيل .. على أرض مصرية عظيم الجاه ... قول كل حرف في اسمه واتهجاه" ، ستنتهي الحرب ذات يوم لنتذكر معاً أسماء من منحونا فرصة جديدة للحياة ونلعن معاً دعاة الفتنة والتطرف.
يسأل القارىء .. لماذا أكتب هذا الآن ؟ أقول .. أكتبه لأنه حق وواجب فلا خير فينا إذا لم نقلها وعار علينا لو بخلنا بالكتابة عن الرائعين في زماننا، وأكتبه أيضاً بعد أن صارت أخبار الشهداء في الصحف والإعلام تمر على المتابع مرور الكرام، بالأمس ارتقى الشهيد الثالث من أثر الانفجار الذي استهدف طلبة الكلية الحربية بكفر الشيخ، المؤكد هو أن رحلة الشهداء الباسلة لا تفت في عضد زملائهم لأنهم يعرفون منذ البداية أنهم مشاريع شهداء من أجل الوطن، ولكن تترك تلك الرحلة المؤلمة جرحاً في جسد الوطن الذي هو أصلاً مثخن بالجراح.
ودعنا ثلاثة شهداء في مقتبل عمرهم بكفر الشيخ ونودع بشكل شبه يومي شهداء من النوع الصلب وكان رحيل الطلاب مؤلماً وذلك قياساً بجمال أحلامهم وطموح أسرهم، رحل طالب مقاتل محمد عيد وطالب مقاتل علي سعد ذهني وبالأمس لحق بهم زميلهم طالب مقاتل إسماعيل محمود عبدالمنعم خليل، وهنا لا بد أن يعرف الناس أنه فى الكلية الحربية عندما تدق الساعة الحادية عشرة والنصف ليلا يأتي صوت يخاطب جميع الطلبة وهم على الأسرة.." كله ينام على جنبه اليمين ويقرأ الفاتحة للشهيد اللي كان نايم مكانه".
نعم نفس السرير – حسبما تحكي صفحة الشهيد إبراهيم الرفاعي على الفيسبوك - نام عليه ضابط استشهد في حرب فلسطين أو فى 67 أو حربى الاستنزاف وأكتوبر.
وللقارئ أن يتخيل طلبة الكلية الحريبة وهم يبيتون ليلتهم الأولى، وما بعدها من ليالي، بدون زملاؤهم الذين استشهدوا فى كفر الشيخ والمطلوب من بعضهم أن ينام على نفس سرير زميله الذى كان بالأمس يقاسمه أحلامه وأفراحه وأتراحه ويقرأ له الفاتحة، قد نستوعب هذا عندما كان الاستشهاد على الجبهة في مواجهة العدو الواضح، ولكن ما لا يمكن استيعابه هو استشهاد أبنائنا على أيدي من يزعمون امتلاكهم للدين وامتلاكهم للحقيقة المطلقة، يفجرون الأحلام والمستقبل وهم يحسبون أنهم أحسنوا صنعاً وضمنوا لأنفسهم الجنة.
تدور الأخبار على الفضائيات تحكي عن مواجهات بسيناء، وعن ضباط مفرقعات يفككون قنابل من الطرقات داخل المدن بوطننا الغالي، تدور الأخبار لتحكي عن مواكب الجنازات لجنود وضباط اختاروا الرحيل وقد غطى جثمانهم الطاهر العلم المصري، فأي بطولة تلك التي نعيشها وأي فداء ذلك الذي يقدمونه هؤلاء الأبطال نيابة عن الجميع.
المتابع للأحداث سيعرف حجم نهر الدماء الذي تدفق دفاعاً عن مصر وعن شعبها في مواجهة تتار العصر، وسيعرف إلى أي منحدر كانت تتجه البلاد لولا التحرك في الوقت المناسب، تؤلمنا تلك الدماء الذكية، ولكن إذا كانت هي الثمن لحريتنا فلا مناص لبذلها، ويكفي أصحابها فخراً أن تلك الدماء تم بذلها دفاعاً عن مصر صاحبة الثلاثة أحرف المشحونة بالضجيج كما قال صلاح جاهين، وليس هناك أغلى من تلك الحروف الثلاثة.
ولذلك نستعين بالشعر من جديد لنقول في مدح الشهيد كما قال والد الشعراء فؤاد حداد " عظم شهيدك وكل دم يسيل .. على أرض مصرية عظيم الجاه ... قول كل حرف في اسمه واتهجاه" ، ستنتهي الحرب ذات يوم لنتذكر معاً أسماء من منحونا فرصة جديدة للحياة ونلعن معاً دعاة الفتنة والتطرف.