تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
سبحان الله.. نجحت دعوة "خلع الحجاب" المشبوهة، من حيث لا يدرى مطلقها، وكل من يقف وراءها، فى تجديد اليقين بالقناعات إزاء الحجاب، ودفع الفتيات للبحث عن فضائله، فضلا عن المقارنة السريعة والبديهية التي تقفز للذهن، ومؤداها أن الغرب يتجه للتسامح مع الحجاب، فيما يحاول القلة من مرضى القلوب والنفوس في بلادنا الإسلامية مصادمة الناس في عقائدهم وقيمهم وأخلاقهم، رغم علمهم بأن نتائج دعواتهم محسومة سلفا بالفشل، وهو ماحدث فى مليونية الجمعة.
إن مثل هذه الدعوات هى من تخلق الإرهاب وتغلغل التطرف فى نفوس شعوب أمتنا العربية والإسلامية التى بحاجة إلى خلع "حجاب العقول والقلوب ",والدليل على ذلك هى البيانات التى خرجت من بعض التيارات الدينية المتشددة والمتطرفة تندد بالمليونية وتصفها بأنها غضب من الله على الشعب المصري، مدللين بذلك على أن الحجاب فرض في الإسلام وموجود أيضا في الديانات المسيحية واليهودية.
ورغم النجاح الذى حققته هذه الدعوة لصالح الحجاب، إلا اننى فشلت فى التغلب على نفسى "اللوامة" التى ظلت تدفعنى للتعليق على مليونية الفشل و"العرى" والداعين اليها لجعل جسم المرأة ملكية عامة لكل من يريد أن يشاهد ويشتهى، وكأننا نعيش بين "قوم لوط" الذين يؤذيهم منظر الحشمة والعفة والطهر,إذ يذكرهم بقبحهم وبهيميتهم وانحطاطهم، وسخف ما هم عليه، وليس ببعيد ان يخرج شخص علينا بطرد المحجبات من بلادنا، أو بوقفهم عن العمل والدراسة.
ومن قبل ساء قوم لوط طهره ومن آمن معه، وإنكاره عليهم إتيانهم المنكرات والفواحش، فما كان جوابهم عليه وعلى دعوته ونصيحته لهم إلا بالطرد والإخراج من قريتهم ومجتمعاتهم، متعللين بأنه ومن معه من المؤمنين يتطهرون ولا يقترفون الفواحش والمنكرات، وهذا يسبب لهم الأذى والحرج الشديدين، كما قال الله تعالى عنهم في سورة الأعراف: "ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين، إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون, وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون".
وأعجب لهؤلاء العلمانيين الذين يزعمون أنهم من دعاة التحرر، والحرية الشخصية، ثم يمنعون المرأة من أن ترتدي الثياب التي تشاء، أو تستر شعر رأسها!!
وبعد أن استجبت لنفسى اللوامة بالانسياق وراء آلاف التعليقات والكتابات عن دعوة مهووس يبحث عن شهرة زائفة ضاعت منه ,وضلالا فكريا يزيد من سخط الله والناس عليه.. حاولت التكفير عن ذلك الخطأ بانتقاء 3 قصص تعبرعن سياسة إلهاء الرأى العام ,وإستهلاك أوقات الشعب في مجادلات ومناظرات ومليونيات فوضوية حول قضايا تافهة في الدين والعقيدة والسياسة ,وابعادهم عن مجرد التفكيرفى مشاكلهم,ومشاكل الوطن التى تتعقد يوما بعد آخر:
يحكى أن عقربا وضفدعا، التقيا على ضفاف نهر.. فطلب العقرب من الضفدع، أن ينقله على ظهره إلى الضفة الثانية من النهرقائلا : يا صاحبي!.. هل لك أن تنَقلني إلى الضفة الثانية من النهر؟
رد الضفدع : كيف لي أن أنقلك، وأنت المعروف بلدغتك، وغدرك، وسُمُكَ القابع في جوفك؟
ومن يضمن لي، أنك لن تلدغني بوسط النهر، وتقتلني؟
قال العقرب : كيف لي أن ألدغك، وأنا راكب على ظهرك .. ولئن لدغتك، سنغرق سويا!.
رد الضفدع مشككاً بصدق العقرب بينه وبين نفسه: أعطيه فرصة، لعله أن يصدق هذه المرة!
فقال له: لا بأس .. لقد أقنعتني.. اركب على ظهري، لأوصلك إلى الضفة الأخرى.
ركب العقرب على ظهر الضفدع، وانطلق الضفدع سابحا.. وفي وسط النهر بدأت غريزة العقرب تتحرك، وشهوته في اللدغ تشتعل، فكان يصبر نفسه حتى يعبر النهر، ولكن شهوته لم تسكن، ونفسه ما زالت تأمره، بل وتوزه على اللدغ، فلدغ .. وبدأ الاثنان في الغرق!
فقال له الضفدع : لم لدغتني؟ .. لقد قتلت نفسك، وقتلتني معك؟.
فقال له العقرب : أمرتني شهوتي، فاستجبت لها. .وهكذا.. ماتا "غريقين".. فاللهم أغرق الظالمين بالظالمين.
وفى القصة الثانية يحكى أن شيخا كان يعلم تلاميذه العقيدة والتوحيد والإيمان المطلق فى قول "لا إله إلا الله "..وفي يوم جاء أحد تلامذة الشيخ بـ"ببغاء" هدية له ,وكان الشيخ يحب تربية الطيور والقطط .
ومع الأيام أحب الشيخ الببغاء وكان يأخذه معه في دروسه حتى تعلم الببغاء نطق كلمة" لا إله إلا الله"فكان ينطقها ليلاً ونهارا.
وفي يوم وجد التلامذة شيخهم، يبكي بشدة وينتحب، وعندما سألوه قال لهم: قتل قط عنده الببغاء
فقالوا له :لهذا تبكي ..إن شئت أحضرنا لك غيره وأفضل منه.
رد الشيخ وقال لا أبكي لهذا ..ولكن أبكاني أنه عندما هاجمه القط أخذ يصرخ ويصرخ إلي أن مات مع أنه كان يكثر من قول" لا إله إلا الله" لأنه كان يقولها بلسانه فقط ولم يعلمها قلبه ولم يشعر بها.
ثم قال الشيخ : أخاف أن نكون مثل هذا الببغاء نعيش حياتنا نردد "لا إله إلا الله "من ألسنتنا وعندما يحضرنا الموت ننساها ولا نتذكرها لأن قلوبنا لم تعرفها!!
فأخذ طلبة العلم يبكون خوفا من عدم الصدق مع "الله الذى لا آله غيره".