يدعى "أبوبكر الأفغاني" وشقيقته كشفت عن تنفيذه الحادث.. ويعشق إسرائيلية تحمل اسم «ريم لادن»
أصبح الإنترنت أحد الأخطار الكبيرة التي تهدد الأمن القومي المصري، فمن ناحية لا يمكن الاستغناء عنه في ظل الفوائد المعلوماتية الهائلة التي توفرها لنا هذه الشبكة الضخمة التي تحولت إلى وحش إلكتروني يصعب التحكم فيه، ومن ناحية أخرى، أصبحنا نعيش الآن حربا معلوماتية شرسة، يتم فيها الهجوم على خصوصية الأفراد والتنصت عليهم، ومراقبة شئونهم الخاصة، كما أن هناك مخاطر أخرى في هذه الحرب، تتمثل في نتائج الإرهاب الإلكتروني، الذي يحاصرنا ويترصد بنا من الجماعات التكفيرية أو عملائها السريين.
أيضًا يتم تحضير العديد من الأعمال الإجرامية عن طريق الإنترنت والاتصالات السلكية واللاسلكية، لبث الخوف فينا بهدف التأثير على الحكومة لخدمة أيديولوجية معينة، ومع ذلك فهناك أعين تراقب هؤلاء المجرمين داخل هذه الأوكار الإرهابية في العالم الافتراضى.
تعيش «البوابة» الآن مغامرة صحفية قد تطول مدتها، تتمثل في اختراق حقيقى وصريح لهذه الجماعات.
ونتعهد لكم بنقل الجلسات السرية التي تدور بينهم، والتعرف على الداعمين لهم وثقافتهم والتواصل الاجتماعى بينهم والإبلاغ عن كل صغيرة وكبيرة تهدد أمن مصر القومى، وإن تم كشفنا ونالوا منا وقتلونا، فدماؤنا ليست أعز من دماء شهداء مصر الأبرار من الجيش والشرطة والمدنيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا للحفاظ على الوطن من هؤلاء المجرمين.
حصلت «البوابة» على معلومات مهمة في حادث تفجير قسم ثالث العريش تتضمن أسماء المتورطين في الحادث.
«أبوبكر الأفغاني» هو الشخص الذي فجر نفسه في قسم ثالث العريش وكان يملك حسابًا على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، يستخدمه في التواصل مع رفاقه من المتربصين بالأمن المصري جيشا وشرطة، كما يملك هؤلاء حسابات أيضا، يتفقون على عملياتهم من خلالها.
الواقع أننا توصلنا إلى أن الحساب الحقيقي لأبي بكر الأفغاني مرتكب الحادث بالفيس بوك، عبر حساب الإرهابي المدعو «بالمارشال جحا»، وهو مصري درس في جامعة حلوان وارتبط بعلاقة صداقة قوية مع «الأفغاني»، وكان المارشال يضع في حسابه صورة شخصية لأحد القادة الإرهابيين في الشيشان ممن تم قتلهم وكان يطلق عليه شهيد المعلومات.
المارشال جحا هو أول من نقل خبر تفجير الأفغاني لنفسه، في قسم ثالث العريش للأهل والأصدقاء، وقال: «أخى أبوبكر الأفغاني هو من نفذ العملية المباركة، في وكر الردة قسم شرطة العريش، ما أدى إلى فك أسر ٥٥ من الرجال و٥ من النساء، وأكثر من ٦٩ ما بين قتيل وجريح من قادة وجنود الطواغيت»، مضيفا: «فقد جئناكم برجال لا قِبَل لكم بهم، والقادم أدهى وأمر بإذن الله».
المحادثة الأخيرة بين «الأفغاني» والمارشال جحا على «الواتس آب»، قبيل تنفيذ الحادث مباشرة، كان المارشال يقول فيها لأبى بكر: «هتمشى إمتي، انج بنفسك يا حاج، إحنا في أمواج فتن، ورد عليه أبوبكر قائلا همشى غدا إن شاء الله وادعو الله بقبول شهادتى وأنا رايح سيناء، وعبدالرحمن قرب يخلص المعسكر بتاعه وهنتظرك يا جحا متتأخرش».
ورد جحا: نفسي أبكي يا أخي، فقال له الأفغاني: «حبيبي محدش فينا يستاهل شيء، ولو كل واحد بص للي يستاهله فإحنا نستاهل يتخسف بينا الأرض، لكن رحمة ربنا وسعت كل شيء ولو رحت الشام وقابلت الخليفة سلملي عليه».
فيما كتب المارشال عن الأفغاني في حسابه الخاص: «يا راحلا والله لن أنساك، طبت حيا وميتا يا صاحب الفجر يا حبيب القلب يا قرة العين، غريب أنت وأنيس للغرباء والله، لا أدرى ما أكتب فيك وما كنت أظن أنى سأفعل يومًا، ولكنك كنت دائما سباقًا للخير وفى الخير حريص على كتمان عملك فلا أدرى أأبكى على فراقك أم أبكي على حالي.. والله إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا بكر لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.. إنا لله وإنا إليه راجعون».
وقال المارشال إن الأفغانى كان يتحدث معه بالساعات، في مسائل شرعية وغير شرعية، ولما حدثت الفتنة في الشام، سعى الأفغانى واجتهد في محاولة الصلح بين الإخوة، وأوصاه الأفغانى قبل تنفيذ عملية قسم العريش، بأنه منتظره عند الله في الجنة، ووعده المارشال بذلك، وقال له سوف أكون عند حسن ظنك».
وداخل حساب المارشال وجدنا هذا الشخص يتهجم على جماعة الإخوان المسلمين، وقال لا يحق لأى إخوانجى أن يتكلم في الرجولة.
مضيفا أن صوت الأفغانى لا يزال يهمس في أذنه وهو يقول له: «إوعى تزعل منى أنا أحبك في الله، وبحسب ما ورد في حسابه، اهتم المارشال بنقل أخبار الدولة الإسلامية وقال: «وقت تنفيذ الهجوم الثانى على قسم العريش، وأن الهجوم يجرى مجددًا، على القسم كما أعلن عن عملية اقتحام مقر وزارتى التعليم والبترول في «مقديشيو» بالصومال وبدأت بتفجير سيارة مفخخة، وبعدها تمكن الانغماسيون من اقتحام المقر، وقال أيضا إن أسود دولة الإسلام يسيطرون على ٧٠ بالمئة من مصفى «بيجي» النفطى بالعراق، ويحاصرون من تبقى من قوة حماية المصفى داخل أحد المباني، وأعلن الرجل عن أن الدولة الإسلامية تفتتح فرعًا لها في المكسيك على بعد ٨ أميال من الحدود الأمريكية.
بعد ذلك قمنا بجولة داخل حساب الانتحارى أبوبكر الأفغاني، فوجدناه يتحدث بتاريخ ٣ فبراير الماضي، عن مشكلة التنظيمات الإرهابية التي قال عنها إنها تعامل الدولة كتنظيم، فلا تفرق بين الفرد العامل فيها وبين الفرد المناصر لها، وبين من يحيا في ربوعها من غير بيعتها فيلحق خطأ كل هؤلاء بمنهج الدولة، وهو هنا يقصد تنظيم «داعش» الإرهابي، ويواصل: «إن هذه التنظيمات مهما علا شأنها، ستظل مجرد تنظيم، وستبقى هذه دولة شاء من شاء وأبى من أبى».
فيما تحدث في ٤ فبراير وقال: «مجموعة من المرضى النفسيين مصابون بالانهزامية، وانفصام كامل في شخصياتهم يقولون إنهم مسلمون لكن يبحثون عن حكم تحريق الكافر المحارب الذي حرق المسلمين، وأما المسلمون أنفسهم فيقولون إن داعش هي السبب».
ويضيف: «تجدهم يتحدثون عن حرق «الكافر المرتد» - بحسب وصفه - معاذ الكساسبة، وأصبحوا كلهم أصوليين فبدءوا يقررون أن الحرق محرم شرعا وأصبحوا استراتيجيين في حين أنه لما قتل هذا الكافر بطائرته F١٦ قاذفة صواريخ وليست قاذفة هدايا، وتبا لكم ولأفكاركم وتبا لكل من اتبع نهجكم، وفقط أذكركم أن أمر الأسير يرجع للأمير، وهو أدرى بمصلحة المسلمين».
وتحدث يوم ٧ فبراير عن عبادة الأشخاص، وقال: «إن فريقا جعل أبى بكر كأبى بكر وفريقا جعل الظواهرى كعمر، وفريقا يجعل كل من يأتى على هواه كعثمان وعلى، فسحقا لهم جميعا».
وفى منشوره الأخير قبل الانتحار قال الأفغانى: «من كانت له عندى مظلمة فليقتص منى، بما شاء لمظلمته حتى يرضى أو يسامح، هو على الخيار، خصوصًا الإخوة الذين شددت عليهم في نقاش، وأنا أتذكرهم أخ أخ، فسامحونى غفر الله لكم،.. ربى أبرء نفسى من كل أخ على هذا الكوكب له عندى مظلمة، ولا يحدثنى بها، واشهد ربنا العظيم أنى سامحت كل من اخطأ في أو ظلمني، حتى من هو سببا فيما أنا فيه الآن عسى أن يغفر لى ربى».
وفى صفحة الأفغاني، نعاه صديقه أبو معاذ الأنصاري، ودعاه أن يسامحه، كما واساه شخص اسمه محمد عبدالباسط، وقال إنه يتألم من مفارقة أبى بكر الأفغاني، وهو من الأحبة الذين تعرف عليهم من الإنترنت، وقابله مرة واحدة في حياته ويشتاق له الآن ودعا الله أن يدخله الجنة».
ومن خلال حسابه الشخصى أيضا، وجدناه يتحدث عن شخص اسمه «معتز محمد» الشهير بالجندى الأخير، وقال إنه لا يثق في أحد مثله، وبذلك توصلنا إلى معتز، الذي كانت مفاجأة بالنسبة لنا أنه يعمل في مجال الإعلام، كمتحدث سابق لجمعية رسالة الخيرية، وتجمعه علاقة قوية مع الإرهابى الأفغاني، وسافر إلى سوريا لفترة وعمل مع داعش مصور، ومعتز حاليًا يجمع تبرعات عن طريق شخص اسمه «أحمد محمد محمد جمعة» من محافظة القاهرة، نحتفظ بأرقام هواتفه، ووجدنا أن الإرهابى الأفغانى كان يعلق باستمرار، على كل منشورات معتز، الذي كان يهاجم الجيش والشرطة دائما داخل صفحته.
«البوابة» نجحت أيضا في الوصول إلى حساب شقيقة الإرهابى أبى بكر الأفغانى وتدعى «صابرين العدناني»، وتضع صورة لها وهى منتقبة ونشرت على حسابها، يوم الحادث الإرهابى خبر استشهاد شقيقها أبى بكر الأفغاني، وقالت إنه اشتهر بهذا الاسم على الفيس بوك، وكان من المخلصين، وأكدت أن الخبر كان من أقسى الأخبار عليها، ومع ذلك لم تنسل دموعها، لأنها تعرف أن مكانه في الجنة، وقالت إنها تذكرت اللحظة التي كانت تعانقه فيها، وصوته المنخفض واستحلفت أنه لن يطيب لها العيش إلا بمقارعة الطواغيت، وقامت بالدعاء لأخيها. ونشرت صابرين رسالة طلب منها أحد الجهاديين نشرها، واسمه أبو سياف الأنصاري، قال فيها إن المجاهدين في ليبيا عازمون على كسر صنم الطواغيت وقتال المرتدين، وطوائف الردة في ليبيا، ولن تكون ليبيا إلا أرضًا للخلافة، وستكون بوابة لاسترجاع الأندلس، وكذلك بوابة لفتح روما بوعد سيدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام.
توصلنا أيضا إلى حساب «حبيبة» الإرهابى أبى بكر الأفغاني، وتدعى «ريم لادن» ولها اسم آخر تعرف به، بالإنجليزية، وهو (راسيلى أدم) ولاحظنا أن هذا الحساب، منذ أن تم إنشاؤه في أكتوبر ٢٠١٢، كانت اللغة المستخدمة فيه هي الإسبانية وكان صاحب الحساب يشترك دائما في المواضيع الإسرائيلية، وينشر صورًا لجنود إسرائيليين وعبرت صاحبة الحساب، عن عشقها لإسرائيل ومساندة جيش الاحتلال الصهيوني، وهذا حتى تحول الحساب مرة واحدة إلى اللغة العربية، وكان أول منشور بتاريخ ٢٧ نوفمبر عام ٢٠١٤ الآتى: (أنا ريم والحساب كان مغتنم من يهودي) ووجهت رسالة لمؤسس فيس بوك (مارك زوكربيرج) وقالت هذا الأكونت أسلم يا مارك، ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.
بعد ذلك تحولت إلى جهادية تدعو إلى النفير، ومواجهة قوات الجيوش العربية، وكل هذا يثير بداخلنا شكوكًا، أن تكون إسرائيل ضالعة في الموضوع، عن طريق استخدام هذه العميلة، وما يؤكد كذب ادعائها أن الحساب سرق منها من يهودى أنه لو سرق منها فعلًا فلماذا تحتفظ بصور الجنود الإسرائيليين على حسابها حتى هذه اللحظة، وكل المشاركات التي مدحت فيها اليهود، وما زالت هذه العميلة تدعو لمحاربة النظم العربية، وإلى من يهمه الأمر لدينا نسخة من كل حسابات هؤلاء المتورطين في حادث العريش الإرهابى الغشيم.
من النسخة الورقية