الأربعاء 27 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالفيديو.. جيهان المكاوي مأساة من بين ركام الحياة.. أديبة وحاصلة على الدكتوراه وتعيش حياة المشردين في شوارع الدقي بسبب "الزهايمر".. جيرانها: تعيش وحيدة منذ وفاة والديها ولا تجد من يرعاها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشاهير أصبحوا مشردين، هكذا حال العديد من الشخصيات المعروفة والشهيرة الذين بدأوا حياتهم كنجوم وانتهى بهم الحال الى التشرد بالشوارع، لا يتذكرون من حياتهم سوى خيالات وذكريات تأخذهم الى الفرح تارة وإلى الحزن تارة أخرى.
رصدت عدسة " البوابة نيوز" خلال تجولها بميدان الدقي، احدى الاديبات والروائيات المعروفة التي قسي عليها الزمان وحولها من واحدة من اشهر الشخصيات الأدبية الى تائهة ومتشردة بالشوارع، فالدكتورة جيهان المكاوي الحاصلة على دكتوراه في الاعلام، عملت بمجال الصحافة، وقامت بتأليف العديد من الروايات، اصبحت تجوب الشوارع لا تتذكر شيء من حياتها السابقة غير خيالات وذكريات مؤلمة، نتيجة اصابتها بمرض "الزهايمر".
البداية كانت خلال تجول كاميرا "البوابة نيوز" بمحيط ميدان الدقي، حيث لفت انتباهنا سيدة مسنة جالسة بجوار أحد الاكشاك لبيع "الورود" تبدو على مظهرها الخارجي من بعيد "الأرستوقراطية"، وعند الاقتراب منها تجد وجها جميلا "متسخا" تملأه ابتسامة هادئة ورقيقة، ولكنها ممتلئة بالحزن، وعند سؤالنا عنها عرفنا أنها من أشهر الروائيات التي تعانى مرض الزهايمر وأصبحت لا تتذكر شيئا، غير ذكريات محزنة تحاول الهرب منها بأي شكل، وذلك من خلال تجولها بالشوارع.
قالت " اسمى جيهان حسن المكاوي "هكذا بدأت حديثها معنا، وعند سؤالنا لها عن حياتها السابقة وما تتذكره منها، واهميه الإعلام في حياتها "أجابتنا بطريقة غير مفهومة قائلة: "حكايتي مع الإعلام مش مستهلة، وحجات زمان خلاص مشت وأنا كبرت"، فحاولنا تذكيرها بأي شيء عاصرته لكى تحدثنا عنه.
وأشارت المكاوي الى انها تعانى حالة من الحزن الشديد لعدم تكوينها أسرة تعيش معها لكونها لم تتزوج حتى الان، قائلة:" انا مش مبسوطة، لأنى معملتش اسرة، حياتي قضتها بنام ليل ونهار ومعنديش حد يسال فيا"، مشيرة ايضا الى انها غير راضية عن نفسها لكونها تركت نفسها للوحدة دون التفكير في حياتها مع مرور الزمن، معاتبة نفسها بمرارة قائلة" سامحني يا زمن"، وعند سؤالى لماذا تطلبين السماح من الزمن ردت قائلة: "بشتم الزمن، بدل ما اشتم نفسي لأنه ظلمنى".
وعن سؤالنا لها عن أمانيها قالت: "نفسي ربنا ياخدنى"، أنا أرفض الحياة لكون حياتي غير مستقرة، فانا لا اجد ما يرعاني او يعتنى بي، مشيرة الى ان علاقتها مع الله سيئة جدا وذلك يسبب لها عدم الراحة بالحياة.
واوضحت ان اكثر مكان تشعر خلاله بالراحة الشديدة وترتاده يوميا هو محيط تمثال "أحمد شوقي"، مؤكدة على انها تقوم بالجلوس تحت التمثال لكى تستعيد كافه ذكرياتها القديمة،
وعند سؤالها عن سر اختيارها لتمثال " احمد شوقي " بالأخص، سرحت بخيالها، وتهربت من الإجابة بكل ذكاء، قائلة " اجلس بأسفل التمثال انظر الى المارة واشعر بالغربة، لأنني لست صاحبة المكان ولا الزمان".
حديثها معنا اثار دهشتنا فرغم اصابتها بمرض " الزهايمر" والوضع المأساوي الذي تعيشه ، تجد اجاباتها بمنتهى الذكاء، مثل هروبها من الإجابة عن بعض الأسئلة التي قررت الاحتفاظ بها داخل ذاكرتها دون البوح بها لأحد، ما جعلنا نتحول لسؤال جيرانها عنها لنتعرف عليها اكثر ولنعرف من هى، وليحدثونا عنها بصورة اوضح وادق.
قال "اشرف سعد" احد جيرانها و"الكوافير" الخاص بها، انا اعرف الدكتورة جيهان منذ 20 عاما،فهي حاصلة على الدكتوراه في الاعلام ومذيعة، وعاشت فترة طويلة بمفردها، دون أن ترتبط بأحد لكى تتمكن من إعالة أسرتها ووالدتها المسنة، ثم توفي والدها ولحقت به والدتها بعد فترة وظلت وحيدة حتى هذه اللحظة.
وتابع عادل فؤاد، احد معارفها، أعرف الدكتورة جيهان منذ 11 عاما، وقتها كانت سيدة متزنة تعي كل شيء تتحدث معنا بعقلانية واتزان، وكانت سيدة من السيدات التي تتحلى بالآمال والتفاؤل، فكان لديها وعى ثقافي وسياسي وكانت من المفكرين النادرين الصعب ايجادهم في وقتنا هذا.
واضاف " فؤاد" ان الزمن قسي عليها بشكل كبير، حتى أصبحت تعانى من مرض "الزهايمر" الذى جعلها تائهة وسط البشر والحياة بالنسبة لها اصبحت معدومة، وذلك لعدم تواجد من يعتنى بها من اسرتها او الدولة، مطالبا الحكومة بتوفير الرعاية الكاملة لكافة المشاهير والشخصيات المعروفة الذي قسى عليهم الزمان، ورعايتهم بشكل كامل صحيا واجتماعيا، لكونهم قدوة يحتذى الشباب بهم.
بعد ذلك طالبت منا الذهاب معها الى منزلها لتصوير كافة شهاداتها العلمية التي لا تتذكر كيف ومتى حصلت عليها، ولكنها تعي جيدا أنها أهم شيء فى حياتها.